أردوغان ينتقد قلة الدعم الداخلي لحكومته في جهود حل المسألة الكردية

رسائل أوجلان شفوية.. ومبادرته تحظى بموافقة الحكومة التركية

TT

أوضحت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أن الرسائل التي بعث بها زعيم تنظيم «حزب العمال الكردستاني» المحظور عبد الله أوجلان عبر النواب الأكراد في البرلمان التركي، كانت «شفوية». وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الذي استغرق 3 ساعات ونصف الساعة جرى بحضور عضو في الاستخبارات التركية كمراقب في إحدى زوايا غرفة الاجتماع.

في غضون ذلك، شكا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن حزبه «لم يحظَ بالدعم الكافي من قبل المعارضة ووسائل الإعلام والمثقفين، في مسعاه لحل المشكلة القائمة مع الأكراد. ورأى أن أحزاب المعارضة، بما فيها حزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية، وحزب السلام والديمقراطية (الكردي)، لم تأتِ، حتى الآن، بمبادرة من أجل حل قضية الإرهاب ووقف إراقة الدم في تركيا»، مؤكدا أن الأحزاب المذكورة «ستكون مسؤولة عن كل قطرة دم تُراق في حال تهربها من المسؤولية بعد الآن».

وقالت المصادر إن أوجلان، المسجون مدى الحياة في تركيا، طرح مبادرة تم الاتفاق عليها مع الاستخبارات التركية، ونالت موافقة مبدئية من الحكومة، والكرة الآن باتت في ملعب الطرف الآخر، في إشارة إلى الأجنحة السياسية والعسكرية للتنظيم المحظور في تركيا.

من جهته، قال أردوغان، في كلمة ألقاها في الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان، إن الأتراك والأكراد سيعيشون معا كإخوة على تراب تركيا. وأضاف: «سيستمر وجود الأتراك والعرب والأكراد في تركيا من خلال ثقافاتهم. الجميع يحظى بالاحترام. لن يتكبر أحد على أحد. سيعيش الكل تحت علم واحد».

ورأى أن حزبي المعارضة؛ «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية»، يعملان على استغلال ما قاله في كلمة ألقاها بمحافظة ماردين، حول التعصب القومي، مضيفا: «نحن لسنا حكومة أو حزبا سياسيا يستخدم لغة حسب المكان أو الزمان أو الأشخاص، ولن نكون». وأوضح أنه عندما قال: «دسنا بأقدامنا كل أنواع التعصب القومي»، لم يقصد بالطبع المفهوم القومي، الذي يحتضن الجميع، وإنما «التعصب القومي المبني على الأصل والعرق والقبيلة والتكبر والإذلال». وقال: «نحن نعمل على بناء الأخوة القومية، وهي أحد مقتضيات القومية»، منتقدا حزبي المعارضة، بقوله: «لم يقدم حزب الحركة القومية، في قضية الإرهاب، أي عرض، باستثناء السباب والشتم والكسر والضرب. أما حزب الشعب الجمهوري فلم يفعل شيئا غير التردد واستغلال الظروف».

ولفت إلى أن أحزاب المعارضة، بما فيها حزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية، وحزب السلام والديمقراطية، لم تأتِ، حتى الآن، بمبادرة من أجل حل قضية الإرهاب ووقف إراقة الدم في تركيا، مؤكدا أن الأحزاب المذكورة «ستكون مسؤولة كل قطرة دم تُراق في حال تهربها من المسؤولية بعد الآن».

وشدد على أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم من أجل وقف إراقة الدم، ويعملون لكيلا يصاب أي عنصر من القوات التركية بأدنى أذى، على الرغم من مواقف أحزاب المعارضة، التي تتحين فرصة سقوط القتلى لاستغلالها من أجل مصالحها.

وأشار إلى أن حكومته لم تحصل على الدعم الكافي، في محاولتها من أجل حل قضية الإرهاب، مضيفا: «للأسف، لم نحصل على الدعم الكافي من الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام والفنانين، وخصوصا المثقفين والمفكرين، لكننا ننتظر ونأمل الحصول عليه». وأردف قائلا: «ستكون الخاتمة طيبة لأن نيتنا حسنة. نحن نؤمن بذلك من قلبنا، ومن خلال هذا الإيمان والإصرار نواصل طريقنا».