مصرع 19 سائحا في احترق منطاد بجنوب مصر

مسؤولون يستبعدون شبهة جنائية

مسؤول مصري يشير إلى موقع سقوط المنطاد بزراعات القصب خارج مدينة الأقصر أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت محافظة الأقصر السياحية بجنوب مصر أمس حادثا مروعا، أسفر عن مقتل 19 سائحا معظمهم من آسيا وأوروبا وإصابة اثنين آخرين وذلك في حادث سقوط منطاد سياحي كان يحلق بمجموعة من السائحين فوق منطقة الأقصر الأثرية، وبينما أشارت التحقيقات الأولية إلى وجود عطل فني تسبب في الحادث، نفى مسؤولون وجود شبهة جنائية وراءه. كما قامت وزارة الخارجية المصرية بإصدار بيان تعزية في الضحايا، لافتة إلى أنها تتابع الحادث مع الجهات المعنية ومع سفارات الدول التي ينتمي إليها الضحايا والمصابون.

ويعاني قطاع السياحة في مصر من تراجع منذ قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في عام 2011، ويمثل الحادث، وفقا للمراقبين، عثرة لجهود الحكومة والرئيس محمد مرسي في إصلاح القطاع السياحي الذي يعتمد عليه الدخل القومي للدولة التي تشهد مصاعب اقتصادية.

وتسبب اشتعال الغاز بالمنطاد أثناء الطيران في ساعة مبكرة من صباح أمس إلى احتراقه قبل سقوطه من ارتفاع نحو 300 متر، وسط زراعات القصب بالبر الغربي بالأقصر، حيث عثرت قوات الإنقاذ على جثث 19 شخصا من ركاب المنطاد، 9 صينيين و4 يابانيين وفرنسيين ومجري وبريطانيين ومصرية، وإصابة اثنين آخرين بريطاني ومصري هو قائد المنطاد.

وقالت مصادر بمستشفى الأقصر الدولي، حيث يتلقى الناجون من الحادث الرعاية الطبية، إنهم استقبلوا 3 مصابين بريطانيين ومصري، تتنوع إصاباتهم بين النزيف الداخلي والإصابة بحروق من الدرجة الثانية، قبل أن يلفظ أحد البريطانيين أنفاسه الأخيرة أثناء محاولات إسعافه.

ويعد ركوب المنطاد أو البالون في الأقصر هواية محببة لكثير من السائحين، لما تتيحه من القيام بجولة في سماء المدينة في ساعة مبكرة من الصباح للاستمتاع بمشاهدة معالمها الأثرية الشهيرة، والتمتع بمشاهدة شروق الشمس وهي تلقي بأشعتها على المعابد الفرعونية كمعبدي الكرنك وحتشبسوت، أو على الزراعات الخضراء على جانبي نهر النيل، وكذلك التمتع برؤية مياه النيل مع ارتفاع البالون الذي يتحرك ببطء.

ويوجد ثماني شركات تنظم رحلات المناطيد بالأقصر، والتي ترتبها للسائحين وتخضع لأنظمة أمن صارمة. وقال وزير الطيران المدني إن الشركة المالكة للبالون تم التفتيش عليها الشهر الحالي، مشيرا إلى أن الشركة اجتازت تماما كل التفتيش الذي نفذته لجنة من سلطة الطيران المدني التابعة لوزارة الطيران المدني.

وتوقف نشاط البالون بالأقصر لنحو شهر في عام 2009 في عهد الفريق أحمد شفيق عندما كان وزيرا للطيران، بعد قرار أشار إلى أن برنامج تحرك البالون يقع في «مناطق الاقتراب» المقررة من مطار الأقصر وهو ما اعتبرته سلطة الطيران المدني خطرا على معدلات الأمان وإجراءات السلامة المقررة لحركة هبوط وإقلاع الطائرات.

ومن جانبه كلف رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل أمس وزارة الطيران المدني بتشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث للحيلولة دون تكراره في المستقبل، وقال قنديل على صفحته بموقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي أمس، إنه «تواصل مع محافظ الأقصر من أجل الوقوف على آخر الأخبار المتعلقة بالحادث»، بينما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وزير الطيران المدني وائل المعداوي ورئيس سلطة الطيران المدني ورئيس الإدارة المركزية للتحقيق في حوادث الطائرات وعدد من المحققين، انتقلوا إلى مكان الحادث للتحقيق بشأن ملابساته والوقوف على أسبابه، والاطمئنان على حالة المصابين ومتابعة التحقيقات في الواقعة.

من جانبه، أصدر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو بيانا أمس عبر فيه عن تعازيه لأهالي الضحايا، مؤكدا أن السلطات المصرية تقوم باللازم لتقديم العناية اللازمة لهم، وأنها تتابع الحادث مع الجهات المعنية في مصر ومع سفارات الدول التي ينتمي إليها الضحايا والمصابون، وأنها تقوم باللازم لإعادتهم إلى بلادهم بأسرع ما يمكن.

إلى ذلك، بدأت النيابة التحقيق في الحادث، بينما قرر المسؤولون في الأقصر إيقاف شركات البالون عن العمل، وعدم القيام بأي رحلات جوية بأي مناطيد لحين الوقوف على أسباب الحادث. بينما قال مسؤولون بالشركة مالكة البالون إنه أثناء لحظة هبوط المنطاد ومحاولة العمال شد الحبل حتى يستقر في مكانه، انقطع أحد الخراطيم المتصلة بتنكات الغاز، مما أدى لانفجار البالون.

وأكد محافظ الأقصر عزت سعد أن حادث انفجار المنطاد السياحي ليس عملا إرهابيا وأنه لا شبهة جنائية فيه، وأنه قد يكون ناجما عن عيب فني، بينما أشار الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين إلى أن هذا الحادث يأتي في الوقت الذي تبذل الحكومة ووزير السياحة جهودا كبيرة لاستعادة الوفود السياحية، واصفا توقيت الحادث بأنه «غريب».