«الأطلسي»: هجمات طالبان لم تتراجع.. وبياناتنا السابقة خاطئة

10 جرحى في هجوم انتحاري استهدف حافلة للجيش الأفغاني في كابل

TT

نفذ انتحاري من حركة طالبان هجوما استهدف حافلة للجيش الأفغاني في غرب كابل أمس، مما أدى إلى وقوع عشرة جرحى، وعزز فكرة تغيير في استراتيجية الحركة الأصولية التي باتت توجه ضرباتها للجيش بدلا من قوات حلف شمال الأطلسي. وجاء هذا بينما أكد حلف شمال الأطلسي أن الهجمات التي تشنها طالبان ضد الجنود الأفغان والأجانب لم تتراجع في عام 2012 كما تردد سابقا، وأقر باقتراف خطأ في ما يتعلق بتسجيل البيانات.

وفجر الانتحاري نفسه في شارع رئيسي بالعاصمة الأفغانية التي تتمتع بحماية كبيرة، لكنها شهدت من قبل عمليات انتحارية استهدفت مقري الاستخبارات والشرطة هذه السنة وتبنتها طالبان. وقال مسؤولون غربيون إن ذلك يشير إلى تغيير في استراتيجية طالبان، من التركيز على المهمات القتالية للحلف الأطلسي، الذي يفترض أن تنسحب قواته العام المقبل، إلى استهداف القوات الأفغانية التي تستعد لتولي المسؤولية بعده. وصرح ناطق باسم الشرطة حشمت الله ستانيكزاي: «نحو الساعة السابعة و10 دقائق، استهدف انتحاري راجل حافلة عسكرية في المنطقة الثالثة من العاصمة كابل». وأضاف أن ستة من عناصر وزارة الدفاع وأربعة مدنيين جرحوا، موضحا أن إصابات معظم المدنيين نجمت عن قطع الزجاج الذي تحطم. وقال شاهد عيان لقناة التلفزيون «تولو» إن الانتحاري كان يحمل مظلة ليحمي نفسه من الثلج. وأضاف: «كنت واقفا في الطرف المقابل من الشارع عندما رأيت رجلا يحمل مظلة يقترب من حافلة للجيش. وبعد ذلك، تمدد تحت الحافلة، فاعتقدت أنه السائق، لكن بعد لحظات دوى الانفجار».

وتبنى ناطق باسم طالبان، التي تقود تمردا منذ أحد عشر عاما، الهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد إن 17 من عناصر وزارة الدفاع قتلوا، وأصيب 17 آخرون بجروح خطيرة. وعادة، تبالغ الحركة في الأرقام التي تعلنها بعد هجماتها.

ومن أصل تسع هجمات وقعت في أفغانستان هذه السنة، استهدفت واحدة فقط في 25 يناير (كانون الثاني) قوات الحلف الأطلسي في ولاية كابيسا المضطربة (شرق البلاد)، حسب ما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها. وكل الهجمات الأخرى استهدفت وجهاء قبليين أو الشرطة أو عناصر قوات الأمن. وقال مسؤول غربي: «منذ بداية هذه السنة، أصبح الهدف بشكل واضح الأفغان، وإن كان الحلف الأطلسي ما زال هدفا».

وأقرت قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة للحلف الأطلسي (إيساف)، أمس، بأن الهجمات التي تشنها حركة طالبان ضد الجنود الأفغان والأجانب لم تتراجع في عام 2012 كما تردد سابقا، وأقرت باقتراف خطأ في ما يتعلق بتسجيل البيانات. وقالت المسؤولة الصحافية في قوة (إيساف)، إيرين ستاتيل، إن القوة الدولية «أدركت في الآونة الأخيرة أن معلومات أدخلت إلى قاعدة البيانات بشكل غير صحيح واستخدمت في رصد حوادث متعلقة بالأمن في أنحاء أفغانستان». وكانت قوة «إيساف» سجلت الشهر الماضي تراجعا بنسبة 7% في عدد الهجمات التي شنتها طالبان العام الماضي، وهو ما دفع حلف الأطلسي والقوات الأميركية إلى القول إن هناك تراجعا في نشاط طالبان. وقالت القوة الدولية إنه بعد التصحيح لم يكن هناك أي تغيير في إجمالي عدد هجمات طالبان في عامي 2011 و2012. ولم تكشف ستاتيل عن أعداد محددة، ولم تفصح عما إذا كانت هناك أرقام أخرى قد تضررت بسبب الخطأ. وقالت: «رغم تعديل هذه البيانات، لم يتغير تقييمنا لأساسيات تقدم الحملة... يتزايد انفصال العدو عن السكان».