الجيش السوداني يتدخل لفض نزاع قبلي في دارفور.. والمنظمات الدولية تعلق أنشطتها

قوى وأحزاب تعلن عن توقيع «ميثاق الفجر الإسلامي» وتطرح نفسها البديل في حال سقوط النظام

TT

تدخل الجيش السوداني لفض نزاع قبلي في منطقة بشمال دارفور، أدى إلى مقتل 53 من المواطنين وجرح أكثر من 100 آخرين ونزوح 30 ألف شخص. وتعود خلفية النزاع بين قبيلتين في بلدة السريف إلى التنافس حول أحقية التنقيب على الذهب في جبل عامر شمال دارفور، وسط أنباء بتعليق منظمات دولية لأنشطتها في المنطقة.

وقال والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، في تصريحات أمس، إن القوات النظامية قد أخذت زمام المبادرة وستمضي في تحقيق هدفها الرامي إلى وضع يدها على المنطقة لسد كافة الذرائع «وحسم كل متفلت»، محذرا مما وصفه بـ«الشائعات المغرضة والتحريض الضار اللذين يؤديان إلى الاحتكاكات بين هذه القبائل»، وقال إن تجدد القتال بين قبيلتي «بني حسين» و«الرزيقات» أول من أمس جاء نتيجة «انفلاتات من المجرمين الذين يسعون إلى النهب»، وأضاف أن اتصالات جرت بين طرفي النزاع وأن الأوضاع ستمضي نحو الانفراج، وقال إن «المنظمات الوطنية والأجنبية ما زالت تواصل مهامها»، مشيرا إلى أن حكومته بصدد إعادة ترتيب الأمور في الجانب الإنساني حتى تتمكن تلك المنظمات من مواصلة عملها في تقديم المساعدات للمتأثرين.. غير أن وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ذكرت أن المنظمات غير الحكومية ومنظمة إنقاذ الطفولة السويدية علقت أنشطتها في البلدة بسبب انعدام الأمن وتعطل العودة إليها مجددا من قبل المدنيين، ولكنها قالت في تقرير لها إن تحسنا طرأ على الأوضاع الإنسانية بمنطقة سريف بني حسين بولاية شمال دارفور عقب موجة نزوح شهدتها البلدة التي تعرضت لنزاعات قبلية مسلحة في محيط منجم جبل عامر، وأضاف التقرير أنه «على الرغم من عودة بعض الأشخاص إلى مناطقهم فإن تجدد الهجمات المسلحة في بلدة السريف وجبل عامر أجبر هؤلاء على المكوث في أماكنهم ومواجهة النقص الحاد في الغذاء والدواء».

وهذه هي المرة الثانية التي يتدخل فيها الجيش الحكومي لفض النزاع بين القبيلتين، حيث تدخل في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما اندلع القتال وأدى إلى مقتل العشرات في منطقة جبل عامر.

وقد كانت بلدة سريف بني حسين الواقعة على بعد 80 كلم غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور قد شهدت مواجهات قبلية مسلحة بين قبيلتي بني حسين والرزيقات على خلفية صراع حول آبار تعدين وتنقيب عن الذهب بمنجم جبل عامر، وتسببت الهجمات التي شنتها قبيلة الرزيقات المسلحة في إحراق مئات القرى والبلدات الريفية الصغيرة الآهلة بالسكان، كما نهبت آلاف الماشية وأغلقت الجماعات المسلحة الطرق التي تربط بلدة السريف بالمناطق المجاورة.

من جهة أخرى، وقعت أحزاب وكيانات إسلامية منضوية تحت لواء جبهة الدستور الإسلامي في الخرطوم على وثيقة أطلقت عليها «ميثاق الفجر الإسلامي»، لمواجهة قوى الجبهة الثورية التي أبرمت بدورها ميثاق «الفجر الجديد» في بداية العام الحالي والتي دعت فيه إلى إسقاط نظام الرئيس السوداني عمر البشير، ودعت القوى الموقعة إلى إقرار دستور إسلامي مصدره الكتاب والسنة غير قابل للاستفتاء الشعبي يقر بحرمة قيام أي أحزاب يقوم فكرها السياسي ونظامها الأساسي على تقويض الدستور الإسلامي، ووجهت انتقادات لاذعة لمجمل سياسات الحكومة في تعاملها مع قضية الحكم الإسلامي. ومن أبرز الموقعين على الميثاق رئيس منبر السلام العادل الطيب مصطفى (خال الرئيس السوداني عمر البشير)، الذي قال إن الاجتماع وجه انتقادات لميثاق الجبهة الثورية المعارضة الذي يعرف بميثاق «الفجر الجديد»، قائلا إنه يرمي لإسقاط الإسلام وليس النظام الحاكم. وأضاف: «ستكون المعارضة الإسلامية بديلا للمعارضة العلمانية»، وقال «إذا سقط النظام فسيكون البديل إسلاميا»، وأكد أن «ميثاق الفجر الإسلامي» سيحدث تحولا كبيرا في المشهد السياسي بالسودان.