مسيرات في المدن الأردنية ضد رفع أسعار المشتقات النفطية

مجلس شورى الإخوان يدين ما وصفه بمظاهر القمع والبلطجة ضد الحراك الإصلاحي

TT

تظاهر مئات الأردنيين أمس في العاصمة عمان ومدن الشمال والجنوب في مسيرات واعتصامات سلمية ضد رفع أسعار المشتقات النفطية الذي أقدمت عليه الحكومة أمس بنسبة 4% والمطالبة بتحقيق الإصلاحات الدستورية والسياسية ورحيل الحكومة والبرلمان.

وشهد الأردن منذ يناير (كانون الثاني) عام 2011 نحو 8 آلاف مسيرة واعتصام ومهرجان في المدن المختلفة، للمطالبة بتحقيق الإصلاحات الدستورية والسياسية تقول المعارضة إنها لم تتحقق بعد ولا بد من إدامة الضغط على الحكومة لتحقيقها فيما ترد الحكومة بأن ما حققته من إصلاحات كاف وأن البرلمان هو المخول بتغيير القوانين والمطالب الإصلاحية.

ففي عمان انطلقت مسيرة وإن كانت أقل عددا من الجمع الماضية، من أمام مسجد جعفر الطيار في حي الطفايلة وصولا إلى مكتب البريد في جبل التاج ندد المشاركون فيها بالاعتداءات التي وقعت على المشاركين في مسيرة إربد الجمعة الماضية. ورفض المشاركون سياسة رفع الأسعار وهتفوا بهتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين الذين حملوا الدولة مديونية وعجزا في الموازنة لا يطيقها المواطن حسب قولهم.

وفي إربد شمال الأردن منع الوجود الأمني الكثيف وانتشار «البلطجية» المشاركين في مسيرة تطالب بالإصلاح ورفض رفع الأسعار من الوصول إلى دوار وصفي التل لإقامة اعتصام هناك. وعلى الرغم من ذلك تمكنت المسيرة التي خرجت من أمام مسجد اربد الكبير من التعبير عن مطالبها بتحقيق الإصلاح ورفض رفع الأسعار، وندد المشاركون بالمسيرة ما وصفوه بالإجراءات الأمنية التصعيدية واعتبروا أنها «بلطجة حكومية ممنهجة لوقف دعاة الإصلاح عن المناداة بمحاسبة الفاسدين». وأعربوا عن سخطهم على حكومة عبد الله النسور، وطالبوا برحيلها وحل مجلس النواب. وشهدت مدينة معان جنوب الأردن وقفة احتجاجية بدعوة من ائتلاف شباب الإصلاح والتغيير أمام مسجد المدينة الكبير تحت شعار «جمعة صمتك بكلفك». ورفع المشاركون لافتات كتب عليها «هذا هو الإصلاح يا نسور الشعب مقهور وإذا بجوع الشعب بثور» و«صفقات الثلاثي النسور والسرور والطراونة.. حكومة + برلمان + ديوان».

وجاء في منشور وزع على المشاركين «لا تخاف.. لا تسكت.. ارفع صوتك.. بكفيكم كذب علينا.. في بدائل لسد العجز.. جيبوا المصاري من الفاسدين.. ارفعوا الضريبة على الشركات الكبيرة، إيد وحدة كلمة وحدة لا لرفع الأسعار لا لرفع الكهرباء»، و«اسمع يا ساكن رغدان لا تنس هبة نيسان بعيدوها أحرار معان». وشارك المئات في مسيرة في مدينة الطفيلة، انطلقت من أمام المسجد الكبير باتجاه دار المحافظة تحت شعار «مستمرون بعون الله»، رفض خلالها المشاركون رفع الأسعار وتجاهل الحكومة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها. حسب قولهم واستنكر ناشطون خلال كلماتهم عودة ظاهرة القمع وما سموه «الاعتداء الرسمي والممنهج» على الحراكات الإصلاحية منددين بالاعتداء على الفعالية الإصلاحية السلمية التي أقيمت في إربد الجمعة الماضية. وفي سياق آخر رفض مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين سياسة رفع أسعار السلع الأساسية خاصة الكهرباء والماء والوقود. وأدان المجلس في بيان له أمس ما وصفه بمظاهر القمع والبلطجة ضد الحراك الإصلاحي السلمي المطالب بالإصلاح، وشدد على استمرار دعم الحركة الإسلامية له وحمل الحكومة كامل المسؤولية عما وصلت إليه الأحوال، مطالبا أصحاب القرار بإنجاز الإصلاحات الدستورية والقانونية والاقتصادية.

وأدان المجلس الاعتداءات المستمرة المتمثلة باستمرار الاحتلال ومواصلة ملاحقة الشعب الفلسطيني وممارسة أبشع أشكال العنف بحق الأسرى، والإمعان في تهويد المقدسات. ودعا المجلس الشعب الفلسطيني إلى انتفاضة ثالثة، واعتماد المقاومة بكل أشكالها نهجا للتصدي للاحتلال.