لافروف بعد لقائه كيري: نتعهد بالدفع تجاه حوار بين النظام السوري والمعارضة

في اجتماع استمر ساعة و45 دقيقة تصدره الملف السوري

جون كيري وسيرغي لافروف قبيل لقائهما في برلين أمس (إ.ب.أ)
TT

التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الألمانية برلين، حيث ناقشا ملف الأزمة السورية والملف النووي الإيراني، إضافة إلى ملفات أخرى.

وقال كيري وهو يصافح لافروف أمام المصورين قبيل الاجتماع: «أنا سعيد.. يعرف أحدنا الآخر».

وبحث الوزيران في اجتماعهما الذي استغرق أكثر من ساعة الأزمة السورية وقضايا أخرى تهم الطرفين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن الوزيرين اجتمعا لنحو ساعة و45 دقيقة، اكثر من نصف الوقت خصص لبحث الأزمة السورية، ومنها تطبيق اتفاقية جنيف التي تدعو الحكومة والمعارضة لتشكيل حكومة انتقالية.

من جانبه حث لافروف عقب المحادثات المعارضة السورية لأن تدخل في محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال لافروف: «لا يعتمد كل شيء علينا ولكن سنعمل كل ما بوسعنا لخلق الظروف لبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة»، بحسب وكالة «اسوشيتد برس». ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن لافروف قوله في برلين: «نحن ندعو المعارضة التي ستلتقي ممثلين من عدد من الدول الغربية والإقليمية في روما، إلى أن تعلن كذلك أنها مع الحوار؛ لأنها أطلقت تصريحات متناقضة بهذا الشأن، وليس فقط أن تعلن، بل كذلك أن تسمي فريقها التفاوضي».

وطلب لافروف من كيري الضغط على المعارضة السورية للحديث مع دمشق دون المطالبة بالإطاحة بالرئيس الأسد. وتحدث لافروف عن مدى إدراك نظيره الأميركي «لحدة الأوضاع في سوريا». وقال إن الكثير من الأطراف الدولية تتفق في الرأي حول ضرورة التأثير على ممثلي الجانبين حكومة ومعارضة، و«إقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار».

لكن المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استبعد التوصل لحل للأزمة السورية ما لم يرحل الرئيس الأسد. وقال وليد البوني في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية نشرت أمس، إن الائتلاف قرر المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في العاصمة الإيطالية روما غدا.

وأضاف أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سوف يطلب تزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة. وتابع: «من المهم بالنسبة لنا أن يتم تسليحنا حتى نستطيع مواجهة هجمات نظام الأسد». وأوضح أنه يجب إعطاء رسالة في روما مفادها أنه إذا لم يرحل الأسد فإنه لن يكون هناك أي حل سياسي.

وكان كيري قد رفض أمس بعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الكشف عن تفاصيل احتمالات التدخل لإنهاء العنف في سوريا قبل إجرائه محادثات مع قيادة المعارضة السورية في وقت لاحق هذا الأسبوع على هامش اجتماع «أصدقاء سوريا» المزمع عقده في روما غدا. وقال في كلمته في برلين، المحطة الثانية في جولته التي ستستمر 11 يوما في عواصم أوروبية مختلفة والشرق الأوسط، وبدأها في لندن أول من أمس، إن جولته في تسع دول تهدف إلى التواصل مع «الأصدقاء والحلفاء» بشأن قضايا مثل الأزمة السورية.

وقبيل لقائه مع نظيره الأميركي، جدد لافروف التأكيد على ما سبق وأدلى به من تصريحات تكشف عن تفاؤل مشوب ببعض التحفظ حول احتمالات النجاح في إجلاس ممثلي الحكومة والمعارضة السورية حول طاولة الحوار من أجل البحث عن أقصر السبل اللازمة لوقف العنف والتحول إلى بحث المسائل المتعلقة بتنفيذ بنود وثيقة جنيف التي توصلت إليها مجموعة العمل الدولية حول سوريا في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ورغم إعلانه في ختام مباحثاته مع نظيره الهولندي فرانس تيميريانس حول خيبة أمله مما يراه إمساك المتطرفين بالكلمة العليا بين فصائل المعارضة، أشار لافروف إلى أن موسكو «لن تستسلم» أمام تراجع المعارضة، مشيرا إلى أن بلاده كانت قد تصورت منذ أيام أن الظروف باتت أكثر وضوحا ومناسبة لجلوس الأطراف إلى طاولة المفاوضات، وظهرت أصوات لصالح مثل هذا الحوار من دون شروط مسبقة، ثم تم إنكار هذه المواقف، في إشارة غير مباشرة إلى ما تحقق في مباحثاته مع وليد المعلم وزير الخارجية السورية، ولقائه مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري.

وأضاف لافروف أن المتطرفين استطاعوا فرض وجهات نظرهم على أنساق الائتلاف الوطني السوري، مؤكدين إعلاء توجه الاعتماد على خيار القوة العسكرية.. ما يعرقل الاستجابة لأي مبادرات تقول ببدء الحوار. وإذ عاد ليؤكد عزم موسكو على عدم الاستسلام، قال إن بلاده لا تستطيع وبطبيعة الحال التوصل إلى حل للمشكلة نيابة عن السوريين. وأشار إلى أن موسكو تعرب عن قلقها تجاه استمرار الأوضاع الراهنة في سوريا.

وأشار إلى أن موسكو تعرب عن قلقها تجاه استمرار الأوضاع الراهنة في سوريا، مضيفا: «إن الكثير من ممثلي المجتمع الدولي يتفقون في ضرورة التأثير على الجانب الحكومي والمعارضة وإقناعهما بعدم التقدم بطلبات غير واقعية كشروط مسبقة لبدء الحوار».