المعارضة السورية «تتريث» في اختيار «رئيس حكومة» والأسباب بين داخلية ودولية

مصدر في الائتلاف: إذا نجحت المحاولات الأميركية ـ الروسية فقد يتم تشكيل حكومة «تكنوقراط»

TT

رغم إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا في إسطنبول اليوم لاختيار رئيس حكومة مؤقتة، هو لأسباب لوجستية، يبدو أن «التريث» هو السبب الوحيد الذي أجمعت عليه أطراف المعارضة تبريرا للتأجيل، بينما تبقى الأسباب الحقيقية غير واضحة في ظل اختلاف أو تناقض المعلومات التي يعلن عنها هؤلاء أو تلك التي أشارت إليها معلومات صحافية.

وتختلف مصادر المعارضة السورية في إعطاء تبرير واضح لهذا التأجيل الذي يعزوه البعض إلى أسباب داخلية، بينما يشير البعض الآخر إلى محاولات توافقية دولية، وأهمها بين روسيا وأميركا بهدف فتح حوار بين المعارضة والنظام وصولا إلى تشكيل «حكومة انتقالية» تجمع الطرفين، أو التريث قبل الإقدام على خطوة كهذه، ولا سيما بعد الإعلان عن نتائج اجتماع روما وقرار تسليح الجيش الحر، كذلك استكمال التشاور بين أعضاء الائتلاف والمجلس الوطني للاتفاق على رئيس للحكومة، ولا سيما بعد اعتذار مرشح الائتلاف رياض حجاب عن عدم القبول بترؤس الحكومة.

وفي حين أكد عضو المجلس الوطني والائتلاف فاروق طيفور، أن التأجيل ليس بسبب مفاوضات أميركية - روسية، قائلا لـ«الشرق الأوسط»، إن السبب الأهم هو إعطاء فرصة أكبر للتشاور بين أطراف المعارضة، ولا سيما الائتلاف، لتقديم مرشح جديد بعدما اعتذر حجاب، لم ينف مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» المعلومات حول سعي روسيا وأميركا للتوصل إلى إجراء حوار بين النظام والمعارضة، خاصة أن التأجيل أعلن بعد اجتماع روما، مستطردا: «لا سيما أن تشكيل حكومة مؤقتة يعطل إمكانية التفاوض لأنه عندها يصبح من الضروري الإطاحة بحكومة النظام الحالية». وعما إذا كانت المعارضة ستقبل المشاركة في حكومة تجمعها مع شخصيات من النظام، إذا نجح الروس والأميركيون في مهمتهم، أكد المصدر أنه عندها سيتم تشكيل «حكومة تكنوقراط» على أن يكون رئيسها محسوبا على المعارضة، مشيرا إلى أن الصورة ستتضح في اليومين المقبلين.

بدوره، قال طيفور إن هذه الفترة ستشكل فرصة أمام المعارضة للتشاور ومن ثم اختيار المرشح الأقوى لترؤس الحكومة المؤقتة، مستبعدا صحة المعلومات التي تشير إلى مباحثات بين روسيا وأميركا، معتبرا أن التواصل بينهما لم يصل إلى نتيجة أو حل توافقي. ولفت طيفور إلى أن مرشحي المجلس الوطني لهذا المنصب هم وزير الزراعة السابق أسعد مصطفى، والمدير المالي والاقتصادي في المجلس أسامة القاضي، وسالم المسلط، ورئيس المجلس الوطني السابق برهان غليون الذي اعتذر عن عدم القبول بالمهمة على غرار ما فعل مرشح الائتلاف رياض حجاب، مؤكدا أن «تأجيل موعد الاجتماع لا يعني قطع الطريق أمام تشكيل الحكومة، لكن هذه الفترة التي ستفصل عن الاجتماع ستكون فرصة للائتلاف لتقديم مرشحه، إضافة إلى انتظار ما يمكن أن يصدر عن اجتماع جامعة الدول العربية المزمع عقده في السادس من مارس (آذار) الحالي الذي نتوقع أن يخرج عنه نتائج إيجابية، ولا سيما بعد اجتماع روما مؤخرا».

في المقابل، قال عضو الائتلاف حسين داده، إن هذا التأجيل جاء نتيجة لتطورات إيجابية في مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، وأعلن في تصريحات له أن «هناك تطورات جيدة من ناحية تسليح الجيش الحر، ومن ناحية حل الأزمة السورية، فلذلك اضطروا للانتظار لفترة قصيرة جدا ليحددوا موعدا جديدا لاختيار رئيس وزراء»، مشيرا إلى أنه يجب أخذ هذه التطورات بعين الاعتبار قبل أي خطوة أخرى. بينما اعتبر عضو المجلس الوطني هشام مروة، أن عدم الاتفاق على تشكيل الحكومة المؤقتة يزيد من التكهنات القائلة إن ما طرحه بشار الأسد من حكومة مرقعة وحوار مزعوم يحظى ببعض القبول دوليا، مضيفا على صفحته على موقع «فيس بوك» أن «ما جرى في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في روما لا يعدو أن يكون أكثر ضجة من المؤتمرات السابقة، بيد أن هذه الوعود لم تجد حظها من التحقق».

وأضاف أنه جدير بالذكر أن «ثوارنا الأبطال في الداخل لم يكونوا يعولون على هذه المؤتمرات، ولعل أهم ما كشف عنه المؤتمر فقط عدم جدية المشاركين فيه في موقف حازم، وكنا نفضل عدم مشاركة الائتلاف في المؤتمر لينكشف تقاعس من شارك فيه أمام شعبه والعالم. على كل حال يبقى اعتمادنا في البداية والنهاية على الله أولا ثم على سواعد أبطالنا في الجيش الحر وقوى الثورة التي تحرز تقدما ملحوظا على الأرض».