موسكو تنتقد قرارات مؤتمر «أصدقاء سوريا» في روما

لافروف يلتقي العميد السوري المنشق مناف طلاس

TT

انتقدت الخارجية الروسية ما صدر عن مؤتمر أصدقاء سوريا في روما من قرارات قالت: إنها «تشجع المتطرفين على الاستيلاء على السلطة بالقوة، بغض النظر عما يتكبده الشعب السوري من آلام ومآس». وقال الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية إن «المهمة الرئيسية اليوم تتمثل في العمل من أجل الوقف الفوري لنزيف الدماء والعنف والانتقال إلى الحوار السياسي حسبما نصت على ذلك اتفاقات جنيف الصادرة عن (مجموعة العمل) في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي». وأكد لوكاشيفيتش أن ذلك تحديدا هو ما يسمح بتنفيذ الأهداف الرئيسية للسوريين التي تتمثل في تأمين التطور الديمقراطي والسلمي لسوريا الموحدة ولصالح جميع مواطنيها دون استثناء، مشيرا إلى «أن المجتمع الدولي بشكل عام بات يتفهم استحالة الحل العسكري للأزمة السورية».

وكان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية قد التقى في موسكو أمس العميد السوري المنشق مناف طلاس وناقش معه التطورات الأخيرة للأوضاع في سوريا والسبل المقترحة للخروج من الأزمة الراهنة وهو ما ناقشه طلاس لاحقا بالمزيد من التفاصيل مع ميخائيل بوغدانوف المبعوث الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية وسيرغي فيرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى الخارجية الروسية.

من جانبه كشف الأدميرال فيكتور كرافتشينكو الرئيس الأسبق لأركان البحرية الروسية عن شكوكه تجاه مدى إمكانية تحقيق فكرة العودة إلى الوجود الدائم للأسطول الروسي في مياه البحر المتوسط اعتبارا من عام 2015. وقال في تصريحاته لوكالة أنباء «إنترفاكس» إن مثل هذا الأمر يتطلب وجود العدد الكافي من السفن الروسية ذات القدرات القتالية العالية فضلا عن ضرورة تأمين وجود القاعدة البحرية اللازمة لتوفير الاحتياجات التقنية والمادية لهذه السفن وهو ما لا تملكه روسيا في الوقت الحالي.

وأعاد كرافتشينكو إلى الأذهان ما سبق وكان عليه الحال بالنسبة للمجموعة العملياتية الخامسة لسفن الأسطول السوفياتي التي كانت موجودة في مياه البحر المتوسط مشيرا إلى أنها كانت تعتمد في الأساس على سفن أسطول البحر الأسود وما كانت تملكه من إمكانيات الحصول على ما تحتاجه من خدمات سفن الإمداد في ميناء طرطوس السوري. وقال: إن الموجود حاليا في طرطوس لا يتعدى مركز خدمات وإمداد صغير يعتمد على رصيف واحد يكتنف الغموض آفاق استخدامه بسبب ما يسود الأوضاع في سوريا من عدم استقرار، في الوقت الذي يحتاج الوجود الدائم للسفن الروسية في مياه البحر المتوسط إلى التردد كثيرا على هذا الميناء للحصول على الاحتياطيات وتنفيذ ما قد تحتاجه هذه السفن من إصلاحات. وكشف المسؤول البحري السابق عن أن مثل هذه الخطط يحتاج إلى بناء سفن جديدة لأسطول البحر الأسود وإمدادها بالأسلحة اللازمة وهو ما يتطلب الاتفاق مع أوكرانيا التي تستأجر منها موسكو ميناء سيفاستوبول القاعدة الرئيسية للأسطول. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن مصادر في هيئة أركان البحرية الروسية خلال المناورات الأخيرة للأساطيل الروسية التي جرت في الفترة 19 - 29 في البحرين الأسود والمتوسط، تصريحاتها حول اتخاذ قرار استئناف الوجود الدائم للسفن الروسية في البحر المتوسط.