«العراقية» تبحث خيارات ما بعد استقالة العيساوي.. والمتظاهرون يحثون باقي الوزراء على اللحاق به

ائتلاف المالكي: وزير المالية المستقيل مطلوب لهيئة النزاهة إضافة إلى المادة 4 إرهاب

TT

اعتبر المتحدث الرسمي باسم متظاهري الأنبار الشيخ سعيد اللافي أن استقالة وزير المالية رافع العيساوي من الحكومة خطوة صائبة وإن كانت متأخرة لأنه كان يفترض فيه الوقوف منذ البداية مع أهله ضد سياسات الإقصاء والتهميش.

وكشف اللافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن قرار العيساوي بالاستقالة كان قد اتخذه منذ أسبوع وأنه لم يكن تحت إلحاح المتظاهرين حين صعد إلى المنصة مثلما تحدث البعض، مشيرا إلى أن صعوده إلى المنصة كان بهدف إعلان الاستقالة التي هي خطوة شجاعة من قبله لقيت ترحيبا وتشجيعا من قبل المتظاهرين وهو ما يتعين على باقي الوزراء الآخرين في القائمة العراقية فعله لأن وجودهم في الحكومة في ظل استمرار سياسات التهميش التي تعانيها محافظاتهم ومناطقهم أمر لا ينسجم مع المنطق. وطالب اللافي وزراء العراقية ونوابها بالوقوف مع الشارع المنتفض والذي لم يجد آذانا صاغية منذ أكثر من شهرين حيث إنه لم تعد الآن حجة لمن يروم البقاء في الحكومة أو العودة إليها إلا إذا كان من طلاب المكاسب والامتيازات وبالتأكيد فإن هذا النوع سوف يدفع الثمن.

على صعيد متصل، وفي الوقت الذي أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي أن الأخير لن يقبل استقالة العيساوي قبل التحقيق في مخالفات إدارية وقانونية فقد أعلن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي أن العيساوي مطلوب لهيئة النزاهة وهي القضية الثانية التي باتت تلاحق وزير المالية المستقيل بعد القضية الأولى التي كشفها قيادي في ائتلاف دولة القانون وهي صدور مذكرة اعتقال بحق العيساوي بتهمة التحريض على العنف وفق المادة 4 إرهاب. وقال عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون علي الشلاه في تصريح أمس إن «وزير المالية رافع العيساوي مطلوب للنزاهة ويحاول التهرب بالاستقالة». وأضاف الشلاه أن «القائمة العراقية اليوم في خضم صراعات وأمور كثيرة ولا يمكن التعويل على صوت واحد فيها»، مشيرا إلى أن «هناك وزيرا يحاول التهرب والاستقالة ووزراء آخرين يعودون للحكومة». وأضاف الشلاه أنه لا يوجد اليوم رأي للقائمة العراقية خصوصا بعد أن تحول أسامة النجيفي إلى زعيم لفريق داخل العراقية وليس زعيما لمجلس النواب، مشددا على أن القائمة العراقية بحاجة لأن تقول لنا من هي ومن هم أعضاؤها وباسم من تتحدث.

من جهتها، أعلنت عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية فائزة العبيدي أن موقفا موحدا سوف يصدر عن زعيم القائمة العراقية اليوم أو غد مما يجري الآن لا سيما بعد استقالة الدكتور رافع العيساوي. وقالت العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن العراقية تعقد الآن سلسلة لقاءات واجتماعات تمهيدا لاتخاذ موقف مما يجري خصوصا على صعيد الوزراء المشاركين في الحكومة والذين علقوا بأوامر من قيادة القائمة حضورهم إلى اجتماعات مجلس الوزراء باستثناء وزير الكهرباء. وفيما لم تستبعد العبيدي حذو وزراء آخرين حذو العيساوي فإنها استبعدت أن تتخذ القائمة العراقية قرارا بخصوص انسحابها من البرلمان لأن وجودنا في البرلمان والعملية السياسية ضروري لأننا لسنا معارضة وإن كنا نطالب بتغيير قوانين وأنظمة وسلوكيات سياسية فإن هذه المطالب لم نعد نحن وحدنا من ينادي بها بل حتى قيادات بارزة من داخل التحالف الوطني. وأشارت إلى أن الموقف الذي سوف يصدر عن زعيم القائمة علاوي في القريب العاجل وباتفاق جميع قيادات العراقية سيكون مهما على صعيد مستقبل الحراك السياسي في البلاد.

وكان المالكي قد دعا قبل استقالة العيساوي بيومين الجميع إلى حوار سياسي على قاعدة الدستور ودون اللجوء إلى منطق القوة. وفي هذا السياق أكد القيادي بالقائمة العراقية وعضو البرلمان حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوات للحوار كانت وما زالت مستمرة منذ تشكيل السيد المالكي حكومته ولحد الآن ولكنه دائما يرفض الحوار ولم ينفذ ما تم الاتفاق عليه لا سيما بنود اتفاقية أربيل وبالتالي فإننا في الواقع لا نجد جديدا في هذه الدعوة إلا من باب التسويف والمماطلة وكسب الوقت. وأضاف المطلك أن المالكي لم يقبل أي مرشح للدفاع والداخلية ولا يزال يحتكرهما كما يحتكر الملف الأمني رغم أن هذا الملف فاشل من ألفه إلى يائه وأنه لم يحاسب أي مسؤول مقصر كما لم يحارب الفساد والفاسدين، مشيرا إلى أن التظاهرات خرجت بعد شعور الناس باليأس مما يجري وبالتالي فإن الحوار أصبح بعيدا لعدم وجود نية صادقة لعمل قبل الحوار حيث هناك كثير من الإجراءات التي يمكن للحكومة القيام بها من أجل امتصاص غضب الناس وفي كل أنحاء العراق وليس في المحافظات التي تشهد تظاهرات.