بيل كلينتون يعلن في الدار البيضاء أن الصراع في القرن الـ21 سيكون من أجل الهوية

الرئيس الأميركي الأسبق ينوه بترميم كنيس يهودي ويشيد بالتسامح المغربي

العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى استقباله الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون في القصر الملكي بالرباط امس( ماب)
TT

أشاد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بالنموذج المغربي في مجالات التسامح والتنمية والسياسيات الاجتماعية، وقال إن المغرب أعطى المثل عندما احتفى قبل أسبوعين بترميم كنيس يهودي عريق في مدينة فاس باعتباره جزءا من تراثه الثقافي والحضاري. وأشاد بالاهتمام الخاص الذي أولاه العاهل المغربي الملك محمد السادس لهذا العمل، والذي قال عنه إنه يكتسي أهمية رمزية كبيرة باعتبار أصول الملك محمد السادس، وباعتبار المغرب بلدا إسلاميا.

وأشار كلينتون، الذي كان يتحدث أمس (الأحد) في محاضرة موجهة لطلبة «جامعة مونديابولس» الخاصة في الدار البيضاء، إلى أن الصراع في القرن الواحد والعشرين سيكون صراعا من أجل الهوية وليس من أجل الاقتصاد، ودعا العالم إلى اعتماد نموذج مجتمعي مبني على التسامح والقبول بالآخر، ويقر بالتنوع، بحيث يمكن فيه لكل شخص الافتخار بانتماءاته العرقية والدينية وبهويته، لكن من دون إيذاء أشخاص يختلفون عنه أو الإساءة إليهم. وقال كلينتون «المجتمعات الأكثر نجاحا هي التي تحتفي بالتنوع مع استمتاعها بالتنافس في مجالات الرياضة والاقتصاد، وتقوم على قيم التعاون بدل النزاع».

وقال كلينتون إن مستقبل العالم ومصيره أصبح مترابطا، وأصبح يواجه الكثير من التحديات منها الأمن الإلكتروني، وأزمة الشغل، وعدم تكافؤ الفرص، وضعف الاستقرار، والتغيرات المناخية، وسوء استغلال الموارد الطبيعية ومشكلات البيئة.

ومضى يقول: «عندما توليت رئاسة أميركا لم يكن عدد المواقع على شبكة الإنترنت يتجاوز 15 موقعا، أما اليوم فيمكن لطفل صغير أن يتعلم على الإنترنت أشياء كانت تتطلب في الماضي الدخول إلى الجامعة.لكن الجانب السيئ لهذا التقدم هو أن نفس الطفل يمكن أن يتعلم صنع قنبلة، لذلك فالأمن الإلكتروني أصبح من بين الأولويات».

ويرى كلينتون أن عدم الاستقرار وعدم تكافؤ الفرص يشكلان سمتان ملازمتان لاقتصاد السوق. ويرى أنه لا بد من القبول بقدر معين من انعدام المساواة بين الأفراد لكن لا يجب أن يكون ذلك بشكل مفرط بحيث يشكل عائقا أمام النمو والتطور، إذ يتوجب إتاحة الفرص أمام الأشخاص الذين يكدون ومجازاتهم على أعمالهم. وأضاف: «في أميركا اعتمدنا قانونا للإفلاس حتى نسمح للأشخاص الذين يفشلون بانطلاقة جديدة. وبذلك خففنا من انعدام الاستقرار الذي يحبط المبادرة والاستثمار».

وقال إن المغرب يمكنه أن يلعب دورا مؤثرا في المنطقة وفي العالم إذا ما تمكن من تدبير قضايا النمو والديمقراطية والهوية بشكل جيد. وأضاف: «بالنسبة للهوية يشكل ترميم المعبد اليهودي نقطة انطلاق جيدة،أما بالنسبة للتنمية فالمغرب الذي يحوي أكبر مخزون للفوسفات في العالم لم يرتكب خطأ تبذير مداخيل هذه الثروة بل استغلها لخدمة المجتمع عبر إعادة استثمارها». وقال إن المغرب حقق إنجازا من خلال إدخال الكهرباء لنحو 95 في المائة من سكان القرى خلال السنوات الأخيرة. كما نوه كلينتون باختيار المغرب تطوير استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة والتطلع إلى تصديرها نحو أوروبا. وأشاد بالإصلاحات السياسية التي عرفها المغرب في اتجاه ترسيخ الديمقراطية وإعطاء سلط أكبر للحكومة. وقال «كان لي شرف العمل مع الملك الراحل الحسن الثاني، ومع الملك محمد السادس. كما أنني التقيت مسؤولين في الحكومة الحالية التي أصبحت تتمتع بسلطات واسعة بعد الإصلاحات السياسية الأخيرة».