مسؤول بارز بالبيت الأبيض يهدد الصحافي الشهير بوب وودوارد لانتقاده إدارة أوباما

رسائل إلكترونية تسجل العلاقة المحتقنة بين البيت الأبيض وصاحب فضيحة ووترغيت

TT

نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية في عمودها الذي يحمل عنوان «وراء الستار» عن الصحافي الأميركي الشهير بوب وودوارد قوله إن مسؤولا بارزا في البيت الأبيض قال له إنه سوف «يندم» على اعتراضه على بيانات البيت الأبيض في ما يتعلق بتخفيضات الإنفاق التلقائية. واتضح أن المسؤول الذي كان يعنيه وودوارد هو المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي جين سبيرلنغ، في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض إن الحوار لم يكن بالشكل اللاذع الذي صوره وودوارد.

وقال وودوارد، في مقابلة مع برنامج «غرفة الأحداث» (سيتويشن رووم) على شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن المسؤول قال له بشكل واضح جدا «سوف تأسف على القيام بذلك». وأشار إلى أنه لن يفصح عن اسم هذه الشخصية الكبيرة جدا، إلا أنه أوضح أنه لا يشعر بالارتياح إزاء إبلاغ البيت الأبيض لأحد المراسلين الصحافيين بأنه سيأسف على القيام بشيء يؤمن هو به. وكان وودوارد قد اتهم في مقالة افتتاحية نشرت نهاية الأسبوع الماضي إدارة أوباما بأنها «أول من اخترع موضوع التخفيضات التلقائية، ثم غيرت موقفها وقالت إن أي صفقة لتجنبها يجب أن تشمل إيرادات جديدة جنبا إلى جنب مع التخفيضات المتفق عليها». وجاء نص رسائل البريد الإلكتروني كالتالي «من جين سبيرلنغ لبوب وودوارد في 22 فبراير (شباط) 2013: أعتذر عن رفع صوتي في حديثنا اليوم، أنا آسف. أتفهم مشاكلك مع بعض البيانات التي صدرت في الخريف الماضي، لكن على الجانب الآخر يتعين عليك أن تدرك أنك تركز على أشياء قليلة جدا، مما يعطي انطباعا خاطئا بأن كل شيء ليس على ما يرام. ولكن يبدو أننا لن نتفق هنا. ومع ذلك، أعتقد أنه يتعين عليك إعادة النظر في تعليقاتك التي تقول فيها إن رئيس الولايات المتحدة الذي يسعى للحصول على إيرادات يقوم بالانحراف عن الأهداف المنشودة. أنا أعلم أنك قد لا تصدق ذلك، لكني كصديق أعتقد أنك ستندم على تلك الادعاءات. فكرة أن الجهة التي تقوم بتخفيض النفقات تهدف إلى إجبار الطرفين على العودة للدخول في اتفاق كبير بهدف الحصول على مزيج من الاستحقاقات والإيرادات (حتى لو كانت هناك خلافات كبيرة بشأن الاتفاق) كانت جزءا أساسيا من الاتفاق منذ البداية وجزءا مقبولا من التفاهم منذ البداية، كما كانت أمرا مفروغا منه من قبل الجمهوريين في اللجنة رفيعة المستوى التي تم تشكيلها بعد ذلك مباشرة، وشيئا مسلما به في المفاوضات التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) عام 2012. ربما كان هناك خلافات كبيرة حول المعدلات والنسب، ولكن أن يتم استبدال استحقاقات وعائدات بها بشكل من الأشكال فهذا موضع غير قابل للجدل».

وأضافت الرسائل «أنا أتفق معك على وجود أكثر من جانب لأول خلاف بيننا، ولكن عليك أن تفكر مرة أخرى في أن المسألة الأخيرة تعد شيئا مختلفا، ولذا لا تجادل كثيرا في تلك النقطة. هذه هي نصيحتي المخلصة لك، وقد وصلت رسالتك. أعتذر مرة أخرى عن رفع صوتي خلال الحديث معك. أشعر بالأسف حيال ذلك وأعتذر حقا عما حدث». ورد وودوارد على سبيرلنغ يوم 23 فبراير 2013 قائلا «لا يتعين عليك أن تعتذر لي، لقد غضبت لأنك تدافع عن بعض النقاط التي تؤمن بها، وهذا جزء من نقاش جاد. أنا مع الحوار الجاد والقوي، حتى إن لم تؤمن أنت بذلك، كما أرحب أيضا بنصيحتك الشخصية، وأنا دائما ما أستمع إلى النصائح. أعرف أنك عشت كل هذا، ولكني أتميز بعض الشيء بأنني قد دخلت في حوارات مكثفة مع كل المعنيين بهذا الأمر. أنا مسافر وسأحاول الوصول إليك بعد الثالثة مساء اليوم. مع أطيب تمنياتي.

في المقابل، قال مسؤول في البيت الأبيض إن وودوارد أساء تفسير الحديث، وإنه لم يكن يقصد به أي تهديد. وقال المسؤول «بالطبع لم يكن هناك أي قصد للتهديد.. وكما ذكر وودوارد، فإن رسالة البريد الإلكتروني كانت للاعتذار عن ارتفاع الصوت واحتدام النقاش في محادثتهما السابقة». وأفادت بأن «السيد وودوارد سيأسف على الملاحظة التي قالها بشأن التخفيضات التلقائية في الإنفاق، لأن هذه الملاحظة غير دقيقة، ولا شيء أكثر من ذلك. ورد السيد وودوارد بطريقة ودية على رسالة البريد الإلكتروني التي بعث بها المساعد».

وكان وودوارد وصف استراتيجية الرئيس أوباما بشأن التخفيضات التلقائية في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» بأنها «جنون»، وقال إن الزعيم الأقوى كان سيتفادى قانون تقليص والحد من الميزانية.

يذكر أن وودوارد هو الصحفي الذي أسهم بقوة في إسقاط الرئيس الأميركي نيكسون بعد أن كشف من خلال تحقيقات مطولة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» تفاصيل فضيحة «ووترغيت».