بري يتريث قبل دعوة البرلمان اللبناني للتصويت على قانون الانتخاب

«شد الحبال» مستمر حول «الأرثوذكسي».. وكنعان: المسار التشريعي سيأخذ طريقه بغياب التوافق

TT

لا يزال اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» محور أخذ ورد على الساحة اللبنانية، بالتزامن مع إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أمس، نيته عدم الدعوة إلى انعقاد الهيئة العامة لمجلس النواب من أجل التصويت على قانون الانتخاب، ما لم يتم التوافق بين مختلف الفرقاء اللبنانيين على صيغة موحدة. وفي موازاة سعي كل فريق سياسي إلى الضغط من أجل إقرار الصيغة التي تلائمه، أعلن رئيس اللجنة النيابية الفرعية، التي كانت مكلفة البحث بصيغة قانون الانتخاب، النائب روبير غانم، أنّ «الجلسات التي عقدت للتباحث حول قانون الانتخاب أثبتت أن لبنان لا يستحق النتيجة التي خرجت فيها الفعاليات».

وشدد غانم، خلال مؤتمر صحافي، أمس، على أن «الاقتراح الأرثوذكسي يخالف الدستور في الشكل والمضمون، وخصوصا المادة 24 من الدستور، فضلا عن تكريسه الانعزال وبناء القلاع المعزولة ما ينبت الحرب الأهلية». وسأل: «من يضمن أن لا نسمع غدا بالمطالبة بانتخاب كل طائفة لرؤسائها»، محذرا من أن يصبح لبنان «سباقا ديمقراطيا» حتّى لا «نقع في المذهبية».

وبانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات خلال هذا الأسبوع، واعتبار الرئيس بري أنه قدّم الصيغة الأفضل، وهي تقوم على أساس القانون المختلط وتزاوج بين النسبي والأكثري، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن موقف الرئيس بري بشأن الامتناع عن الدعوة لانعقاد البرلمان في غياب التوافق «لا يعني معارضته لاقتراح «اللقاء الأرثوذكسي»، وهو صوت لصالحه في اللجان المشتركة وسيصوت معه. وأوضح كنعان، المنتمي إلى كتلة النائب ميشال عون، أن «من واجبات الرئيس بري تأمين فرصة للتوافق وهو ما لا نعارضه»، لافتا إلى أنه «في حال لم يؤد التوافق إلى نتيجة، عندها فإن المسار التشريعي سيأخذ طريقه». وأكد كنعان أنه «بالنسبة لنا كـ(تيار وطني حر)»، فنحن لدينا اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» الذي نال أكثرية وهو يؤمن المناصفة الحقيقية، معتبرا أنه «في حال وجد طرح آخر يؤمن النتائج عينها، أي صحة التمثيل والمناصفة الفعلية فأهلا وسهلا». وأشار كنعان، ردا على سؤال حول استمرار الفرقاء المسيحيين في «14 آذار» لموقفهم الداعم للاقتراح الأرثوذكسي، إلى أن «أجواء اللقاء الأخير في بكركي (مقر البطريركية المارونية) كانت إيجابية من كل الفرقاء، وتم التأكيد على الثوابت مع الانفتاح على أي اقتراح يؤمن المناصفة الفعلية».

وكان كنعان، قد أعلن بعد زيارته الرئيس بري، أمس، أن «الطرح المقبول من جميع المسيحيين هو قانون اللقاء الأرثوذكسي»، معتبرا أن «الذي يسحب يده هو من كان غير موافق بالأساس». ولفت رئيس حزب «الكتائب» الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل إلى «أننا نواجه كلاما قاسيا فيما يتعلق بالقانون الأرثوذكسي، وكأنه أساس المشكلة في لبنان بينما العكس صحيح»، ودعا لعدم جعله «قميص عثمان»، مؤكدا: «إننا مع إجراء الانتخابات بموعدها». وأشار، في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الأسبوعي لحزب «الكتائب»، إلى «اتصالات مع كل القوى السياسية للتوصل لوفاق حول أي قانون انتخابي يطمئن الجميع على تمثيل صحيح في المجلس النيابي»، لافتا إلى أن «الخلاف هو الآن خارج الإطار الأرثوذكسي، ومختلف القوى السياسية كلهم معنيون بالوصول إلى قانون القاسم المشترك، الذي يؤمّن التمثيل الصحيح».