مقتل 25 جنديا تشاديا شمال مالي.. والجيش يحقق مع عناصر متهمين بأعمال «وحشية»

القوات الفرنسية قتلت عبد الحميد أبو زيد القائد في تنظيم القاعدة

TT

أعلنت الإذاعة الوطنية التشادية أمس ارتفاع عدد القتلى من الجنود التشاديين في المعارك التي جرت بين الجيش التشادي وعناصر جهادية في 22 فبراير (شباط) في مرتفعات ايفوقاس (شمال مالي) إلى 25 قتيلا بعد وفاة جنديين مصابين متأثرين بجراحهما.

وقالت الإذاعة إن «اثنين من الجنود المصابين بجروح خطيرة توفيا لدى وصولهما إلى نيامي (النيجر) ما يرفع إلى 25 عدد الجنود التشاديين الذين قتلوا في المعارك التي جرت بينهم وبين عناصر جهادية في 22 فبراير(شباط)».

وأرجعت الإذاعة وفاتهما إلى «تأخر إجلائهما».

وتتصدر تشاد، التي تنشر أكثر من ألفي رجل في مالي، مع فرنسا الخطوط الأمامية في هذه المنطقة لملاحقة الإسلاميين المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة والذين يتحصنون فيها.

ودعا الرئيس ديبي الأربعاء قوة غرب أفريقيا والجيش المالي إلى تسريع انتشارهما في شمال مالي للمشاركة مع الجنود الفرنسيين والتشاديين في مقاتلة الجماعات الجهادية.

في غضون ذلك قال تلفزيون «النهار» الجزائري إن القوات الفرنسية في مالي قتلت عبد الحميد أبو زيد القائد الميداني الكبير في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأضاف التلفزيون أن 40 متشددا بينهم أبو زيد قتلوا في منطقة تاغار غارة بشمال مالي قبل نحو ثلاثة أيام. ورفض مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية التعليق بشأن التقرير. ولم تؤكد الجزائر مقتل أبو زيد. حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته يعتزم جيش مالي التحقيق مع خمسة جنود متهمين بارتكاب أعمال وحشية بحق مدنيين، حسبما صرح متحدث باسم الجيش أمس.

وذكر المتحدث الكابتن موديبو تراوري لوكالة الأنباء الألمانية «قال سكان محليون إن الجنود الخمسة على صلة باختفاء بعض التجار العرب في تيمبكتو».

وأضاف أنه جرى نقل الجنود الخمسة إلى العاصمة باماكو «وسيمثلون أمام المجلس التأديبي، الذي سيقرر مصيرهم إذا كانت الاتهامات المنسوبة إليهم قائمة على أسس قوية».

ويواجه جيش مالي اتهامات من جانب منظمات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان بأنه ارتكب انتهاكات بحق مدنيين وخاصة ضد من ينحدرون من أصول العرب والطوارق.

وقال تراوري: «أعتقد أن السلطات السياسية يجب أن تشكل لجنة تحقيق وطنية في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان».

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد دعت حكومة مالي الأسبوع الماضي «إلى التحقيق مع الجنود المسؤولين عن التعذيب والإعدامات السريعة والاختفاءات القسرية للمتمردين الإسلاميين المشتبه بهم والمتعاونين المزعومين منذ بدء القتال».

ووافق البرلمان الألماني أمس بأغلبية ساحقة على تشكيل فرقة عسكرية قوامها 330 جنديا للتدخل في مالي.

وأرسلت ألمانيا بالفعل ثلاث مروحيات لنقل قوات فرنسية وغرب أفريقية ومن المقرر أن ترسل مدربين عسكريين وفريقا طبيا وطائرة للتزويد بالوقود في الجو إلى مالي. حسب وكالة الأنباء الألمانية.

من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن بلاده تؤيد جهود فرنسا لاستعادة «المسار الديمقراطي والدستوري» في مالي.

وذكر بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند عقب محادثاتهما الثنائية في موسكو أوردته قناة «روسيا اليوم» أنه «تم التطرق إلى الوضع في مالي. ونؤيد جهود الجانب الفرنسي لإعادة البلاد إلى مسار دستوري وديمقراطي».

وذكر التقرير أن هولاند شكر روسيا لمساهمتها في «حل الأزمة بمالي، واقترح إنشاء قوة سلام عسكرية في البلد الأفريقي».

وقال هولاند: «روسيا قدرت بشكل جيد جدا الوضع. وهذه العملية جرت في إطار قرار من مجلس الأمن الدولي».

وأشار إلى أن السلطات الفرنسية «بالفعل قررت محاربة الإرهاب في هذا البلد».

وقال هولاند إنه شرح بالتفصيل لنظيره الروسي سير العملية العسكرية في مالي موضحا أن المحادثات تناولت «تحويل هذه العملية العسكرية إلى مهمة لحفظ السلام»، معربا عن أمله أن تدعم روسيا الاقتراح.