المجلس الوطني يدعو قوات النظام لرفض قرار الانسحاب من الحدود مع إسرائيل

المعارضة تؤكد تراجع أكثر من 60% من الفرقة الخامسة باتجاه دمشق وريفها

TT

دعا المجلس الوطني السوري، أمس، الجنود والضباط السوريين لرفض تنفيذ قرار الانسحاب من الحدود مع إسرائيل، على ضوء أنباء أكدها ناشطون ومقاتلون معارضون، أن الجيش النظامي سحب جزءا من قواته المنتشرة في ريف القنيطرة ودرعا على خطوط المواجهة في الجولان إلى دمشق وريفها، الأمر الذي اعتبره الثوار في جنوب سوريا إعطاء الأمان للإسرائيليين والتأكيد لهم أن هذه الجبهة لا تعني شيئا للنظام.

وذكر المجلس في بيان أن القوات النظامية قامت منذ عدة أيام بسحب قوات الفرقة الخامسة من خطوط المواجهة في الجولان السوري المحتل ونقلها إلى الداخل السوري، وخصوصا إلى العاصمة دمشق وريفها لتشارك في عمليات القمع الدموي لثورة الشعب السوري.

ورأى المجلس أن سحب قوات الجيش وترك حدود الوطن بلا حماية وبمواجهة أرض سوريا محتلة من قبل دولة في حالة حرب مع سوريا، يشكل تفريطا خطيرا بالسيادة الوطنية، معتبرا أن هذه الخطوة أتت تأكيدا على طبيعة هذا النظام المستهتر والمغامر الذي يترك الأرض السورية مباحة بعد أن ترك سماء سوريا مرارا وتكرارا مسرحا لعبث وتجسس وعدوان الطيران الإسرائيلي.

وأشار بيان المجلس إلى أن هذا السلوك الذي يرقى إلى مستوى الخيانة، يأتي مترافقا مع استمرار استخدام النظام لسلاح استراتيجي فتاك هو صواريخ «سكود» بعيدة المدى ضد المدنيين العزل في شمال وشرق سوريا، وخصوصا ضد مدينة حلب التجمع السكاني والمركز الاقتصادي الأول في البلاد.

ولفت البيان إلى إطلاق القوات النظامية باستهتار ونزعة إجرامية شديدة الخطورة، عدة صواريخ قرب سد الفرات أكبر سد في سوريا، وسدود أخرى في محافظة الرقة، الأمر الذي يهدد حياة وموارد ما يزيد على عشرة ملايين إنسان في سوريا والعراق.

وناشد المجلس جنود وضباط جيشنا البطل أن يوقفوا هذا العبث بأمن وحياة ووطن السوريين، داعيا إياهم إلى أن يرفضوا قرارات الانسحاب من الجبهة، وتوجيه السلاح إلى صدور المواطنين، وأن يرفضوا قصف المدنيين والمنشآت الوطنية الاستراتيجية التي ضحت أجيال من السوريين بالدم والعرق لأجل بنائها.

وطالب المجلس دول الجوار بالتدخل لوقف هذا الجنون الذي لن يتوقف عند حدود سوريا معهم، كما طالب العالم الصامت والمتواطئ بأن يكف عن منح النظام المهل التي يستخدمها رخصة للمزيد من القتل.

وقال ناشط من القنيطرة لـ«الشرق الأوسط» إن انسحاب القوات النظامية تم من قرية جبات الخشب المواجهة مباشرة للمواقع الإسرائيلية في قرية مجدل شمس المحتلة، مؤكدا أنها أهم المناطق الاستراتيجية، وهي آخر نقطة سوريا يمكن الوصول إليها قبل العبور إلى الجولان.

وأشار الناشط إلى أن المنطقة كانت تتمركز فيها وحدات من اللواء 90 التابع للفرقة الخامسة الموكلة مهمة الانتشار على خط المواجهة مع إسرائيل.

وتعرضت القوات النظامية في القنيطرة لسلسلة عمليات عسكرية نفذها معارضون في محيط منطقة نبع الصخر بعد سيطرة الجيش الحر على بلدة جبات الخشب، كما شهدت القرى بريقة، رويحينة، خان أرنبة وبئر عجم في ريف القنيطرة، مواجهات بين القوات النظامية والمعارضين.

وأوضح الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في السويداء النقيب شفيق عامر أن القوات النظامية لم تخل كامل مواقعها، بل سحبت قوات من المشاة وأفواج المدرعات والمدفعية باتجاه ريف دمشق، فيما أبقت على مواقع الصواريخ.

وأكد عامر لـ«الشرق الأوسط» أن «60 في المائة من القوات المنتشرة على خط المواجهات تم سحبها منذ بدء الاحتجاجات حتى الآن، بما فيها قوات من منطقة درعا، وجميعها تابعة للفرقة الخامسة التي يناهز كثيرها الـ15 ألف عسكري نظامي»، لافتا إلى أن «مركز الفرقة الواقع في منطقة أزرع في درعا، ما زال على حاله، بينما تم الانسحاب من جميع المواقع المتاخمة للحدود مع إسرائيل».

وقال عامر إن القوات التي سحبت من القنيطرة «تم الزج بها في معركة دمشق وريفها، بعد الخسارة التي منيت بها القوات النظامية هناك، وتعويضا عن النقص في قواته».

واتهم عامر النظام السوري بأنه يسحب هذه القوات باتجاه الداخل لإعطاء الأمان للإسرائيليين والتأكيد لهم أن هذه الجبهة لا تعني شيئا للنظام، لافتا إلى أن هذه الخطوة تتضمن أيضا تحذيرا لإسرائيل بأن المقاتلين المعارضين باتوا على حدودها، وعليهم بالدفاع عنها بأنفسهم بعد سحب بعض ألوية وكتائب الجيش النظامي.

وأخلت القوات النظامية، بحسب ناشطين، مواقع عسكرية في ريف القنيطرة دخلتها في (تشرين الثاني) (أكتوبر) الماضي، كان يحظر عليها الدخول إليها بموجب اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل التي وقعت في عام 1974 برعاية دولية. وأثار دخول دبابات القوات السورية إليها حفيظة المعارضة السورية التي اعتبرته انتهاكا فاضحا للاتفاقية.

وبحسب تنسيقية الثورة في القنيطرة، دخلت دبابات القوات النظامية إلى منطقتي بريقة وبئر عجم التي تقعان على تماس كامل مع الجولان من الزاوية الجنوبية لمدينة القنيطرة، كذلك منطقة أوفانيا الواصلة بين خان أرنبة وجبات الخشب، ومنطقة جبا التي تقع بين قرية مسحر وخان أرنبة، وقرية نبع الفوار التي تتضمن المركز الرئيسي لقوات حفظ السلام وفك الاشتباك، وتعتبر هذه المناطق منزوعة السلاح ويمنع إدخال ونشر آليات عسكرية فيها.