المشادة بين الأحمد والدويك تعيد لغة الاتهامات بين فتح وحماس

الحركة الإسلامية تستهدف الأحمد وتدعو لإقالته.. والمركزية ترد: توقفوا عن التحريض المقيت

TT

تحولت مشادة كلامية بين مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس عزيز الدويك، في ندوة، إلى كرة ثلج متدحرجة، وكشفت إلى أي حد لا يزال الخلاف بين الفصيلين الأكبر عميقا وراسخا.

وسرعان ما تطور الموقف والخلاف الشخصي بين الأحمد والدويك إلى تلاسن وتبادل للاتهامات بين حركتي فتح وحماس، وتحول الخلاف في بعضه إلى شخصي، بعدما طالب مسؤولون من حماس بمحاكمة الأحمد وعزله عن منصبه في قيادة ملف المصالحة في فتح، وهو الأمر الذي سخرت منه فتح باعتبارها صاحبة القرار مهاجمة حماس والدويك وإثارة «معارك جانبية».

وبدأت القصة عندما قرر الدويك الانسحاب من ندوة عقدت في مقر منظمة التحرير الفلسطينية، يوم الأربعاء الماضي، متهما القائمين على الندوة باستدراجه إلى فخ، بعد مشادة بينه وبين الأحمد وآخرين، فرد عليه الأحمد وهو يغادر «على كيفك هذا هروب»، قبل أن يهاجمه الدويك قائلا إنه ليس من نوع الناس الذين يهربون، وإنه كان يناضل بينما كان هو (الأحمد) يجلس في بيته. وأثناء مغادرة الدويك قال له الأحمد «أنا باعرفك، أنت لست مع إنهاء الانقسام، أنت شخصيا لست مع إنهاء الانقسام، وأنا أعرف كيف كنت قبل تأسيس حماس تنسق مع رابين».

وسرب هذا الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان مثار تعليقات مختلفة. لكن القصة لم تنته عند ذلك، فقد شنت حماس بعدها هجوما عنيفا على الأحمد الذي التزم بداية الصمت، قبل أن يرد وترد معه فتح.

وبدأ الهجوم على الأحمد بتصريح من عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، عبر صفحته على «فيس بوك»، معتبرا تصرفات الأحمد مؤسفة وتوتيرية وفيها إساءة للدويك، ثم انبرى مسؤولون آخرون من حماس للهجوم على الأحمد، فانتقده رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية من على منبر الجمعة أول من أمس، قائلا إنه تطاول على رمز الشرعية، (الدويك)، ومعتبرا أن تحقيق المصالحة لن يتم إلا إذا «تحررت الإرادة والقرارات من التدخلات الخارجية، ثم هاجمه نائب الدويك في قطاع غزة، أحمد بحر، داعيا إلى عقد محاكمة شعبية للأحمد، وواصفا نهجه «بالتوتيري الذي ينبغي أن يواجه بموقف واضح وحاسم من قبل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وقيادة فتح حرصًا على تنقية الأجواء والمناخات الوطنية».

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فانضم الناطق باسم حكومة حماس طاهر النونو للهجوم على الأحمد، وقال على صفحته على «فيس بوك» إنه وفتح «يمارسان منهج التخوين الدائم لكل من يخالفهم الرأي».

وعقب الدويك نفسه على الموقف متهما الأحمد بإشهار 3 لاءات أثناء الندوة، وهي «لا لإطلاق سراح المعتقلين، ولا لفتح مؤسسات حماس المغلقة، ولا للمقاومة»، واصفا ذلك بأنه «مغازلة للاحتلال والأميركيين على حساب المصالحة».

وقال الدويك لإذاعات ومواقع محلية مختلفة «لاءات الأحمد تدل على أن الفجوة بين الفريقين المختلفين ما زالت قائمة». بل زاد بقوله إن الأحمد «فاقد لأهلية قيادة فتح للمصالحة». وأيد ذلك نواب في حماس، وطالبوا بإقالة الأحمد من رئاسة وفد فتح للمصالحة. وقالت كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس في المجلس التشريعي «إن ما تفوه به الأحمد إنما يعكس حالة لا أخلاقية تعدت الخصومة السياسية إلى وضع يستقوي به الأحمد بالاحتلال».

ورد الأحمد على الهجوم مستغربا اتهامه باللاءات، قائلا إنها لا وجود لها إلا في مخيلة دويك «وهي نتاج وتعبير عن حالة التوتر والضعف التي ظهر بها الدويك كعادته ومحاولة للتغطية على أخطائه». وأضاف لإذاعات محلية «المقطع المسرب من الندوة يوضح بشكل قاطع أنه لم يكن هناك شجار بيني وبين الدويك، بل إن الدويك تهجم على إدارة الندوة بكاملها وعلى الحضور عندما لم يستطع أن يقنع أحدا وقال إن هذه الندوة فخ له».

وأصدرت اللجنة المركزية بيانا استنكرت فيه بشدة محاولات بعض قيادات حماس للنيل من عضوها. وقالت «إن جملة التحريض هذه إن دلت على شيء فإنما تدل على أن حماس غير جادة في عملية المصالحة واستحقاقاتها، وتحاول افتعال معارك جانبية لا أساس لها من الصحة، فيها تجنٍ وافتراء على نوايا الحركة وقرارها الذي يتبناه الأخ عزام الأحمد بكل شفافية وصدق ونزاهة». وأضافت «لقد استندت بعض قيادات حماس في بياناتها وتهجماتها على وقائع ملفقة حرفت الكلام عن مواضعه، واعترف الجميع بأنها لا أساس ولا صحة لها. وفي هذا المجال فإن السيد الرئيس واللجنة المركزية لحركة فتح يجددان ثقتهما في الأخ عزام الأحمد ممثلا للجنة، ولن تستطيع حماس أن تفرض علينا من يمثلنا أو يتحدث باسمنا في جولات المصالحة، ولتتوقف حماس عن حملات التحريض المقيتة التي دأبت عليها وتلاقي كل الرفض والريبة من الجميع».

واضطرت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منظمة الندوة، للتدخل بعد كل هذا الجدل، واستهجنت وصف الدويك للندوة «بالفخ» ووصف الحضور «بالجوقة»، وأوضحت «من حضر الندوة هو جمهور متنوع، يمثّل عينة من الجمهور الفلسطيني العام، مهتم بموضوع المصالحة وإنهاء صفحة الانقسام، ولم يأت المشاركون على ذم قادة العمل الإسلامي، ولم يكن الدين محورا من محاور الندوة، ومن هنا نستهجن بشدة إقحام الدين في هذه الندوة السياسية».

واعتبرت عشراوي أن انسحاب الدويك ومطالبته لوفده بالانسحاب «مؤشر على عدم قبول اختلاف وجهات النظر والتعامل بإيجابية وتحويلها إلى خلافات شخصية وسياسية ودينية».