نائب وزير الخارجية السعودي لـ«الشرق الأوسط»: طالبنا الأمم المتحدة بالتصدي لمحاولات تشويه صورة الإسلام ونبيه

العاصمة النمساوية تستضيف المنتدى العالمي الخامس لتحالف الحضارات

TT

أكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب وزير الخارجية السعودي، أن سياسة بلاده تتمثل مع وقوفها مع الآخر وبمختلف أشكاله في حال الحوار. وأضاف أن الحوار بين أتباع الديانات «يدعم التسامح والتعايش السلمي الأمن كما يساعد على إمكانية التعرف على الآخر وفهمه الفهم الصحيح»، موضحا أن السياسات الخاطئة «هي التي تغذي التطرف والعنف والكراهية».

جاء ذلك ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول مشاركة السعودية في فعاليات المنتدى العالمي الخامس لتحالف الحضارات المنعقد حاليا بالعاصمة النمساوية فيينا، تحت شعار «قيادة مسؤولة في التنوع والحوار».

وكان نائب وزير الخارجية السعودي قد شدد في حديثه مع «الشرق الأوسط» على حرص بلاده في إثراء لغة الحوار وتقريب وجهات النظر بين مختلف الثقافات والشعوب والدول، منبها في ذات الوقت لرفض السعودية لمحاولات بعض المجموعات والأفراد ممن قال إنهم «يسعون إلى تشويه صورة الإسلام وصورة نبيه الكريم»، مطالبا منظمة الأمم المتحدة للوقفة بحسم، مقابل محاسبة كل من يقوم بتلك الأعمال أيا كان نوعها وأيا كانت تلك المجموعات وأيا كان أولئك الأفراد، منبها بأن السعودية كانت قد رفعت للمنظمة الدولية خطة لمواجهة تلك المحاولات، وهي خطة تسعى الرياض لتأمينها ومعها كل الدول لاستصدار قرار بشأنها وتفعيلها.

من جانبه، كرر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، في خطاب ألقاه أثناء الجلسة الافتتاحية بقصر الهوفبورغ صباح أمس ووسط حضور يقدر بألف مشارك، على ضرورة فهم الإسلام الفهم الصحيح بدلا من المفاهيم الخاطئة للدين الإسلامي والحضارة الإسلامية ومظاهر تهميش المسلمين، مؤكدا على ضرورة احترام المقدسات واستنكار ما يسيء لثقافات ومقدسات الآخرين باعتبارها خرافات، مطالبا بأهمية الاحترام المشترك ونبذ الحقد والعنصرية كأنجع سبل للحرب ضد الإرهاب، موضحا أن المجتمع الدولي يمر بامتحان للتصدي لمن يلبس النزاعات السياسية كأنها نزاعات وصراع بين الحضارات، مضيفا أن على المجتمع الدولي العمل فعليا تجاه بناء مجتمع إنساني «يقوم على المشترك وليس الانتقائية، والعدل وليس الازدواجية في المعايير، هذا إن كان المجتمع الدولي يهدف حقيقة للتنمية والاستقرار».

وتطرق وصف أمير قطر إلى ما يحدث في سوريا وفلسطين، ووصفه بأنه «وصمة عار في جبين المجتمع الدولي»، كما وصف سياسات النظام السوري بـ«الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية»، مشيرا إلى هناك قوى في سوريا وفي فلسطين تسعى لتمرير سياسات مرفوضة تمثل عنصرا أساسيا يهدد الأمن والتعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط.

من جهته طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرتجلا كلمة باللغة التركية، منظمة الأمم المتحدة بإصلاح نفسها في المقام الأول، طارحا جملة من التساؤلات وصفت بـ«الصريحة والقوية»، نالت استحسان الحضور وتصفيقهم، وهي حول الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وإن كانت تمثل حقيقة كل دول العالم، مشيرا إلى أن المنظمة الدولية تعد راعية لهذا التجمع الداعي للتحالف، وأنها إن كانت بالفعل تؤمن بالحوار والمشاركة العادلة، فإن عليها البدء في إصلاح مجلس الأمن الدولي «حتى لا تسيطر خمس دول فقط على مصير العالم، وحتى لا يكرس حق النقض لتلك الدول الخمس إمكانية وعرقلة ووقف حل أي أزمة إن شاءت»، متسائلا لماذا يعجز العالم الآن عن حل الأزمة السورية؟! أليس بسبب موقف دولتين فقط؟ وأشاد بالوضع الذي نالته فلسطين مؤخرا كدولة مراقب، مؤكدا أن ذلك إنجاز ومفخرة ويعتبر نقطة تحول كبيرة في إطار تحقيق السلام.

وكان أمين عام منظمة الأمم المتحدة بان كي مون، قد اقتصر كلامه حول أهمية التحالف عالميا من أجل تحقيق الحوار والتفاهم والتقارب والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان، مركزا على دور القيادات المسؤولة في الوصول لهذا الهدف، مشددا على أهمية تحقيق حرية التعبير والأديان والتعددية وإشاعة ثقافة التسامح والاندماج، مشيرا للأزمة السورية والأزمة في مالي.

وفي السياق ذاته، وافق أمين عام المنظمة الدولية بقية المتحدثين، ومنهم وزير الخارجية الإسباني، والرئيس النمساوي هاينز فيشر، الذي شرح كيف نمت بلاده وأصبحت دولة رفاهية، وأنها استفادت من مبدأ الاختلاف والتعدد الذي تشهده رغم من تعدد الإثنيات والديانات، بل وحتى اللغات في ربوعها.