هنية: إسرائيل كانت على موعد مع مفاجآت لو استمرت الحرب الأخيرة عدة أيام

قال: التوصل إلى تفاهمات التهدئة بتدخل كلينتون يمثل اعترافا بالمقاومة

TT

قال رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية إن الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لو استمرت أياما أخرى لواجهت إسرائيل مفاجآت أخرى. وخلال كلمة ألقاها مساء أول من أمس أمام مؤتمر عقد في غزة لبحث تداعيات الحرب، أوضح هنية أن التوصل إلى تفاهمات التهدئة بتدخل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يمثل اعترافا بالمقاومة وفعلها، «لذا الانتصار في غزة كان انتصارا سياسيا وإعلاميا وأمنيا داخليا وخارجيا». وحث هنية على الحفاظ على مستوى المقاومة والعمل على تطويره، «ووضع استراتيجيات لها حتى يتم تحقيق العودة والحرية والاستقلال». ونوه بأن حكومته وحركة حماس وفصائل المقاومة طبقت استراتيجية ارتكزت على الانتقال من «مقاومة الشواغلة والمدافعة إلى مقاومة التحرير وبناء استراتيجية التحرير»، مؤكدا أهمية استثمار الوضع الفلسطيني والعربي والدولي الجديد، حاثا على وضع استراتيجية كاملة للتحرير. واستدرك هنية قائلا: «الضفة الغربية لها دورها في مشروع التحرير»، معتبرا أن حسم الصراع سيتم انطلاقا من الضفة الغربية. وأكد على أن الربيع العربي وفر بيئة تساعد على دعم استراتيجية التحرير، حيث إن هناك استعدادا لدى العالمين العربي والإسلامي للانخراط في مشروع التحرير. وشدد هنية على أهمية تراجع مكانة إسرائيل، وتعاظم عدد الغربيين الذين يرون في الكيان الإسرائيلي «خطرا على العالم»، وهو ما عبرت عنه الدعوات لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ولفت إلى وجود لجنة تتبع حكومته تختص بتوثيق «جرائم الاحتلال»، حيث تستند إليها الكثير من اللجان والمؤسسات حول العالم. واعتبر هنية أن إنجاز المصالحة هو أحد ثوابت حكومته، مشيرا إلى أن حكومته اتخذت عدة قرارات لتسهيل الأمر، وضمن ذلك قرار العفو عن الذين غادروا غزة بسبب الانقسام واستُثني المتهمون بجرائم قتل، إلى جانب الإفراج عن عدد من المعتقلين المنتمين إلى حركة فتح. وأوضح هنية أن حركته لم تعرقل قرار السلطة التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة، منوها بأن حركته «مع كل الخطوات التي لا تفرط بشبر من أرض فلسطين ولا تعني الاعتراف بإسرائيل». ولفت إلى الأجواء الإيجابية التي سادت في لقاءات القاهرة والتي أحدثت اختراقا واضحا والتي ساعد في إيجادها الأجواء الإيجابية خلال وبعد الحرب الأخيرة. وعزا هنية تباطؤ المصالحة إلى التدخلات الأجنبية، مشددا على أن إنهاء الانقسام «استراتيجية ويجب أن نستمر فيها، ويجب أن تتوفر إرادة فلسطينية للتصدي للتدخلات الأميركية، وعدم السماح لأي قوة في الأرض بالتدخل في الشأن الفلسطيني». وأكد هنية على ضرورة عدم الرضوخ للضغط الأميركي وعدم التفريط بأي شبر من أرض فلسطين أو أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم المقاومة. وفي ما يتعلق بملف الأسرى المضربين عن الطعام، قال هنية: «من قام بأسر شاليط والاحتفاظ به وصنع صفقة وفاء الأحرار قادر على أن يحرر الأسرى مرارا»، مؤكدا أن حكومته ملتزمة بواجبها تجاه الأسرى.