«هيومن رايتس ووتش»: 4 صواريخ باليستية سقطت في حلب وقتلت 141 سوريا

معارضون يعزون استخدامها إلى حصار «الجيش الحر» للمطارات العسكرية

TT

أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الإنسان الأميركية، استخدام النظام السوري الصواريخ الباليستية في قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة خلال فبراير (شباط) الجاري. وقالت إن «القوات النظامية أطلقت ما لا يقل عن أربعة صواريخ باليستية من طراز سكود، على مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة حلب شمال سوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 141 شخصا بينهم 71 طفلا».

واعتبر أولي سولفانغ، الباحث في شؤون الطوارئ بالمنظمة، أن «استخدام الصواريخ الباليستية ضد الشعب يمثل موقفا سيئا جدا». وأكد سولفانغ الذي قام بزيارة أربعة مواقع تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، أن «جميع هذه المناطق سكنية ولا يوجد فيها أي مؤشر لاحتوائها على أهداف عسكرية». وأشار إلى أنه «سبق أن زار مواقع تعرضت لهجمات في سوريا، ولكنه لم ير مثل هذا الدمار من قبل»، لافتا إلى أنه «عندما تتوقع أن الأمور لا يمكن أن تسوء أكثر، تجد الحكومة السورية طرقا مختلفة لتصعيد تكتيكات القتل».

وقال ناشطون معارضون في حلب لـ«الشرق الأوسط» إن «الصواريخ الباليستية وتحديدا السكود سقطت في منطقتي تل رفعت ومارع في ريف حلب الشمالي وفي مدينة إعزاز على الحدود السورية التركية، أما في مدينة حلب فسقطت الصواريخ على أحياء الأرض الحمراء ومساكن هنانو وطريق الباب إضافة إلى حي جبل بدرو».

وأوضح أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أن «أحياء بكاملها تم تدميرها في حلب لا سيما حي جبل بدروا الذي سحب من تحت ركامه ما يزيد على الـ100 جثة». وأعرب عن اعتقاده بأن «استخدام النظام السوري للصواريخ الباليستية يعود إلى الحصار الخانق الذي يفرضه الجيش السوري الحر على المطارات العسكرية ما أدى إلى تراجع قدرات سلاح الجو النظامي على استهداف معاقل المعارضة، كما حرم النظام من قدرته على ضرب المواقع الخلفية للمعارضة، ولذلك فإن الحل الذي وجده النظام هو استخدام سكود الذي يصل مداه الفعال إلى 800 كيلومتر».

وكشف النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن إدارة الأسلحة الكيماوية، لـ«الشرق الأوسط» عن امتلاك «النظام السوري ما يقارب 800 صاروخ باليستي بينها 200 سكود»، مؤكدا أن «مساحة التدمير التي تخلفها هذه الصواريخ كبيرة جدا». وأشار عبد الرزاق إلى أن «معظم الصواريخ التي يمتلكها النظام السوري جرى تعديلها لتصبح بعيدة المدى وذات قدرة تدميرية كبيرة، إضافة إلى إمكانية تحميلها برؤوس نووية وكيميائية وجرثومية». ولفت إلى «وجود منصات رئيسة لإطلاق الصواريخ الباليستية حيث توجد هذه المنصات في منطقة القطيفة بريف دمشق ومنطقة السبينية في حلب إضافة إلى منصات أخرى في ريف حماه».

وقال عبد الرزاق إن «القوات العسكرية النظامية تمتلك عربات أو منصات متحركة تستخدم لإطلاق الصواريخ الباليستية». وبحسبه، فإن «الخطورة في استخدام صاروخ سكود القادر على حمل 1000 كيلوغرام من المتفجرات ضد المناطق المأهولة بالسكان تكمن في مدى الخطأ الكبير له والذي يقدر بـ500 متر، ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، حيث تمت تسوية عشرات المباني بالأرض في حلب».

وكان تقرير «هيومن رايتس ووتش» قد نقل عن البيانات العسكرية الرسمية لعام 2011 التي رصدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، امتلاك سوريا أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية في ترساناتها العسكرية. كما استشهد التقرير بصحيفة «نيويورك تايمز» التي ذكرت أن القوات النظامية استخدمت الصواريخ الباليستية لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ومنذ ذلك الحين، رصد ناشطون أكثر من 30 هجوما بمثل هذه الصواريخ قبل الهجمات التي وثقتها المنظمة في هذا التقرير.

يذكر أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» أدان في منتصف فبراير (شباط) الجاري، استخدام السلطات السورية صواريخ سكود في عملياتها ضد المعارضة، مؤكدا قيام الحلف برصد إطلاق مثل هذه الصواريخ خلال الأيام الماضية وامتلاكه أدلة «دامغة» على قيام النظام السوري باستخدامها، بينما نفت وزارة الخارجية السورية «استخدام الجيش صواريخ سكود في قصف لمواقع المعارضة» مشيرة إلى أن «صواريخ سكود استراتيجية وبعيدة المدى ولا تستخدم في مواجهة عصابات إرهابية مسلحة».