نائب الرئيس الفنزويلي: شافيز يناضل من أجل حياته

مادورو قال إن رئيس البلاد أهمل صحته لأنه كرس نفسه بالكامل للوطن

مادورو يقدم تقريراً حول نشاطات الحكومة لعام 2012 أمام أعضاء البرلمان في كراكاس فيما يجلس في الخلف رئيس البرلمان ديوسدادو كابيلو أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الرئيس هوغو شافيز الذي عاد قبل أسبوع إلى كراكاس ويواصل في أحد مستشفياتها علاجه من مرض السرطان لا يزال «يناضل من أجل حياته». وقال مادورو مساء أول من أمس إن «قائدنا مريض لأنه كرس حياته كلها لأولئك الذين لا يملكون شيئا»، مضيفا أن شافيز «يناضل من أجل صحته، من أجل حياته، ونحن نرافقه». وتابع نائب الرئيس في تصريح للتلفزيون الرسمي: «هل تعلمون لماذا أهمل صحته؟ لأنه كرس نفسه بالكامل، بالجسد والروح، متناسيا كل واجباته تجاه نفسه، في سبيل إعطاء الشعب وطنا، في سبيل إعطاء أولئك الذين ليس لديهم عمل، حياة ومسكنا وصحة وغذاء وتعليما. هذه هي الحقيقة الحقة».

وأعيد انتخاب شافيز الموجود في الحكم منذ 14 عاما، لولاية رئاسية جديدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعدما أعلن مرارا شفاءه من السرطان، لكنه اضطر للعودة مجددا إلى كوبا في 10 ديسمبر (كانون الأول) للخضوع لعملية جراحية رابعة أعقبتها مضاعفات أجبرته على البقاء في المستشفى في هافانا لأكثر من شهرين.

وقبل أسبوعين، نشرت الحكومة الفنزويلية أول صور لشافيز مبتسما في سريره في المستشفى بكوبا، منذ مغادرته إلى ذلك البلد للعلاج في العاشر من ديسمبر الماضي، وكشفت أنه يتنفس بواسطة أنبوب في القصبة الهوائية. وظهر شافيز في تلك الصور برفقة ابنتيه؛ روزا فيرجينيا وماريا غابرييلا.

لكن الحكومة أعادت في الأسبوع الماضي بث المخاوف بشأن صحة شافيز عبر إعلانها للمرة الأولى عن تطورات «سلبية» لمشكلات التنفس التي يعاني منها الرئيس البالغ 58 عاما منذ عمليته في 11 ديسمبر. ومذاك، تكرر السلطات أن هوغو شافيز يعمل ويمارس مهامه كاملة لكنه لا يزال غائبا بالكامل عن المشهد الإعلامي. وبحسب السلطات، فإن شافيز مصاب بثقب في القصبة الهوائية مما يسبب له صعوبة في الكلام.

وفيما يتساءل كثيرون عن الشخصية المحتمل أن تخلف شافيز في حال حدوث فراغ في السلطة، يبرز اسمان رئيسيان حتى الآن: نائب الرئيس نيكولاس مادورو وزعيم المعارضة أنريكي كابريليس. وفي حال حدوث فراغ في السلطة ونظمت انتخابات، كما ينص دستور البلاد، فإن نائب الرئيس مادورو، يعد المرشح الأكثر ترجيحا للفوز بها، مدفوعا بتوصية قدمها شافيز لمواطنيه في الآونة الأخيرة بالتصويت لمادورو في حال بات هو عاجزا عن الاستمرار في مهامه. لكن محللين لا يستبعدون ترشح زعيم المعارضة أنريكي كابريليس، لانتخابات رئاسية مفترضة، وربما حتى منافسة مادورو، وبالتالي تعويض خسارته عندما تحدى شافيز في انتخابات أكتوبر الماضي.

وكان كابريليس، السياسي الوسطي، قد قاد حملة حيوية وبكفاءة عالية، تحت مظلة تكتل من أحزب يسار الوسط ويمين الوسط (الوحدة الديمقراطية)، في انتخابات أكتوبر الماضي، مما مكنه من الحصول على نسبة 44 في المائة من الأصوات مقابل 55 في المائة للرئيس. واعتبرت تلك النتيجة التي حققها كابريليس قياسية، مما عزز موقعه بوصفه معارضا أول للسلطة. ثم إن تمكنه لاحقا في انتخابات الحكام التي جرت في ديسمبر، من الاحتفاظ بمنصبه حاكما لولاية ميراندا (شمال) الغنية (حاز 50.35 في المائة من الأصوات) وإلحاقه الهزيمة بنائب الرئيس السابق إلياس خوا، زاد من أسهم قدرته على لعب دور سياسي كبير في البلاد.