كيري يقوم بأول جولة إلى دول أوروبية وعربية

تشمل 9 دول وتستمر 11 يوما ويركز خلالها على عدة قضايا أبرزها سوريا والملف النووي الإيراني

جون كيري وزير الخارجية الأميركي في طريقه لأول جولة خارجية تشمل تسع دول، أمس (أ.ف.ب)
TT

غادر واشنطن، أمس، إلى لندن، جون كيري، في أول جولة خارجية له كوزير للخارجية الأميركية، تشمل تسع دول، وتستمر 11 يوما، ويزور خلالها، أيضا، ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا ومصر والسعودية والإمارات وقطر. وسيعود إلى واشنطن في السادس من مارس (آذار).

وكان كيري قال، قبل بداية الجولة، إنها «جولة استطلاعية»، رغم أنه قضى 28 عاما في مجلس الشيوخ، جميعها كعضو في لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، وقضى الأعوام الأربعة الأخيرة منها رئيسا لتلك اللجنة.

وبعد محادثاته المرتقبة مع الحلفاء في كل من لندن وبرلين وباريس، سيتوجه كيري إلى روما للقاء أعضاء من المعارضة السورية، وأيضا، لقاء ممثلي مجموعة من الدول التي تتحالف معها الولايات المتحدة، منذ عامين تقريبا، للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وقال جون ألترمان، مدير قسم الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن، في تصريح لوكالة «رويترز»، إنه على الرغم مما يبدو من أن الإدارة الأميركية تعكف على إعادة النظر في مسألة تسليح المعارضة السورية، فإنه لا توجد مؤشرات بأنها مقدمة على نهج جديد تجاه سوريا. وأضاف «مررت بوقت عصيب كنت أتصور فيه أنه قد آن الأوان لطرح استراتيجية أميركية جديدة. لكن كيري لا يزال يفتقر إلى نظير مقابل في وزارة الدفاع، فيما تستمر بلورة الإدارة الجديدة»، إشارة إلى أن الكونغرس لم يجز حتى الآن ترشيح السيناتور الجمهوري السابق شاك هاغل وزيرا للدفاع. وأضاف ألترمان «لا أرى أي إشارة إلى وجود استراتيجية جديدة. لكنني ألاحظ بوادر على أن كيري يريد تفهم ماهية الخيارات بهدف تحريك السياسية الأميركية في اتجاه مغاير».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن كيري سيجتمع، إلى جانب نظرائه من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، مع مسؤولين إيرانيين في كازاخستان، غدا الثلاثاء، لإقناع إيران بالحد من برنامجها النووي.

وخلافا لما أعلنه مسؤولون فلسطينيون من أن زيارة كيري ستشمل أيضا الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فإن البرنامج الرسمي الذي وزعته الخارجية الأميركية خلا من هاتين المحطتين اللتين سيزورهما في المقابل الرئيس باراك أوباما الشهر المقبل.

وإلى جانب تأكيد كيري خلال كل محطات جولته هذه على العلاقات التاريخية التي تربط بين الولايات المتحدة وحلفائها على الضفة الأخرى من الأطلسي، فإن الوزير الأميركي سيتباحث في «جولة الاستماع» هذه مع مضيفيه في مواقفهم من القضايا الدولية الساخنة، لا سيما الحرب في سوريا ومالي، والملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي، إضافة طبعا إلى عملية السلام الإسرائيلية - الفلسطينية المجمدة، والوضع في أفغانستان، ومعضلة التغير المناخي.

وكان تقرير أميركي صدر الشهر الماضي قال إن هذا العام سيكون «عام الحسم» الأميركي نحو إيران، وإن الرئيس باراك أوباما إما سيأمر بضرب إيران لوقف برنامجها النووي، ونشاطاتها الإرهابية، المعادية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، أو يعلن أنه يفضل الحلول الدبلوماسية. وقال التقرير الذي أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس آي إس) في واشنطن «يمكن أن تتطور الأزمة الحالية المحدودة إلى صراع كبير، أو إلى شكل جديد من أشكال الحرب الباردة». وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن مباحثات كيري حول إيران تأتي مع زيادة التوتر في العلاقات الأميركية الإيرانية بسبب برنامج إيران النووي، والعقوبات الأميركية والدولية ضد إيران. ثم تفاقم التوتر في السنة الماضية بعد إعلان واشنطن أن إيران تقدم مساعدات إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكيري، الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ لمدة 30 عاما تقريبا والمرشح الأسبق إلى الانتخابات الرئاسية في 2004، لم يأت إلى عالم الدبلوماسية من فراغ، فوالده كان دبلوماسيا، وهو نفسه كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وسبق أن جال العالم والتقى أبرز زعمائه.

والوزير الجديد الذي تولى مقاليد الوزارة في الأول من فبراير (شباط) خلفا لهيلاري كلينتون معروف بأنه من أبرز دعاة توطيد العلاقات الأميركية الأوروبية، وهو أمضى سنوات عدة من طفولته في برلين حيث كان والده دبلوماسيا معتمدا فيها، إضافة إلى أنه يتحدث الألمانية والفرنسية حيث تجمع عائلته روابط بفرنسا. وفي الواقع فإن قراره تخصيص جولته الخارجية الأولى لأوروبا، في حين أن كلينتون خصصت زيارتها الخارجية الأولى في 2009 إلى منطقة آسيا - المحيط الهادي، عملا بسياسة الرئيس باراك أوباما، جعل هذه المنطقة «نقطة ارتكاز» الاستراتيجية الأميركية.