نزاع باكستاني ـ أفغاني حول تسليم قيادي طالباني

إسلام آباد تلجأ للإنتربول لتسلم مولوي فقير

TT

أعلن مسؤولون أمس أن باكستان تعتزم اللجوء للشرطة الدولية (الإنتربول) لتسلم قيادي طالباني بارز ألقي القبض عليه في أفغانستان الأسبوع الماضي. وقال المسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية، نوازيش علي، إن إسلام آباد ستلجأ إلى الإنتربول، وهي منظمة دولية تصدر «إشعارات حمراء» ضد المجرمين والإرهابيين، لتساعدها على تسلم مولوي فقير. وصرح مسؤول باكستاني آخر لوكالة الأنباء الألمانية أنه سيجري تقديم طلب رسمي للإنتربول الأسبوع المقبل.

ألقت الاستخبارات الأفغانية القبض على فقير الأسبوع الماضي مع أربعة أشخاص آخرين على الحدود الباكستانية. ورفضت أفغانستان تسليمه لجارتها الشرقية رغم تكرار هذا الطلب من قبل مسؤولي باكستان. وذكر وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك أمس أن فقير مطلوب في باكستان في سلسلة من الهجمات الإرهابية التي وقعت في البلاد. وقال «نريد تسليمه لباكستان حتى تبدأ الإجراءات ضده وفقا للقانون».

يذكر أن فقير من أبرز قادة مسلحي طالبان باكستان التي تشن هجمات ضد إسلام آباد من المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان منذ أعوام. ورفضت أفغانستان تسليم فقير، قائلة إنه ليس هناك اتفاق تبادل سجناء بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية، جنان موسى ضاي، في بيان أول من أمس، إنه من أجل «جهود السلام والمصالحة» يتعين على إسلام آباد إعادة عناصر طالبان أفغانستان الذين احتجزتهم باكستان. وأوضح أن الحكومة الأفغانية «على استعداد لمزيد من التفاوض بهذا الشأن مع الحكومة الباكستانية». ومنذ سبتمبر (أيلول) أطلقت إسلام آباد سراح بعض قادة طالبان أفغانستان من سجونها. ومع ذلك لم يجر تسليمهم للحكومة الأفغانية. واعتقل مولوي فقير محمد في إقليم نانجارهار الواقع شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الباكستانية. ولم تخل سنوات فقير محمد في حركة طالبان الباكستانية من الاضطراب، ففي العام الماضي أقيل من منصب قائد الحركة في باجور بعد أن أبلغ وسائل الإعلام الباكستانية أن الحركة تجري محادثات سلام مع الحكومة. ونفت طالبان الباكستانية ما قاله واستبدلت به قائدا آخر هو الملا داد الله، وبعد مقتل داد الله في غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأفغانستان في أغسطس (آب) الماضي، عاد محمد إلى منصبه.

وتطالب السلطات الباكستانية منذ فترة طويلة كابل بالتصدي للمقاومين الباكستانيين الذين يتخذون من مناطق بشرق أفغانستان قرب الحدود ملاذا لهم. وفي المقابل، تقول أفغانستان إن حركة طالبان الأفغانية تتخذ من مناطق في باكستان ملاذات آمنة لها. وذكر مسؤولون من مديرية الأمن الوطني ووزارة الداخلية في أفغانستان، أن محمد اعتقل خلال حملة في إقليم نانجارهار، نفذها أفراد من مديرية الأمن الوطني وضباط من الشرطة. وتقول السلطات الباكستانية إن محمد كان مسؤولا عن عدد من الهجمات على القوات الباكستانية في باجور.