السعدي يرسم خارطة طريق للخروج من الأزمة.. وتوقع استقالة السامرائي والدولة من الحكومة

العيساوي في خطاب استقالته: لن أكون جزءا من حكومة تلطخت أيديها بالدماء

مئات الآلاف من المتظاهرين ضد حكومة المالكي في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار (رويترز)
TT

في أقوى ضربة يوجهها قيادي في القائمة العراقية ووزير بارز في الحكومة، أعلن وزير المالية رافع العيساوي استقالته من منصبه أمام مئات الآلاف من المتظاهرين في مدينة الرمادي. وبينما سارع مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بالإعلان أن رئيس الحكومة لن يقبل استقالة وزير المالية رافع العيساوي، إلى حين الانتهاء من التحقيق بـ«مخالفاته القانونية والمالية» طبقا لخبر عاجل بثته قناة «العراقية» شبه الرسمية، فقد كشف الشيخ أحمد أبو ريشة رئيس مؤتمر صحوة العراق وأحد قادة المظاهرات أن «وزيري العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي والزراعة عز الدين الدولة سوف يعلنان استقالتهما غدا (اليوم) من الحكومة وربما تعقبها استقالات أخرى لكي يكون موقفنا موحدا حتى ننال حقوقنا المشروعة».

وقال العيساوي، في خطاب استقالته «أعلن استجابة لكم الآن أنني أقدم استقالتي». وأضاف: «لست حريصا على حكومة لا تحترم الدم العراقي، لست حريصا على حكومة لا تحترم أبناء الشعب العراقي، وتراهن بالعراق وبدمه وبوحدته وبعشائره، أنا منحاز لكم».

وتابع العيساوي: «لن أكون جزءا من حكومة تلطخت أيديها بالدماء، لن أبيعكم وأبيع حقوقكم». ورد المتظاهرون على إعلان العيساوي بهتافي «كلنا وياك عيساوي» و«الله أكبر».

وفي هذا السياق، أكد الشيخ أحمد أبو ريشة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «استقالة الدكتور رافع العيساوي جاءت في الوقت المناسب تماما حيث إنه بعد كل هذه المدة الطويلة التي قطعتها المظاهرات من دون أن يتحقق شيء ملموس كان لا بد أن يتم اتخاذ مثل هذه المواقف حيث إنه لا عودة إلى هذه الحكومة بعد اليوم إلا بتحقيق كل مطالبنا المشروعة».

وأضاف أن «هناك وزراء آخرين سوف يعلنون استقالتهم من الحكومة حيث إنه بات من المؤكد أن كلا من عبد الكريم السامرائي وزير العلوم والتكنولوجيا وعز الدين الدولة وزير الزراعة سوف يعلنان استقالتهما أيضا». وعن تقييمه لعودة وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان، قال أبو ريشة إنه «من المؤسف أن يعود وزير الكهرباء في هذا الوقت ونحن من هنا نطالبه بأن يعود إلى أهله ويقف معهم، كما أن عليه أن يطالب المالكي بتسليم قتلة أبناء الفلوجة قبل أن يعود إلى الحكومة». من جهته، أكد أمين عام تجمع المستقبل الوطني والقيادي بالقائمة العراقية ظافر العاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «استقالة الدكتور رافع العيساوي أمر في غاية الأهمية، وهذا هو رأينا منذ البداية نحن تجمع المستقبل الوطني فضلا عن باقي مكونات العراقية»، معتبرا أن «هذه الخطوة سوف تعقبها خطوات مهمة لقناعتنا بأنه يستحيل التعامل مع هذه الحكومة بسبب سياسات الإقصاء والتهميش والانفراد بالسلطة وعدم تحقيق التوازن السياسي المنشود». وأشار العاني إلى أنه «آن الأوان لأن نتخذ قرارات جماعية وأن العراقية الآن ماضية في هذا الاتجاه بعد أن أدركت أن المواقف الانفرادية لن تنفع أصحابها وأنه لا بد من تعزيز المواقف سواء في الحكومة أو البرلمان».

وعلى صعيد المظاهرات، فقد أعاد المرجع السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي «فرملة» هذه المظاهرات من جديد عندما وجه خطابا للحكومة والمتظاهرين راسما خارطة طريق للخروج من الأزمة. وفي خطاب مطول تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه طالب السعدي الحكومة العراقية بالعمل على تحقيق المطالب العادلة والمشروعة للمتظاهرين، قائلا «فما كان من صلاحيات مجلس الوزراء فليقرر ذلك فورا من دون لجان ولا لقاءات، وما كان من مهام مجلس النواب فليجتمع المجلس بكامل أعضائه من دون أن يتخلف أحد منهم، ويقرر المجلس ما يلبي حقوق المتظاهرين، وحاسبوا الجناة الذين رموا الرصاص بوجه المتظاهرين وأوقعوا فيهم الشهداء، مع تعويض ذويهم وورثتهم». كما دعا السعدي الحكومة إلى «إشراك ممثلين حقيقيين عن المتظاهرين ليشاركوا في الإشراف على مسيرة تنفيذ مطالبهم، على أن يوثق ذلك بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وأنا أقترح ترشيح ممثلين عن ساحات الاعتصام بعد التشاور مع المتظاهرين واختيار من يرتضونه ممثلا لهم». كما طالب السعدي المتظاهرين بـ«توحيد الخطاب والتصريحات والشعارات في ساحات الاعتصام». كما طالب بـ«تشكيل لجنة عليا موحدة تضم في عضويتها اثنين من كل ساحة اعتصام، يجتمعون ويتشاورون بلغة الخطاب وصيغة الشعارات وتحديد التصريحات وتوحيد مضامين الخطب وبخاصة خطب الجمعة وإلزام المتظاهرين بها».

من ناحيته، أكد الشيخ أحمد أبو ريشة في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن «المتظاهرين ولجانهم التنسيقية وقياداتهم ملتزمون بما يردهم من الشيخ عبد الملك السعدي، وأننا من جانبنا سوف نعمل على تفعيل اللجان المشكلة من أجل إجراء مباحثات حقيقية لنيل الحقوق المشروعة». وأضاف أبو ريشة أن «الشيخ السعدي رمى الكرة في ملعب الحكومة التي يتعين عليها الاستماع إلى خطاب السعدي بكل وضوح وآذان صاغية، وأننا من جانبنا سوف ننفذ ما يقع علينا من التزام». ويجيء خطاب السعدي واستقالة العيساوي كأبرز حدثين مع أول جمعة في الشهر الثالث من المفاوضات والتي لم تشهد تصعيدا في الخطب الحماسية للمتظاهرين في كل ساحات الاعتصام في العراق من الرمادي والفلوجة مرورا بصلاح الدين وسامراء وبعقوبة وبغداد وكركوك والحويجة والموصل.