أحمدي نجاد يدعو لرفع مستوى العلاقات مع دول الخليج لضمان أمن المنطقة

رئيس البرلمان العربي لـ «الشرق الأوسط» : لو كان جادا فليبدأ بالتفاوض مع الإمارات لحل قضية الجزر

TT

أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حرص بلاده على ما وصفه بـ«تنمية وتوطيد العلاقات الأمنية مع دول الخليج العربي»، معتبرا أن الحكومات المتعاقبة في إيران عبر التاريخ لم تعرض أمن الخليج العربي للخطر، فيما رد مصدر في أبوظبي، بمطالبة نجاد بقرن أقواله بأفعال والبدء بحوار حول الجزر الإماراتية المتنازع عليها. وقال أحمدي نجاد خلال الاجتماع التمهيدي للمجلس الأعلى للخليج بطهران الذي شارك فيه سفراء إيران بمنطقة الخليج العربي ومحافظو المحافظات المجاورة للخليج وغيرهم من المسؤولين إن «الحكومات المتعاقبة في إيران عبر التاريخ لم تعرض أمن الخليج العربي للخطر نظرا لموقعه الاستراتيجي والمصالح الوطنية العليا فيه»، معتبرا أن إيران هي «الضامن الأساسي لاستقرار وأمن الخليج العربي»، لافتا إلى أنه يجب الانتباه إلى أن أي تباعد وفتور يحدث بين دول منطقة الخليج العربي يمكن الأعداء من ملء الفراغ الناجم من التباعد والفجوة بين دول المنطقة مما ينعكس سلبا على مصالح شعوبها، مشددا على استمرارية العلاقات الأخوية بين إيران ودول الخليج واتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز العلاقات بينها انطلاقا من مبدأ الصداقة والعدالة والإخوة. وشدد نجاد على ضرورة رفع مستوى العلاقات بين إيران ودول منطقة الخليج لضمان أمن المنطقة. بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي شارك في اللقاء، أن طهران تعتبر أمنها مرتبطا بأمن واستقرار جميع دول الخليج، وأن أي مساس به سيضر جميع دول المنطقة وتنميتها الاقتصادية. وأشار صالحي إلى محاولات ومؤامرات الأعداء والمغرضين للمساس بالعلاقات بين الجانبين من خلال طرح اتهامات واهية ضد إيران. وشدد صالحي على ضرورة تطوير العلاقات مع دول الجوار في الخليج العربي على أساس مبدأ الاحترام المتبادل، قائلا: إن أي انعدام للأمن والاستقرار في المنطقة، سيضر باستقرار وأمن جميع دول المنطقة وتنميتها الاقتصادية. وتأتي تصريحات نجاد وصالحي بعد سلسلة من التصريحات والمواقف التي وصفتها دول الخليج العربي بـ«الاستفزازية» كان آخرها وصف إيران لمطالبات الإمارات بجزرها الثلاث المحتلة بـ«التدخل قي الشأن الإيراني». من جانبه اعتبر رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أن دول الخليج تتطلع إلى بناء جسور وعلاقات مع الشعوب لأن هذا يخدم المنطقة، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني شعب صديق وقريب، وقرب المسافة بين إيران ودول الخليج باق إلى أن يرث الله الأرض. لافتا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية هي من تزعزع هذه العلاقات، ففي الفترة الأخيرة شهدنا تصريحات تؤجج الخلافات إلى جانب التدخل في دول عربية عدة والاحتلال السافر للجزر الإماراتية ورفض إيران للتوجهات الإماراتية السلمية كذلك السماح لمسؤولين إيرانيين بزيارة الجزر الإماراتية وهو ما أزم العلاقات بالفعل». مضيفا: «جميعنا ينشد الاستقرار الاقتصادي والأمني على ضفتي الخليج ولكن كيف نغض الطرف عن التدخلات الإيرانية في البحرين وسوريا واليمن والكويت»، معتبرا أن أحمدي نجاد «يحاول أن يترك بصمات أو مواقف شخصية إيجابية مع قرب نهاية ولايته في الرئاسة»، متسائلا: «أين كانت هذه المواقف الإيجابية طيلة سنوات ولايتين رئاسيتين لنجاد لم يقدم خلالهما على أي خطوة إيجابية مع العلم أن دول الخليج فتحت يديها له واستقبل في السعودية». ويرى الجروان أنه لو كانت تصريحات أحمدي نجاد جدية فليبدأ المفاوضات مع دولة الإمارات لحل قضية الجزر المحتلة وليقرن الأقوال بالأفعال، ولكن للأسف هذه محاولات في تصوري غير جادة لأنها لا تقترن بأفعال ملموسة. مستطردا: هل سيخرج نجاد ببيان رسمي يعلن من خلاله التوقف عن التصريحات السلبية والزيارات الاستفزازية للجزر الإماراتية؟ لكن ما يحدث أن الإيرانيين يحاولون أن يفتعلوا تصريحات نارية كما يتوهمون لكنها إفلاس سياسي، ونحن نؤكد أن الدول العربية جميعا إلى جانب الحق الإماراتي باستعادة الجزر.