سرقة حقيبة وكومبيوتر مسؤول الملف النووي في الحكومة الإسرائيلية

مقرب من نتنياهو: المحادثات مع إيران مضيعة للوقت

جنود إسرائيليون يعتقلون فلسطينيا عند مدخل مخيم الجلمة قرب جنين شمال الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

صعقت المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة بخبر قيام مجهولين، لا يستبعد أن يكونوا فلسطينيين، بسرقة الحقيبة الخاصة بأكبر مسؤول عن الطاقة النووية في إسرائيل. وأعلنت الشرطة والمخابرات عن حملة تحقيقات على أعلى المستويات لضبط السارقين، قبل أن يتمكنوا من التصرف بما سرقوا.

والمسؤول المذكور هو الجنرال في جيش الاحتياط، البروفسور شاؤول حوريف، الذي يعمل في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ويشغل منصب المدير العام للجنة الطاقة النووية الإسرائيلية. وحسب بيان للشرطة الإسرائيلية، فإن مجهولين قاموا، الليلة الماضية، باقتحام منزل «أحد الموظفين العاملين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية في القرية الزراعية بيت يتسحاق الواقعة في منطقة المركز قريبا من مطار اللد، وسرقوا حقيبة تحوي مستندات ووثائق وجهازا لاسلكيا وجهاز حاسوب متنقلا».

وروى سكان القرية أنهم يتعرضون في الشهور الأخيرة لموجة سرقات كبيرة، وصلت تقريبا إلى كل بيت. وأعربوا عن اعتقادهم بأن اللصوص هم من المواطنين العرب في إسرائيل القاطنين في قرى مجاورة (فلسطينيي 48) أو من قرى الضفة الغربية القريبة. وقد تم تكثيف الحراسة ونصب كاميرات في جميع الشوارع، في أعقاب ذلك. والكاميرات المنصوبة قرب بيت الجنرال حوريف قد وثقت بوضوح دخول لصين اثنين إلى الفيللا، لكنهما كانا ملثمين.

وقالت الشرطة إنه لم يتضح بعد فيما إذا كان بين المسروقات وثائق سرية مصنفة أمنيا أم لا، ولكنها تحقق في الموضوع جنبا إلى جنب مع الجهود المحمومة التي تبذلها لاعتقال اللصوص. وأشارت إلى أنها لم تعتقل مشتبهين حتى الآن (مساء أمس)، مؤكدة معلومات كانت قد نشرتها الصحف الإسرائيلية مفادها أن بيت حوريف هذا سبق وتم اقتحامه في السابق وسرقة جهاز حاسوب محمول من داخله. ولكن تبين في حينه أن اللصوص لم يعرفوا شيئا عن الرجل وخطورة وظيفته وما يحمله من معلومات ووثائق سرية، معربة عن آمالها في أن يتم اعتقال الفاعلين قبل أن يتصرفوا بـ«الكنز الأمني الذي أصبح في حوزتهم». وجاء النشر العلني في الموضوع لكي يفهم الفاعلون أنهم حتى الآن يعتبرون لصوصا عاديين وسيكون عقابهم السجن لفترة قصيرة، ولكن إذا تصرفوا بالمعلومات التي بحوزتهم سيصبحون مخالفين أمنيين يحاكمون بتهمة الخيانة العظمى، التي تصل الأحكام عليها إلى السجن المؤبد.

يشار أن حوريف الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2007. هو من أهم العاملين في سياسة الذرة الإسرائيلية وهو يمثل إسرائيل أمام وكالة الطاقة النووية الدولية، ويلقي خطابا سنويا أمامها. وشغل في السابق منصب نائب رئيس اللجنة النووية ونائب قائد سلاح البحرية وهو يتبع في منصبه، كرئيس للجنة الطاقة النووية، لمكتب رئيس الحكومة مباشرة، في حين أن اللجنة هي الجسم الحكومي المسؤول عن المفاعل النووي في ديمونا وعن مركز أبحاث الطاقة النووية في وادي شوروك في النقب وعن البحث النووي في إسرائيل.

وقررت المخابرات الإسرائيلية، أمس، توفير حراسة مشددة للجنرال حوريف بمستوى حراسة وزير.

وجدير بالذكر أن الموضوع النووي لا يزال مطروحا على رأس الأجندة الإسرائيلية. ونقلت مصادر إعلامية عن ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمس، أن المحادثات التي بدأت أمس في كازاخستان، بعد انقطاع دام نصف العام، بمشاركة مسؤولين من الدول العظمى وإيران، تحت عنوان «تواصل المساعي الدبلوماسية لإيجاد حل لبرنامج إيران النووي»، هي مجرد جولة أخرى تكسب فيها إيران الوقت، لكي تستمر في برنامجها النووي، في حين أن الدول العظمى ستكتشف أن إيران لن تقدم شيئا جديدا.

وكتب المراسل العسكري أليكس فيشمان، في صحافية «يديعوت أحرونوت»، أن «تجربة المحادثات بين الغرب وإيران تبيّن أن الأخيرة تخرج الرابحة حتى الآن، بحيث إنها تستمر في تطوير مشروعها النووي من دون انقطاع»، وأحصى فيشمان تقدم إيران كاتبا على صفحات الجريدة «منذ الجولة الأخيرة أنشأت إيران أجهزة طرد مركزي قادرة على إنتاج يضاعف إنتاج الأجهزة القديمة، وجمعت كذلك المزيد من اليورانيوم المخصب، وقامت بتشغيل منشأة المياه الثقيلة في آراك، وعملت على إخلاء المواد المشتبه بها في بارشين، وفي المقابل لم تعرض إيران خطوة واحدة لبناء الثقة مع الغرب». ويخلص فيشمان إلى أن النتيجة المؤكدة من هذه الجولة هي الاتفاق على جولة محادثات أخرى، في زمن ما، ومكان ما في المستقبل.

ونقل التلفزيون الإسرائيلي المستقل: «القناة العاشرة»، عن مصادر سياسية في إسرائيل أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيبلغ نتنياهو عند قدومه إلى إسرائيل بعد ثلاثة أسابيع بتفاصيل المحادثات بين الدول العظمى وإيران، وأنه سيعلم الزعيم الإسرائيلي بأن الخيار العسكري الأميركي سيكون متاحا في حال فشلت المحادثات مع إيران، بدءا من شهر يونيو (حزيران)، بعد إجراء الانتخابات الإيرانية. وأضافت المصادر أن الرئيس أوباما سيطلب من نتنياهو ألا تتدخل إسرائيل في العملية العسكرية التي تخططها الولايات المتحدة.

من جهة ثانية صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن صاروخ «حيتس 3»، الذي أطلقته إسرائيل، أول من أمس، يتمتع بقدرة على إسقاط صواريخ تحمل رؤوسا نووية. وقال رئيس مديرية «الجدار» في الوزارة، يائير رماتي، في حديث للإذاعة الإسرائيلية «ريشيت بيت»، إن الصاروخ «حيتس 3» خصص لحماية إسرائيل من الصواريخ بعيدة المدى التي قد يتم إطلاقها من إيران ودول أخرى، مشيرا إلى أن توقيت التجربة غير مرتبط بالتهديدات التي تواجهها إسرائيل وبالتوترات المتصاعدة بينها وبين جاراتها في الشرق الأوسط.