طفرة في عدد الوفود الأجنبية في غزة

الحرب الإسرائيلية الأخيرة شكلت نقطة تحول واضحة في عدد الزوار

TT

على غير العادة، كان الازدحام أمام محل بيع عصير قصب السكر، في حي الرمال، ظهر الثلاثاء الماضي، كثيفا. فقد كان هناك عدد من الشباب، يقفون بصبر في الطابور، وبدت على بعضهم ملامح جنوب شرقي آسيوية، من جنسيات مختلفة، ماليزيون وإندونيسيون وأتراك. فهؤلاء ليسوا طلابا ولا مستثمرين، بل قدموا إلى قطاع غزة في أطر الوفود التي تزور القطاع وتزايد عددها في الآونة الأخيرة.

وأصبح بإمكان من يتجول في أنحاء قطاع غزة أن يجد الكثير من الزائرين من مختلف القوميات والأعراق، عرب وأجانب، مسلمون ومسيحيون، يأتون ضمن وفود تضامنية مع أهالي القطاع. ولا يكاد يمر يوم واحد دون أن يصل إلى قطاع غزة وفد تضامني عربي أو أجنبي عبر معبر رفح الحدودي.

وكان من الواضح أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على قطاع غزة، شكلت نقطة تحول واضحة في عدد العرب والمسلمين الذين يفدون للزيارة. وبعد سنين من الكساد، تبدو فنادق غزة عاجزة عن استيعاب العدد الكبير من الزائرين، مما جعل الجهات الحكومية والشعبية التي تتولى استقبال الضيوف تضطر لإيواء الزوار في بيوت وشقق سكنية يتبرع أصحابها باستضافة الزوار، وهذا ما دعا بعض المستثمرين للتفكير في إقامة مزيد من الفنادق في القطاع.

وتقوم الجهات الحكومية والشعبية بتنظيم زيارات بشكل دائم للوفود الزائرة لإطلاعهم على حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمنازل جراء القصف الإسرائيلي خلال حربي 2008 و2012. علاوة على تفقد طابع الحياة في مخيمات اللاجئين الثمانية في أرجاء القطاع، التي تضم مئات الآلاف من الناس.

وأحد أكبر الوفود التي تزور غزة حاليا، هو وفد يمثل وزارة الأوقاف المصرية ويضم 400 من الدعاة، الذين يقومون حاليا بإلقاء المواعظ الدينية وخطب الجمعة ضمن برنامج تم التوافق عليه سلفا بين وزارتي الأوقاف في كل من غزة والقاهرة، علاوة على مشاركتهم في «المؤتمر الرابع لعلماء مصر وفلسطين»، الذي نظم في غزة.

ولأول مرة منذ 13 عاما، بدأت غزة تستضيف مؤتمرات يشارك فيها باحثون ومختصون من مناطق مختلفة في العالم. فقد نظم مؤخرا في غزة مؤتمر أشرف عليه حقوقيون وأكاديميون فلسطينيون وبحث أبعاد الحرب الأخيرة على القطاع، حيث شارك فيه باحثون من أوروبا والولايات المتحدة ودول عربية.

إلى جانب ذلك، أصبحت النوادي والمؤسسات الثقافية تقيم الندوات بمشاركة الضيوف الأجانب. وتسهم الفرق الفنية التي تفد من الخارج، لا سيما فرق الإنشاد، وضمنها فرقة «طيور الجنة»، في الاحتفالات في أنحاء القطاع، حيث تحظى باهتمام خاص من قبل الجمهور الفلسطيني. ووجدت قنوات التلفزة ومحطات الإذاعة المحلية في زيارات الوفود مادة لإثراء برامجها، إذ تستضيف بشكل متواصل الزوار في برامجها الحوارية. وفي الوقت ذاته، هناك فلسطينيون مغتربون ضمن الوفود الأجنبية التي تزور القطاع، حيث يستغل هؤلاء هذه الزيارات لزيارة أقاربهم في القطاع أو للبحث عنهم.