«حركة تحرير أزواد» تعلن عن أسر 9 مسلحين شمال مالي

قالت إنها ستواصل ملاحقة الإرهابيين وحلفائهم بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو القبلية

جنود فرنسيون في سوق غوا التي دمرت على أثر القصف أمس (مالي)
TT

قالت «حركة تحرير أزواد» الانفصالية في مالي، إنها أسرت 9 إسلاميين مسلحين، ودمرت 3 آليات عسكرية واحتفظت بسيارتين تابعتين لهم. وأعلنت انخراطها في الحملة العسكرية التي تشنها فرنسا ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة في شمال مالي.

وذكرت «أزواد»، أمس، بموقعها الإلكتروني، أن «تحالفا من الإرهابيين» شن يوم 23 فبراير (شباط) الماضي هجوما على مواقعها في بلدة الخليل، وهي أقرب منطقة إلى الحدود الجزائرية. ووصفت الهجوم بأنه «استمرار لعملياتهم الانتحارية حيث شاركت فيه عشرات السيارات المحملة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، في محاولة للسيطرة على البلدة، وقد تصدت لهم قوات الحركة الوطنية لتحرير أزواد الموجودة في عين المكان، وتمكنت من صدهم عن البلدة وألحقت بهم خسائر معتبرة». وأشار التنظيم إلى أنه يجري تحقيقا مع بقية الأسرى لمعرفة الجهة التي ينتمون لها.

وقال التنظيم الانفصالي، الذي أعلن تأسيس دولة في شمال مالي قبل نحو عام، إن 3 أسرى من الـ9 الذين اعتقلهم، ينتمون لـ«حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا»، فيما ينتمي اثنان آخران لـ«حركة أنصار الشريعة»، التي لا يعرف لها نشاط مسلح لافت بالمنطقة مقارنة بـ«التوحيد والجهاد»، و«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» و«حركة أنصار الدين».

وأفادت «حركة تحرير أزواد»، بأن «مجلسها الانتقالي لدولة أزواد»، يستنكر هجوم «الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى إضعاف الحركة وإفشال مشروعها ونهجها الوطني الجامع الشامل لكل أطياف أزواد». وأضافت: «لقد وجدت الحركة الوطنية نفسها في حرب مفتوحة مع هذه الجماعات المتطرفة، منذ شهور، قبل التدخل الفرنسي في الإقليم، وهو ما كانت تتوقعه (...) ومن أهداف الحركة استئصال هذه الجماعات وتطهير منطقة أزواد منها، وقد كان الاعتداء الأول في 26 و27 يونيو (حزيران) 2012 على مقرات الحركة ومكاتبها الوطنية في غاوا (أهم مدن الشمال) من قبل ما يسمى بحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، مدعومة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ثم تلا ذلك أن شن تحالف من هذه الجماعات هجوما آخر على مواقع الحركة في مدينة منكا».

ومعروف لدى متتبعي الشأن المالي، أن «حركة أزواد» عقدت، العام الماضي، حلفا مع «حركة أنصار الدين» الطرقية المتطرفة، لمواجهة توسع «القاعدة» و«التوحيد» في مدن الشمال الحدودية مع الجزائر وموريتانيا. لكن لم يظهر لهذا الحلف أي أثر في الميدان، بل إن فرنسا التي تملك نفوذا بالمنطقة، تمكنت من فرض رؤيتها للجماعات المسلحة التي تنشط بالمنطقة، والتي تعتبر «أنصار الدين» منظمة إرهابية تملك صلات مع «القاعدة المغاربية».

وجاء في بلاغ التنظيم الانفصالي، حصيلة للأعمال المسلحة التي نفذتها الجماعات المسلحة كرد فعل على تقدم القوات الفرنسية والمالي في عمق الأراضي التي تسيطر عليها هذه الجماعات. ففي 21 من الشهر الماضي، فجر إرهابي سيارة داخل محطة لتوزيع الوقود بكيدال، خلفت ضحايا مدنيين. ويندرج هذا العمل المسلح، حسب «حركة أزواد»، «في إطار استراتيجية جديدة لهذه الحركات تعتمد على العمليات الانتحارية».

وأعقبت الحادثة بيوم واحد، عمليتان انتحاريتان استهدفتا نقطة مراقبة تابعة للحركة الوطنية لتحرير أزواد في بلدة الخليل.

وأعلنت «أزواد» أنها «أصبحت مجبرة على الاستمرار في التصدي للإرهاب في منطقة أزواد، ونرحب بالتعاون مع كل المجتمع الدولي ودول الإقليم المعنية بأمن وسلامة واستقرار الإقليم وساكنيه، وذلك لتطهيره من كل أشكال الإرهاب والتطرف ومافيا المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود».

وأضافت: «سوف نواصل ملاحقة الإرهابيين وحلفائهم دون هوادة، بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية أو العرقية أو القبلية، وبعيدا عن أي اعتبارات جهوية، وستظل الحركة تناضل من أجل حرية وكرامة الشعب الأزوادي كافة، وستبقى مفتوحة لجميع الأزواديين».