صالح يحشد أنصاره في صنعاء مع قرب الحوار الوطني

الصوفي: الرئيس السابق لن يخرج من اليمن.. هادي: «فك الارتباط» لن ينجح

أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يحملون صوره وصور الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي أثناء حشد لهم في صنعاء أمس (رويترز)
TT

عاد أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أمس، إلى التجمهر مع اقتراب مؤتمر الحوار الوطني الشامل المقرر الشهر المقبل، فيما دعا صالح إلى التصالح والتسامح، وشن هجوما على نائبه الأسبق علي سالم البيض الذي يتزعم فصيلا ينادي بالانفصال في الحراك الجنوبي، في وقت دعت فيه اللجنة التنظيمية للثورة اليمنية إلى مسيرات حاشدة اليوم للمطالبة بمحاكمة صالح، ويواصل هادي الوقوف على تطورات الأوضاع في جنوب اليمن.

واحتشد الآلاف من أنصار صالح في «ميدان السبعين» بصنعاء وهم يرفعون صوره وصور الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة يوم 27 فبراير (شباط)، يوم تسليم الرئيس السابق للسلطة لخلفه في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لحل الأزمة في اليمن، ووصف حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح، الحشد في صنعاء بالمليوني، وللمرة الأولى يظهر الرئيس السابق في حفل جماهيري منذ توقيع المبادرة الخليجية وتنحيه عن السلطة، وأطلق المحتشدون في صنعاء على أنفسهم تسمية «أنصار الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة».

ودعا أمس الرئيس السابق علي عبد الله صالح في حديث مباشر مع أنصاره في ميدان السبعين إلى فتح صفحة التصالح والتسامح والصفح الجديد من أجل بناء يمن جديد؛ يمن الوحدة والحرية والديمقراطية وطي صفحة الماضي بكل سلبياته وإيجابياته والنظر للمستقبل.

وأضاف رئيس المؤتمر الشعبي العام في أول ظهور له بعد حادث الرئاسة بجامع النهدين العام الماضي «أن الوحدة ليست شعورا أو قولا (تخضع للمزايدة)، كما شن هجوما على نائبه السابق علي سالم البيض والتيار الذي يدعو إلى الانفصال»، قائلا: «فليسقط الدفع الخارجي وعلى الذي يدفع من الأموال التي حوشها في حرب صيف 94 ألا يقتل أبناءنا في عدن وحضرموت الباسلة».

وأكد صالح في خطابه المقتضب أمام أنصاره «أن شعب الجنوب مع الوحدة، وقلة قليلة هم من يدعون للانفصال، وهم الذين يدفع لهم المال من الخارج مثلما ارتهنوا أيام الاستعمار البريطاني وأيام الاتحاد السوفياتي»، وأكد قائلا: «لن نرهن الوطن لإيران أو غير إيران». كما أدان صالح أحداث العنف التي شهدتها مدينة عدن، مطالبا بالتعبير السلمي عن الرأي.

وفي السياق ذاته قال أحمد عبد الله الصوفي القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام والسكرتير الصحافي للرئيس السابق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في لندن عبر الهاتف من صنعاء: «مظاهرة اليوم بعثت بعدة رسائل لعدة أطراف». وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» عن ماهية الرسائل وما هي الأطراف قال الصوفي: «أما الرسائل فتتلخص في حجم وجود المؤتمر الشعبي العام وقاعدته الشعبية، وقدرته على أن يكون كيانا منظما في قلب الفوضى». وأضاف الصوفي: «أردنا كذلك أن نقول إن المؤتمر ملتزم بكل الاتفاقيات الوطنية والدولية؛ من الوحدة إلى الديمقراطية والمبادرة الخليجية». وحول الأطراف المستهدفة بهذه الرسائل قال سكرتير صالح: «الأطراف المستهدفة بالرسائل هي الأطراف المعنية بالتسوية السياسية التي تنفذ المبادرة حسب اجتهادها هي وكأن المؤتمر الشعبي العام غير موجود». وأضاف: «مظاهرة اليوم أيضا رسالة للذين يقولون إن على علي عبد الله صالح أن يخرج من البلاد، وقد جاءت الرسالة من أنصار صالح الذين هبوا من كل مكان في اليمن يلتفون حوله لأنه أصبح رقما صعبا في المعادلة السياسية وعامل توازن مهما فيها».

وتعليقا على استعراض أنصار صالح لقوتهم في العاصمة صنعاء، قال الناشط في الثورة الشبابية المحامي خالد الأنسي لـ«الشرق الأوسط» إن التاريخ «سيسجل لعلي عبد الله صالح أنه كان أول رئيس عربي أو ربما على مستوى العالم يحتفي بذكرى خلعه»، واعتبر «مثل هذه الاحتفائية صارت بمثابة جزء من العلاج النفسي الذي من خلاله يوهم نفسه أنه ما يزال موجود ولا يزال زعيما له أنصار»، ويردف: «باختصار.. علي صالح يقوم بما لم يتمكن منه خصومه وهو إهانة نفسه بنفسه بمثل تلك الاحتفائيات التي تفقده يوما بعد يوم بقايا احترام كانت في نفوس بعض البسطاء المخدوعين به».

إلى ذلك، يواصل الرئيس عبد ربه منصور هادي زيارته إلى محافظة عدن للوقوف على تطورات الأوضاع في المحافظات الجنوبية التي تشهد أعمال عنف منذ قرابة 10 أيام من قبل من يوصفون بأنصار «الحراك المسلح»، ونقل عن هادي قوله لممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية في عدن أن مسألة «فك الارتباط» بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي لن تنجح، وأنه يكفي اليمن 50 عاما من الصراعات الدامية، ودعا مسؤولي الأحزاب وكل الفئات في عدن إلى الحفاظ على أمن المحافظة وأخذ العبرة مما تعرضت له محافظة أبين، في إشارة إلى سيطرة تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة على مدن وبلدات المحافظة لأشهر كثيرة العامين الماضيين، ودعا هادي «الجميع من مختلف الشخصيات والقوى الاجتماعية الذين يؤمنون بالحرية والعدل والمساواة أن يجنبوا عدن ويلات الصراعات والمؤامرات؛ كون اليمن أمام فرصة تاريخية للحوار».

وتدعو معظم فصائل الحراك الجنوبي إلى ما تسميه «فك الارتباط» أو «الانفصال» عن الشمال، وينظمون فعاليات وأنشطة متواصلة منذ عام 2007 وحتى اليوم، غير أن الساحة اليمنية الجنوبية بدأت تشهد سلسلة من حوادث العنف واستهدافا لأبناء المحافظات الشمالية.

من ناحية أخرى، قالت مصادر في جنوب اليمن إن مسلحين مجهولين قاموا، أمس، بالسطو على مبلغ 20 مليون ريال يمني، أي ما يعادل 100 ألف دولار أميركي، تقريبا، وذكرت مصادر محلية أن المسلحين نهبوا سيارة البريد العام التابع لمحافظة الضالع وبداخلها تلك الملايين التي يعتقد أنها مرتبات موظفين حكوميين. وسبق أن نهبت مئات الملايين من الريالات اليمنية على يد مسلحين في جنوب اليمن خلال العامين الماضيين.

في موضوع آخر، أكد الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل للرئيس اليمني، وأجرت مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أمس، اتصالا هاتفيا بالرئيس عبد ربه منصور هادي.