مؤسس «جيش المختار» يحمل ماجستير علوم عسكرية من جامعة طهران.. ويشتري المعلومات من القاعدة»

البطاط يكشف في تصريحات لـ «الشرق الأوسط» بعض الغموض الذي يلفه وتنظيمه

TT

برز واثق البطاط، الأمين العام لحزب الله العراقي، فجأة على الساحة العراقية، عندما أعلن قبل بضعة أسابيع عن تشكيل ما سماه «جيش المختار» ليزيد المشهد العراقي ارتباكا. وحرصت الحكومة العراقية في البداية على التقليل من شأنه وشأن تنظيمه، خاصة بعد أن تبنى هجمات صاروخية على معسكر منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة مؤخرا، وأدلى بتصريحات أثارت حفيظة قيادات سنية، لكنها راجعت موقفها، بل أصدرت بحقه مذكرة اعتقال، واتهمت تنظيمه بالمسؤولية عن تفجيرات بسيارات مفخخة في بغداد، الأحد الماضي. وبينما أثار ظهوره المفاجئ الكثير من التكهنات عن برنامجه وحجم تنظيمه، بل وحتى مكان وجوده، فإن البطاط كشف بعضا من هذا الغموض، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» معه.

ويقول البطاط إنه موجود في مكان محصن في النجف حيث يحيط به «عشرات آلاف المجاهدين»، وإنه يدرس تحركاته بدقة، لأنه «ليس جديدا على العمل الجهادي والسياسي»، كاشفا عن أنه قاوم «منذ الثمانينات النظام البائد»، وأن لديه «خططا وتحركات وأساليب».

ويضيف البطاط أن «ما أشيع عن انشقاقه عن حزب الله أمر غير صحيح، بل إن الذي انشق عن الحزب هو من اتهمه بالانشقاق، وهو محمد مجيد الناصري الذي لم يذهب معه أكثر من 10 أشخاص»، مشيرا إلى أن «تغيير اسم الحزب من (حزب الله - المقاومة الإسلامية) إلى (حزب الله - النهضة الإسلامية) جاء بسبب انسحاب المحتل الأميركي من العراق، وبالتالي انتفت صفة المقاومة التي كنا نعمل عليها بالانسحاب، وبدأنا الآن مرحلة النهضة الإسلامية».

وحول الارتباط التنظيمي لحزبه، وهل هو مرتبط بحزب الله اللبناني بزعامة حسن نصر الله أم بإيران مباشرة، يقول البطاط: «إن منظومة حزب الله سواء بفرعها اللبناني أم العراقي ترتبط مباشرة بالسيد الولي الفقيه آية الله خامنئي».

وبشأن طبيعة تكوين حزبه وهل «جيش المختار» هو جناحه العسكري، يوضح البطاط أن «هذه في الواقع مفارقة، حيث إن (حزب الله - النهضة الإسلامية) حزب منظم، ويتكون من 378 ألف عنصر، وكلهم مدربون ويحملون السلاح، وهم جاهزون للعمل، وسبق أن قمنا بتنفيذ نحو 1200 عملية ضد الأميركيين، كما ضربنا ميناء مبارك الكويتي، وبودي أن أقول هنا إن حزب الله هو الخطر الحقيقي على أعدائنا من تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى، وليس جيش المختار؛ لأن جيش المختار جيش مناطقي مهمته حماية السنة والشيعة معا بعد أن فشلت الأجهزة الأمنية في تأمين حماية لهم».

ويؤكد البطاط أن «الانتماء إلى جيش المختار لا يقتصر على الشيعة فقط، بل يضم سنة أيضا، وإنني شخصيا أحتفظ بعلاقات جيدة مع الإخوة السنة في المناطق السنية، وأتصل بهم دوما ويتصلون بي، وأود أن أؤكد هنا أنني وكيل مرجعية دينية، وأخاف الله، كما أني حاصل على شهادات عليا، منها ماجستير علوم عسكرية من جامعة طهران وبكالوريوس قانون من جامعة الكوفة». وردا على سؤال بشأن المعلومات التي قال إنه يملكها قبل تفجيرات الأحد الماضي في بغداد، ومن ثم توجيه أصابع الاتهام إليه من قبل الداخلية، يقول البطاط: «فيما يتعلق بتهمة قيام جيش المختار أو حزب الله بالتفجيرات فإن السؤال هو ما المصلحة من ذلك؟ لماذا نفجر في مناطق شعبية عراقية ندعي نحن حمايتها؟ يضاف إلى ذلك أن وزارة الداخلية وعلى لسان وكيلها الأقدم نفت هذا الأمر، عندما أعلنت أن السيارات التي جرى تفخيخها جاءت من الفلوجة، وهو ما كنا قد حذرنا منه، ولكنهم لم يستمعوا إلينا».

وردا على سؤال بشأن المعلومات التي يمتلكها حول السيارات المفخخة، يقول البطاط إن «الكثير من المنتمين إلى (القاعدة) وجيش النقشبندية والجماعات المسلحة كانوا ضباطا ومسؤولين في الأجهزة الأمنية السابقة، وكنا على اتصال بهم في الماضي، وبقيت هذه العلاقة حتى الآن، واليوم فإننا نتصل بهم أحيانا للحصول على معلومات منهم لقاء مبالغ مالية، وهم يزودوننا بها، ولكن الأجهزة الأمنية لم تستمع إلينا، بينما هم فاشلون، سواء في الحماية وفي التعامل مع المعلومة الاستخباراتية».

وبسؤاله عن مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه، وعما إذا كانت الحكومة قادرة على اعتقاله، يقول البطاط: «ربما تكون الحكومة قادرة على المجيء إلي لكي تعتقلني، مع أني لم أعمل شيئا يهدد الأمن والسلم، وكل ما حصل هو محاولات تشويه سمعة، مع أننا ضد الحرب الطائفية، وسنقف بوجهها بقوة بحماية السنة قبل الشيعة، لكن ما أريد قوله إن الحكومة في حال فعلت ذلك فإنها سوف تدخل معركة خاسرة».