رئيس ديوان رئاسة كردستان: بارزاني يبدأ مشاوراته بشأن المؤتمر الوطني الأسبوع المقبل

قيادي كردي يربط بين زيارة وشيكة لرئيس حكومة الإقليم إلى بغداد واللقاء المرتقب

TT

مع عودة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، من زيارته الأخيرة إلى روسيا، اتجهت الأنظار مرة أخرى صوب إقليم كردستان لتحريك الجهود نحو حلحلة الوضع السياسي والبحث عن الحلول الممكنة للأزمة السياسية التي ما زالت تراوح مكانها، وهذا ما أكده رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» حول ورود الكثير من الإشارات الإيجابية من قادة ومسؤولي القوى والأطراف السياسية العراقية إلى قيادة الإقليم، وهي إشارات أكد على ضرورة استغلالها من أجل الوصول إلى نقاط مشتركة حول عقد المؤتمر الوطني المرتقب برعاية رئيس الإقليم، لكنه بدا حذرا في تأكيد إمكانية عقد ذلك المؤتمر بناء على تلك الإشارات.

وقال حسين «إن الإشارات التي نتلقاها هنا في الإقليم حول مواقف بعض القوى والأطراف العراقية المختلفة، ليس بالضرورة أن تنعكس على علاقة تلك القوى فيما بينها». وأضاف: «العراق يمر اليوم بمشكلة كبيرة وعسيرة، وهذه المشكلة لا تخص العلاقات الثنائية أو الثلاثية القائمة بيننا وبين الأطراف العراقية المختلفة، بل هي مشكلة عامة تتعلق بالعملية السياسية برمتها، وأطراف هذه العملية لديها مشاكل في العلاقات، لذلك عندما نتلقى بعض الإشارات الإيجابية من بعض هذه الأطراف حول استعدادها لتقديم التنازلات بهدف الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، ليست بالضرورة أن تكون متواجدة أيضا بين القوى والكتل السياسية الأخرى، لذلك نحن نعتقد بأنه من دون تهيئة الأجواء بالكامل لا يمكن الحديث عن عقد مؤتمر موسع في الوقت الحالي تضم جميع الأطراف لإنهاء الأزمة السياسية بالعراق».

وأكد حسين «أن رئيس الإقليم سيبدأ مشاوراته مع جميع أطراف العملية السياسية مطلع الأسبوع المقبل لاستكشاف المواقف، والوقوف على مدى استعداد تلك الأطراف لتقديم التنازلات والسعي نحو حل المعضلة، والهدف الأساسي من لقاءات بارزاني القادمة سيكون البحث عن الآليات والأجندات التي يمكن أن تتفق عليها القوى العراقية لجعلها أساسا لتوسيع إطار تلك الاجتماعات نحو عقد المؤتمر الوطني الموسع، فمن دون إيجاد التوافقات الكاملة حول الأجندات وتلك الآليات من المبكر الحديث عن مؤتمر وطني بالقريب العاجل».

في غضون ذلك ربط قيادي كردي طلب عدم الإشارة إلى اسمه بين الزيارة التي يزمع نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم القيام بها إلى بغداد في غضون الأيام القادمة وتوجيه الدعوة إلى الأطراف العراقية وخاصة التحالف الوطني الذي يقود الحكومة الاتحادية حاليا لحضور المؤتمر الوطني المرتقب. وقال القيادي الكردي «زيارة نيجيرفان بارزاني ستكون مهمة جدا، فعلى ضوئها يتقرر مصير عقد المؤتمر القادم، فإذا تمخضت تلك الزيارة عن نتائج إيجابية من الممكن عندها أن تليها مشاورات سياسية من أجل التهيئة لعقد المؤتمر، وفي حال فشلت الزيارة فسيصبح من العسير عقدها في تلك الأجواء». وبسؤاله عما إذا كان هذا يعتبر شرطا من جانب قيادة الإقليم، قال القيادي «لا أقول بأنه شرط مسبق، ولكن من الطبيعي أنه في حال لم تكن هناك أجواء إيجابية تساعد على تهيئة أرضية التفاهم والتقارب بين الكتل السياسية فسيصبح من الصعب عقد حوار وطني يهدف إلى حل أزمة بمستوى وحجم الأزمة الحالية، في البداية نحن نحتاج إلى إعادة بناء الثقة بيننا، وهناك الكثير من المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد ما زالت من دون حل، ونحن لا نريد أن نثقل جلسات المؤتمر القادم بتلك المشاكل العالقة، وكما قلت فإن المؤتمر يحتاج إلى تهيئة الأجواء، ومن دون إبداء المرونة والنية الصادقة لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد لا يمكن تحقيق تلك الأجواء، ومن دون تهيئة الأجواء فإن المؤتمر القادم سوف لن يغير من الواقع شيئا، وهذا ما تتجنبه القيادة الكردية، لأن معظم اللقاءات والمؤتمرات السابقة غابت عنها الإرادة الحقيقية لحل معضلات البلد، ولا نريد أن نكرر نفس أخطاء الماضي».

وفي الوقت الذي تتوارد الأنباء عن رغبة الجانب الشيعي بإحياء التحالف الرباعي القائم قبل عدة سنوات بين حزب الدعوة والمجلس الإسلامي الأعلى وبين الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، قال القيادي الكردي «ليست لدي أي معلومات بهذا الشأن، ولم نتلق بشكل رسمي أي طلب من الجانب الشيعي حول ذلك، والأمر مرهون بتطبيع العلاقات بيننا وبينهم، فلا يمكن إحياء ذلك التحالف من دون تجاوز الخلافات القائمة بيننا، والأهم من ذلك من دون تجاوز الأزمة السياسية الحالية بالعراق».