ميركل تخيب أمل تركيا بتصريحاتها حول «الوضع المميز» في أوروبا

قالت إن التذرع بالمشكلة القبرصية تراجع حتى عن الموقف الفرنسي

TT

رغم الحرص التركي الشديد على إيلاء زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا الاهتمام البالغ، فقد بدت «خيبة الأمل» التركية كبيرة حيال تصريحاتها التي اعتبرت فيها أن القضية القبرصية تعرقل جهود أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ورأت مصادر رسمية تركية أن كلام ميركل بأنها تؤيد استئناف المحادثات المتوقفة مع تركيا بشأن علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، ولكن خلافا بشأن جزيرة قبرص المقسمة ما زال حجرة عثرة - يمثل «تكرارا للأسطوانة ذاتها التي يستخدمها بعض الأوروبيين لمعارضة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن كلام ميركل يشكل «تراجعا عن الموقف الفرنسي الذي أسقط هذا الشرط، علما بأن فرنسا كانت من أشد معارضي دخول تركيا الاتحاد». ورأت أن ثمة «اختلاقا غريبا للأسباب التي يراها بعض الأوروبيين مبررا لمعارضة انضمام تركيا، وإذا سقط هذا السبب (القضية القبرصية) فقد نجد من يتحدث عن أسباب أخرى».

وكانت ميركل قد قالت في ختام زيارة لتركيا، استغرقت يومين، إنه سيكون من المناسب فتح فصل جديد في علاقات أنقرة مع بروكسل، معلنة تأييدها «منح تركيا وضعية شراكة مميزة بدلا من العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي». ورأت أن عدم الاتفاق على بروتوكول أنقرة الذي سيوسع الاتفاقية الجمركية التركية مع الاتحاد الأوروبي، من خلال فتح موانئها أمام السلع الواردة من قبرص، يعرقل طموحات تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي. وأضافت: «أقول اليوم إنه يتعين علينا فتح فصل جديد في المفاوضات، لكن علي أن أقول إنه ما دامت مسألة بروتوكول أنقرة المرتبطة بشكل وثيق بقبرص لم تحل، فسنواجه مشكلات».

وكانت تركيا قد بدأت محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 2005، بعد عام من قبول قبرص، ولكن محاولتها تعرقلت بسبب هذا النزاع المطول، بالإضافة إلى اعتراض ألمانيا وفرنسا.

وقال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، في المؤتمر الصحافي المشترك: «لا نستطيع التوقيع على بروتوكول أنقرة إلا إذا تم التوقيع في نفس الوقت على عملية التأشيرات مع الاتحاد الأوروبي»، مؤكدا طلبا قائما منذ فترة طويلة بالسماح للمواطنين الأتراك بالسفر في أوروبا بلا تأشيرات.

إلى ذلك، جدد قادة في التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة ميركل، رفضهم لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال الأمين العام لـ«الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري»، ألكسندر دوبرينت، في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية الصادرة أمس ونقلتها وكالة الأنباء الألمانية «دي بي آي»: «لن تكون هناك عضوية كاملة لتركيا في الاتحاد الأوروبي»، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي بلغ مداه في إمكانية ضم دول جديدة إليه. وقال: «تركيا كعضو كامل ستثقل كاهل الاتحاد الأوروبي ماليا واقتصاديا وثقافيا بشدة».

من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الألماني والمنتمي إلى «الحزب المسيحي الديمقراطي»، فولفغانغ بوسباخ، في تصريحات لنفس الصحيفة، إن التحالف المسيحي يدعو «لأسباب وجيهة باستمرار إلى شراكة مميزة» مع تركيا.