البابا يستعد لخدمة الكنيسة الكاثوليكية.. خلف الكواليس

آلاف حضروا آخر عظة له قبل استقالته الرسمية يوم الخميس

البابا بنديكتوس السادس عشر في آخر عظة له من الفاتيكان أمس (إ.ب.أ)
TT

شهد الفاتيكان أمس آخر عظة يلقيها البابا بنديكتوس السادس عشر قبل أن يصبح أول بابا خلال نحو ستة قرون يترك الكرسي البابوي وأعلن أنه لن يتخلى عن الكنيسة الكاثوليكية. وقال البابا بنديكتوس أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس، إنه «سيستمر في حب الكنيسة وخدمتها بالصلاة من أجلها بعد تخليه عن الكرسي البابوي يوم الخميس المقبل». وأوضح: «الرب يدعوني.. لأن أكرس حياتي للصلاة والتأمل بشكل أكبر، ولكن هذا لا يعني التخلي عن الكنيسة. إذا طلب مني الرب أن أتخذ هذه الخطوة فهذا لكي أستمر في خدمة الكنيسة بنفس الإخلاص والحب الذي قدمته حتى الآن».

وكان البابا يتحدث وسط هتافات آلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس في البرد القارص، من بينها «يعيش البابا» و«شكرا للبابا». وقاطعته الحشود تكرارا بالتصفيق فيما رفع البعض لافتات تقول «قداسة البابا، نحبك» و«شكرا قداستكم». وقدر المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيدريكو لومباردي، عدد الحضور بمائة ألف شخص.

وسيصبح الكرسي البابوي شاغرا الساعة الثامنة مساء بتوقيت روما (السابعة مساء بتوقيت غرينتش) يوم الخميس بينما تبدأ عملية انتخاب البابا الجديد.

وتحدث البابا بصورة استثنائية عن نفسه و«هذه اللحظة في حياته». وقال البابا، وعمره 85 عاما، إنه سيخدم الكنيسة «بطريقة مناسبة أكثر لسني وقواي». وتابع: «لكن هذا الأمر لا يعني التخلي عن الكنيسة، بل على العكس، إذا طلب مني الله ذلك فهذا يعني أن أواصل خدمتها بتفان ومحبة، كما فعلت لغاية الآن، ولكن بطريقة تتلاءم أكثر مع سني وقدراتي» شاكرا السماء بابتسامة واسعة على ظهور الشمس في روما بعد عدة أيام ماطرة.

وكالعادة، وجه البابا تحياته إلى الحجاج والمؤمنين بلغات عدة واختتم برسالة مرتجلة في خطوة استثنائية قائلا «سنبقى مقربين دوما».

كما نشر بنديكتوس رسالة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، والذي بدأ استخدامه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال فيها: «في هذه الأيام المهمة، أسألكم الدعاء لي وللكنيسة، واثقا كما كنت دائما بالعناية الإلهية».

وقبل الاستقالة، يلتقي بنديكتوس أتباع الكنيسة يوم الأربعاء المقبل في لقاء جماهيري في ساحة القديس بطرس أيضا. وسيتوجه في اليوم التالي لمقر الإقامة الصيفي لبابا الفاتيكان في مدينة كاستل جاندولفو بضواحي روما، قبل أن يعود للإقامة في دير يجري ترميمه حاليا داخل جدران الفاتيكان.

ومن المتوقع أن يجري تنصيب البابا الجديد بحلول عيد الفصح، بعد اجتماع سري مقرر في مارس (آذار) المقبل. وتعهد بنديكتوس بعدم التدخل في هذه العملية، وأن يحتجب عن الأنظار بمجرد اختيار خلفه، رافضا ما تردد حول أن الكنيسة الكاثوليكية سيكون لها اثنان من الباباوات. ومع ذلك فإنه لم يتضح بعد اللقب الرسمي الذي سيحمله بنديكتوس بعد الاستقالة.

وخلال الأيام الأخيرة، أشارت وسائل إعلام إيطالية إلى أن قرار البابا بنديكتوس بالاستقالة جاء بعد اطلاعه على نتائج تحقيق داخلي حول سلسلة من الفضائح المالية والجنسية في الفاتيكان. وانتقد الفاتيكان هذه التقارير الإعلامية وأصر على أن قرار بنديكتوس يتعلق فقط بضعف صحته نتيجة التقدم في السن.

إلا أن الكنيسة الكاثوليكية تواجه تحديات عدة من حيث المشكلات الداخلية، آخرها تقرير نشرته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أمس يفيد بأن رئيس الكنيسة الكاثوليكية في اسكوتلندا الكاردينال كيث أوبراين الذي من المزمع أن يشارك في مجمع الكرادلة المكلف انتخاب بابا جديد، يواجه اتهامات لدى الفاتيكان بالقيام بـ«أفعال غير ملائمة» مرتكبة قبل 33 عاما.

وينفي الكاردينال أوبراين البالغ 74 عاما هذه الاتهامات التي وجهها ثلاثة كهنة وكاهن سابق ونقلوها إلى روما قبل أسبوع من استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر في 11 فبراير (شباط) الحالي.

وأكد المدعون الأربعة الذين ينتمون إلى إبراشية ساينت أندروز وأدنبره في اسكوتلندا للسفير البابوي في بريطانيا الأسقف أطونيو مينيني أن الكاردينال أوبراين ارتكب «أفعالا غير ملائمة» قبل 33 عاما، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويشكو أحد الكهنة بأنه حصل على اهتمام غير مرغوب فيه من جانب الكاردينال بعد سهرة قاما خلالها باحتساء الكحول. كما يدعي كاهن آخر بأن أوبراين تغطى وراء تنظيم ليال للصلاة بهدف القيام بممارسات شائنة، وفق «الأوبزرفر». ويخشى مقدمو الشكوى الأربعة الذين يطالبون باستقالة الكاردينال، عدم إيلاء تقريرهم الاهتمام المطلوب في حال سمح لأوبراين بالتوجه إلى روما للمشاركة في مجمع الكرادلة.