لبنان: مقتل مواطنين واشتباكات عنيفة على الحدود مع سوريا

احتجاج رسمي لدى السلطات السورية وتأكيد على التزام «الموقف المحايد»

TT

احتجت السلطات اللبنانية، أمس، لدى السلطات السورية على استهداف الأراضي اللبنانية بقذائف ورصاصات أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، قرب الحدود الشمالية للبنان، أمس وقبله.

وشهدت الحدود اللبنانية السورية، ليل أول من أمس، جولة جديدة وُصِفت بالأعنف منذ بدء الأحداث السورية، من المعركة المفتوحة بين الجيش السوري ومسلحين لبنانيين، بعد مقتل مواطن بطلق ناري في رأسه، قبل أن يسقط قتيل آخر صباح أمس، إثر استهداف سيارته بقذيفة من الجانب السوري. بينما تحدث سكان محليون عن أن الجيش السوري عمد خلال ساعات النهار إلى تكثيف التعزيزان العسكرية، الأمر الذي أدى إلى نزوح المزيد من العائلات باتجاه مناطق أكثر أمنا. وقال مصدر أمني لبناني، إن الاشتباكات التي استمرت لأكثر من 3 ساعات، بين الجيش السوري في بلدة المشيرفة ومسلحين في منطقة البقيعة اللبنانية، استخدم فيها المدفعية وقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، مشيرا إلى أنه لم يكن باستطاعته تأكيد ما إذا كان المسلحون لبنانيين أم سوريين معارضين للنظام في دمشق. وأشار إلى أن أعمال العنف هذه اندلعت بعد ساعات قليلة على مقتل لبناني بنيران مصدرها الجانب السوري، لدى وجوده على مقربة من نهر يفصل بين البلدين. كما أفاد مصدر لبناني بأنه كان من بين المسلحين الذين شاركوا في المعارك، أفراد من عشيرة اللبناني القتيل.

وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه قد أعلنت، ليل الأحد، أن المواطن حسين محمد عزو أصيب في منطقة البقيعة - خط البترول داخل الأراضي اللبناني، بطلق ناري في رأسه، وبدأت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث، كما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، صباح أمس، أن «عضو مجلس بلدية الهيشة أحمد شهاب قتل وجُرح شقيقه هاني شهاب جراء سقوط قذائف من الجانب السوري على بلدة الهيشة في منطقة وادي خالد»، لافتة إلى أن رئيس بلدية مشتى حمود ناجي رمضان أفاد بأن منزلا لآل عساف استهدف بقذيفة مدفعية سورية، واقتصرت الأضرار على الماديات.

وأشارت الوكالة إلى أن «حالة من الهلع والتوتر سادت في صفوف الأهالي في منطقة وادي خالد جراء سقوط القذائف والأعيرة النارية من الجانب السوري».

وأبدى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أسفه لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جراء الأعمال العسكرية، حيث سقط مواطن في وادي خالد وآخر قبل ظهر الأحد في بلدة الهيشة المحاذيتين للحدود مع سوريا. وإذ أكد «ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، خاصة سوريا»، دعا الجانب السوري إلى الامتناع عن إطلاق النار والقذائف في اتجاه الأراضي اللبنانية. وكان سليمان قد أجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين، وطلب من الأجهزة المختصة التحقيق في ظروف حصول هاتين الحادثتين.

وأدان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي استهداف المناطق اللبنانية الحدودية، لا سيما وادي خالد، بالقذائف، نتيجة المواجهات داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود. وقال: «إننا نشجب سقوط ضحايا لبنانيين جراء أحداث لا ذنب لهم بها، وندعو السلطات السورية المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال». وأعلن ميقاتي أنه طلب من وزير الخارجية والمغتربين «إبلاغ السلطات السورية رسميا رفضنا هذا الأمر، ومطالبتنا بعدم تكرار حصوله». كذلك، ندد النائب من «كتلة المستقبل» معين المرعبي بقيام ما قال إنها «عصابات الأسد» بقنص المواطن العكاري حسين العزو في وادي خالد، أثناء تنقله داخل قريته.

واستنكر في بيان له «تلكؤ قيادة الجيش (اللبناني) بالإيعاز لعناصره بسحب المواطن قبل وفاته، وقد ترك ينزف حتى وفاته قبيل تمكن الأهالي من سحبه من مكان الجريمة، واكتفاء المعنيين بحمايتهم بمشاهدة العصابات تطلق النار على المنقذين». واعتبر أن الاستنكار الأكبر هو استمرار تخاذل قيادة الجيش والحكومة اللبنانية بنشر القوى الأمنية على الحدود لحماية الأهالي من الاعتداءات. من جهة أخرى، أكد، أمس، الجيش الحر، أن نقل المازوت لم يتوقف من لبنان إلى سوريا، وعرض «لواء سيف الشام» مشاهد فيديو تظهر عناصره وهم يتصدون لهذه الصهاريج، مجبرين السائقين على العودة، ومنعهم من العبور إلى الداخل السوري.