باكستان تعلن بدء العمل في المشروع رغم التحذيرات الأميركية

واشنطن تعترض على خط الأنابيب بين إيران وباكستان وتلوح بعقوبات

TT

أبدت الولايات المتحدة اعتراضات قوية ضد خط أنابيب الغاز المقترح بين إيران وباكستان ولوحت بالآثار المحتملة لذلك المشروع ومنها إدراج الشركات الباكستانية التي تقوم بشراء الغاز الطبيعي الإيراني تحت لائحة العقوبات الأميركية.

ومع التلويح بالعقوبات، ومراقبة الأنشطة الإيرانية الباكستانية عن كثب، تعترف الولايات المتحدة بمتطلبات باكستان الكبيرة من الطاقة وتعرض بدائل لتلبية تلك الاحتياجات كما تعرض المساهمة في التخفيف من أزمة الطاقة التي تواجهها الحكومة الباكستانية.

كان مسؤولون باكستانيون قد أعلنوا أن تحالف شركات سيبدأ الأسبوع المقبل العمل الذي تأخر على بناء خط أنابيب غاز بين باكستان وإيران كلفته 7.5 مليارات دولار رغم التحذيرات الأميركية من احتمال فرض عقوبات. وتم الإعلان عن تاريخ بدء العمل بعد أن أجرى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري محادثات في طهران مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي دعا إسلام آباد إلى البدء في المشروع.

وصرح مسؤول باكستاني بارز طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية أن «العمليات الأولية ستبدأ في 11 مارس (آذار) في الجانب الباكستاني من الحدود ونأمل في أن يكون رئيسا البلدان حاضرين في هذه المناسبة».

وقال إن مراسم بدء العمل ستؤذن ببدء تحالف شركات إيراني باكستاني العمل على بناء خط الأنابيب البالغ طوله 780 كلم في الجانب الباكستاني والبالغة تكلفته نحو 1.5 مليار دولار.

ورغم أن العمل على خط الأنابيب في الجانب الإيراني أصبح شبه مكتمل، إلا أن باكستان واجهت كثيرا من الصعوبات سواء من ناحية تمويل المشروع أو بسبب التهديدات الأميركية بفرض عقوبات على باكستان. ووافقت إيران في النهاية على تمويل ثلث تكاليف مد خط أنابيب عبر الأراضي الباكستانية حتى نوابشاه شمال كراتشي على أن تنفذ شركة إيرانية ذلك العمل.

وقال مسؤولون باكستانيون في منتصف ديسمبر (كانون الأول) إن إيران وعدت بتقديم قرض بقيمة 500 مليون دولار وإن إسلام آباد ستغطي باقي الكلفة.وقد بدأت مناقشات خط الأنابيب بين إيران وباكستان في بداية التسعينات وكان من المخطط أن يمتد المشروع إلى كراتشي بالهند لكن نيودلهي انسحبت من المشروع بسبب القلق من التكلفة العالية. ويعتقد كثير من المحللين أن انسحاب الهند يرجع إلى ضغوط من الولايات المتحدة كما تراجع كلا من البنك الصناعي والتجاري الصيني عن توفير الدعم المالي للمشروع بسبب المخاوف من العقوبات الأميركية التي فرضت على أي طرف ثالث يتعامل مع إيران. وإذا تم هذا المشروع فإنه يحمل 21.5 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني يوميا إلى باكستان وسوف تمتد خطوط الأنابيب من حقل «بارس» جنوب غرب إيران إلى الحدود الباكستانية في الجنوب الشرقي من إيران.