إيران تعزز وجودها البحري في المحيط الهادي.. وقلق في واشنطن

قادة عسكريون أميركيون: تخفيضات الميزانية أجبرتنا على إلغاء تدريبات السفن وصيانة الطائرات والحد من خطط نشر القوات

TT

بينما لم تعلق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على التحركات البحرية الإيرانية في منطقة المحيط الهادي بدخول بوارج عسكرية للمرة الأولى في تلك المنطقة، أبدى مسؤولو البنتاغون وبشكل منفرد، عن قلقهم من عواقب استمرار الجمود السياسي حول استقطاعات في ميزانية الدفاع وتأثيراتها في المناطق الساخنة من العالم. وعبر قادة عسكريون عن مخاوفهم من نشوب «أزمة» تقيد قدرة الولايات المتحدة على الردع والرد على التهديد باستخدام القوة أو استخدامها في آسيا وأجزاء أخرى من العالم.وحذر الأدميرال جوناثان جرينرت رئيس العمليات البحرية الأميركية أعضاء الكونغرس الأميركي من عدم قدرة القوات الأميركية على التدخل السريع في مواجهة أي أزمة. وقال «التخفيضات أجبرتنا على إلغاء تدريبات السفن وصيانة الطائرات والحد من خطط نشر القوات». وكانت وكالة فارس الإيرانية قد نقلت عن الأميرال حبيب الله سياري قائد القوات البحرية الإيرانية قوله أمس، إن مجموعة السفن الحربية الـ24 التابعة للجيش الإيراني ستدخل مياه المحيط الهادي اليوم الثلاثاء. وقال الأدميرال سياري في مؤتمر صحافي أمس إن مجموعة السفن التي تضم حاملة المروحيات «خارك» والمدمرة «سبلان» ستخرجان حتى الثلاثاء من مضيق مالاكا وتدخلان مياه المحيط الهادي، على أن ترسو في ميناء جانج جيانج الصيني «كرسالة سلام وصداقة للصين».وأشار سياري إلى «الوجود المكثف للقوة البحرية الإيرانية في المياه الدولية بناء على توجيهات قائد الثورة الإسلامية». وتابع: «لقد أرسلنا في هذا الإطار مجموعات سفن حربية خلال العام الماضي إلى شمال المحيط الهندي وقناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، وخلال العام الحالي تحركت مجموعة السفن الـ24 نحو جنوب شرق آسيا».

وذكر سياري أن مجموعة السفن هذه قطعت لحد الآن مسافة 7 آلاف كيلومتر وأنها المرة الأولى التي تتخطى فيها البحرية الإيرانية مضيق مالاكا وتدخل المحيط الهادي. وتأتي التحركات البحرية الإيرانية، واتجاه إيران لتوسيع قدراتها البحرية في وقت تقوم فيه البحرية الأميركية بتخفيض عدد حاملات الطائرات الأميركية في الخليج من اثنين إلى حاملة طائرات واحدة بسبب القيود على الميزانية الأميركية واتجاه الإدارة الأميركية والكونغرس إلى تنفيذ برنامج استقطاعات من الإنفاق في كل أوجه الميزانية. وتسري التخفيضات الوشيكة في ميزانية الدفاع الأميركية – والتي يبدأ سريانها في الأول من مارس (آذار) ما لم يتوصل الحزبان الديمقراطي والجمهوري إلى حل وسط لتجنب التخفيضات الفورية - على البحرية الأميركية ووجودها في مياه الخليج بنسبة 50 في المائة. وأعلنت البحرية الأميركية أنها ستققل من حجم أسطولها البحري من 313 سفينة إلى 306. وحذرت صحيفة «واشنطن تايمز» من أن التخفيضات ستجعل البحرية الأميركية غير قادرة على مواجهة التحديات المتعددة في منطقة ساخنة مثل منطقة الخليج.

وقال تقرير أصدره الجيش الأميركي الأسبوع الماضي «في وقت يركز المجتمع الدولي على برامج إيران النووية والصاروخية فإن الحكومة الإيرانية تستثمر بكثافة في قوتها البحرية وفي أنشطة الحرس الثوري الإسلامي البحرية».

وأوضح التقرير أن إيران زادت من نشر سفن حربية متقدمة في الخليج كما أطلقت سلسلة من التدريبات العسكرية التي أطلق عليها اسم «الرسول الأعظم 8» في المنطقة الجنوبية.