كيري يحث الخطيب على حضور اجتماع روما: لن نذهب للحديث بل لاتخاذ قرار

المعارضة تطالب بكافة أشكال الدعم حتى العسكري.. وتتوقع أن يضم البيان الختامي آلية لانتقال السلطة

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ خلال مؤتمر صحافي مشترك في لندن أمس (رويترز)
TT

تسارعت خطى الدعوات والضغوطات الدولية لحث رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب على الرجوع عن قرار سابق بمقاطعة مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بالعاصمة الإيطالية روما الخميس المقبل. وأمس أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور لندن في أول رحلة خارجية له بعد تولي منصبه اتصالا هاتفيا بالخطيب لحثه على حضور الاجتماع.

وقبل المكالمة الهاتفية كان الخطيب قد ربط مشاركته في المؤتمر بمشاورات مفتوحة داخل الائتلاف. وقال في تصريحات له أمس عقب مباحثاته مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إن المعارضة السورية علقت مشاركتها في المؤتمر بسبب «خيبة أمل الشعب السوري من كل اللقاءات والمؤتمرات»، مضيفا: «إنه سيعقد مشاورات مفتوحة لمناقشة بعض الوعود التي حصلنا عليها من خلال اتصالات قامت بها بعض العواصم الكبرى التي طلبت إلغاء تعليق المشاركة في المؤتمر، ووعدت بأنه سيكون هناك دعم واضح ونوعي للشعب السوري».

وكشف الخطيب عن أن سفراء من بعض الدول قاموا بزيارة لمقر الائتلاف بالقاهرة، ووعدوا بأن يكون هناك دعم نوعي لرفع المحنة عن الشعب السوري، وأضاف: «مسألة المشاركة ما زالت تحت الدراسة، وقيادة الائتلاف ستجتمع كي تصدر قرارها بشكل نهائي، وربما لو وجدت قيادة الائتلاف أن الوعود التي تم الحديث عنها كافية أو مناسبة فتكون فرصة أخيرة لحضور المؤتمر، قد يغير الائتلاف قراره». وأشار الخطيب إلى أنه التقى المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي أول من أمس في القاهرة، مطالبا الدول العربية والأجنبية التي تقول: إنها من أصدقاء الشعب السوري، بضرورة إيقاف القصف الوحشي للمدنيين، وقال: «روسيا رفضت في الأمم المتحدة إصدار بيان إدانة لقصف النظام للمدنيين بصواريخ سكود، يجب أن يكون هناك موقف عربي ودولي من هذه الهمجية، هذا موقف غير مقبول، فالشعب السوري يدمر ويقتل ويذبح».

وأكد الخطيب أن الائتلاف إذا ما قرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا بروما، فستكون المشاركة من أجل التحدث عن حقوق الشعب السوري، وقال: «إذا ما امتنعنا عن الحضور فسيكون هذا رسالة للمجتمع الدولي». وأعلن الخطيب عن تأجيل زيارته إلى موسكو وواشنطن، وقال: إن «هذه الأمور مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور». وحول مصير مبادرته للحوار مع نظام الأسد قال الخطيب «الائتلاف السوري وضع محددات للحوار، أهمها أن يكون الحوار ليس كسبا للوقت وليس مماطلة»، مؤكدا أن نظام الأسد رفض أبسط الأمور الإنسانية وهي إطلاق سراح المعتقلين.

واتهم الخطيب النظام السوري بأنه هو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة، مشددا على أن الائتلاف منفتح دائما للقرارات التي تؤدي إلى إيقاف القتل والتدمير، وقال: «هذا النظام عليه أن يفهم أن الشعب لم يعد يريده، فالنظام هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها المفتاح لخلاص الشعب السوري كله». وحول ما إذا كان هذا الحديث اعترافا بفشل مبادرة الحوار قال: «نحن لم نقل فشلت أم لم تفشل، فنحن وضعنا محددات، وإذا أتت الحلول من خلال هذه المحددات فلا يوجد مانع منها».

وفي غضون ذلك كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يجري مباحثات مع نظيره البريطاني ويليام هيغ في لندن تصدرها الشأن السوري. وبعد تلك المشاورات وعقد مؤتمر صحافي مشترك بين الوزيرين، أجرى كيري اتصالات هاتفيا بالخطيب. وقال مسؤول أميركي كبير يرافق كيري في جولته الحالية وطلب عدم نشر اسمه «انتهى الوزير لتوه من مكالمة مع الرئيس الخطيب... لتشجيعه على المجيء إلى روما»، حسبما أوردته وكالة رويترز.

وكان كيري قال خلال المؤتمر الصحافي مع ويليام هيغ «أدعو المعارضة السورية للانضمام إلينا لأسباب عملية، لإطلاعنا على الوضع»، مضيفا: «إنه الوقت المناسب لنا للتفكير بما يمكننا بذله أكثر». وتابع: «عليهم المجيء ولقاؤنا لأن البلدان (المشاركة في الاجتماع) مفيدة».

وأوضح وزير الخارجية الأميركي «أريد أن يعلم أصدقاؤنا داخل مجلس المعارضة السورية أننا لا نأتي إلى روما للتحدث فقط. نذهب إلى روما لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة (...) حتى لو أنني أود الإشارة إلى أن سياسة الولايات المتحدة هي البحث عن حل سلمي». وأشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك «أوباما يرسلني إلى روما لأنه قلق. إنه يفكر في الإجراءات التي سنتخذها».

وتطرق الوزير الأميركي إلى الصواريخ من نوع أرض - أرض التي أطلقت على حلب شمال سوريا الجمعة الماضية وأدت إلى سقوط زهاء 60 قتيلا وعشرات الجرحى، مؤكدا أن هذه الهجمات «تأكيد جديد بأن على (الرئيس السوري بشار) الأسد التنحي»، وأضاف: «الشعب السوري يستحق ما هو أفضل من هذا العنف المروع الذي يجتاح ويهدد حياته اليومية».

وبدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى زيادة كبيرة في دعم المعارضة السورية للمساعدة في وضع نهاية للصراع.

وأعلن الائتلاف السوري المعارض السبت في بيان تعليق مشاركته في الاجتماع المقبل لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في روما في 28 فبراير (شباط) «احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة» بحق الشعب السوري. وتضم مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» أكثر من مائة دولة غربية وعربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية.

والتقى كيري صباح أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل محادثات مع هيغ ورئيس الاستخبارات الخارجية (إم آي6) جون سويرز.

وسيتوجه وزير الخارجية الأميركي بعد ذلك إلى برلين حيث من المقرر أن يلتقي اليوم نظيره الروسي سيرغي لافروف. ويبدو أن الوزير الأميركي سعى من خلال مكالمته مع الخطيب إلى الحصول على رد شاف من الأخير حول مشاركة المعارضة في مؤتمر أصدقاء سوريا بروما، وذلك قبل أن يلتقي لافروف لبحث الشأن السوري الذي سيحتل أولوية مباحثات الوزيرين، خصوصا بعد لقاء لافروف بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو أمس. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية «لدينا شعور بأن روسيا يمكن أن تقوم بدور أساسي لإقناع النظام (السوري) (...) بالحاجة إلى انتقال سياسي»، إلا أنه أكد أنه لا يعول على «اختراق كبير» في نتائج هذا اللقاء الثنائي.

ومن المقرر أن يزور كيري تباعا حتى السادس من مارس (آذار) باريس وروما وأنقرة والقاهرة والرياض وأبوظبي والدوحة. وستشكل محطات كيري الأوروبية فرصة للحديث، خصوصا عن الحرب في سوريا «أحد الملفات الأكثر سخونة» بالنسبة للحلفاء الغربيين، كما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لصحافيين.

إلى ذلك، قال أحمد رمضان، عضو الائتلاف والمكتب التنفيذي في المجلس الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، حول المشاركة في مؤتمر روما إن هناك مشاورات مكثفة حصلت بين الأطراف المعارضة من جهة وبينها وبين ممثلين من 5 دول هي النرويج والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، إضافة إلى اجتماعها مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، على شروط أساسية هي أن يكون هناك مشاريع دعم واضحة بما فيها الدعم العسكري، لافتا إلى أنّه تم تقديم ضمانات لتنفيذ هذه الوعود، متوقعا أنّ يكون البيان الختامي لهذا المؤتمر متضمنا آلية لانتقال السلطة.