هاغل الخارج من معركة التعيين يواجه مشكلة خفض الميزانية

البنتاغون يعد للحد من مهام التدريب والتحليق وتقليص ساعات الآلاف من موظفيه

هاغل (يسار) ورئيس الأركان مارتن ديمبسي خلال اجتماع مع أعضاء هيئة الأركان في مقر البنتاغون بفرجينيا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ما أن خرج تشاك هاغل، من معركة الموافقة البرلمانية على تعيينه على رأس وزارة الدفاع الأميركية، حتى وجد نفسه أمام معركة تخفيضات كبيرة في ميزانية البنتاغون.

ورغم ضغوط كبيرة من شركات صناعة الأسلحة لمنع التخفيضات في ميزانية الدفاع، اضطر الرئيس باراك أوباما إلى التوقيع أول من أمس على قرار تخفيضات كان الديمقراطيون والجمهوريون قد اتفقوا عليه قبل أكثر من سنة، بهدف الحد من عجز الميزانية. وعلى الفور، حذر وزير الدفاع الجديد، هاغل، من أن التخفيضات تهدد قدرة وزارة الدفاع الأميركية على القيام بمهامها كما يجب. وأضاف: ليكن واضحا أن هذه الأجواء المضطربة تهدد قدرتنا على القيام بكافة مهماتنا بشكل فاعل.

وفي حين لم يتردد سلفه، ليون بانيتا، في التحذير من أن التخفيضات الإجبارية ستكون بمثابة نهاية العالم، آثر هاغل عدم الذهاب إلى هذا الحد من التشاؤم، وأوضح أن من نتائج التخفيضات اضطرار قوات البحرية إلى منع تحليق المئات من طائراتها اعتبارا من أبريل (نيسان) المقبل، وإقدام سلاح الجو إلى الاقتصاد في ساعات الطيران، كما أن الجيش سيضطر إلى الحد من التدريبات المقررة لوحداته، باستثناء تلك التي يمكن ان ترسل إلى أفغانستان. وأضاف هاغل: «في وقت لاحق من هذا الشهر، اعتزم إبلاغ آلاف الموظفين المدنيين أنهم سيوضعون في بطالة جزئية (تخفيض ساعات عملهم، وبالتالي، تخفيض رواتبهم». وقال أيضا: «أعرف أن هذه التخفيضات ستكون مؤلمة، وخصوصا لموظفينا المدنيين وعائلاتهم». غير أنه بدا متفائلا من أن الأزمة ستنتهي قريبا. وأكد أنه واثق من أن الجمهوريين والديمقراطيين سيتمكنون من التوصل سريعا إلى توافق ينهي العمل بهذه التخفيضات.

في نفس الوقت، قال مساعد وزير الدفاع، آش كارتر، إن نحو 800 ألف موظف مدني يعملون مع البنتاغون سيوضعون في قائمة هذه البطالة الجزئية، وإن ذلك سيكون بمعدل يوم واحد في الأسبوع، من أبريل حتى نهاية سبتمبر (أيلول)، وإن ذلك سيؤدي إلى خفض رواتبهم بنسبة 20 في المائة.

وستؤدي الاقتطاعات إلى خفض بنسبة نحو 8 في المائة من أصل نحو 614 مليار دولار مخصصة للبنتاغون للسنة المالية 2013، التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 وتنتهي في سبتمبر 2013. وبما أن الميزانية لم يتم الموافقة عليها بعد، تعمل الوزارة بموجب قانون للتمويل الآني ينتهي في 27 مارس (آذار) المقبل ويمنعها من التصرف بالنفقات كما تريد.

وصرح غوردن آدامز الأستاذ في الجامعة الأميركية أنه إذا بدأت الاقتطاعات الآلية مباشرة بعد توقيع الرئيس أوباما الجمعة، فإن آثارها ستظهر تدريجيا. أما تود هاريسون الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والميزانية، فرأى أن الاقتطاعات ستؤدي إلى مساومات لكنني لن أقول إنها كارثة. المشكلة ليست حجم الاقتطاعات بل قسوتها وغياب المرونة فيها. وبدوره، قال لورنس كورب من جامعة جورجتاون، متوجها إلى الذين يشعرون بالقلق من ان يؤدي ذلك إلى أضعاف الجيش، إنه حتى بخفض إلى للنفقات يمكننا العمل دون أن يكون لذلك أثر على قدرتنا على أن نكون مستعدين للتصدي للتهديدات التي تواجهنا.

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن شركات صناعة الأسلحة، التي جندت العشرات من جماعات الضغط في واشنطن لحث أعضاء الكونغرس على عدم تخفيض ميزانية البنتاغون، لم تستلم وستقوم على الأقل بخفض الاستقطاعات.

وأشارت المصادر الإخبارية إلى سوء طالع الوزير الجديد بعد المعركة الشاقة والطويلة والمثيرة للانقسام في مجلس الشيوخ خلال الموافقة على ترشيح الرئيس أوباما له، وأن الوزير ما كاد خرج من هذه المعركة حتى واجه معركة التخفيضات.

وكان مجلس الشيوخ قد أقر تعيين السناتور الجمهوري السابق هاغل على رأس البنتاغون، بـ58 صوتا مقابل 41. وكان عليه أن يتغلب، حتى اللحظات الأخيرة من المعركة، على معارضة شرسة من الجماعات المؤيدة لإسرائيل والمماطلة التي قادها رفاقه الجمهوريون، الذين لم ينسوا أو يتغاضوا عن انتقاداته المريرة لإدارة الرئيس السابق جورج بوش في تعاملها مع الحرب في العراق. وقالت المصادر الإخبارية إن هاغل سيضطر الآن لاتخاذ بعض القرارات السريعة بشأن البرامج العسكرية.

وقال ويليام كوهين، الجمهوري الذي عمل وزيرا للدفاع في إدارة بيل كلينتون: «سيضطر إلى التصديق على هذه التخفيضات، واتخاذ قرارات بشأن كل واحدة منها، واعتقد أنه يحس بالارتباك بالفعل». وسيضطر هاغل أيضا إلى التخلي سريعا عن أي مشاعر سلبية نتيجة عملية الموافقة المريرة، لأن أولى مهامه السياسية ستكون الاجتماع بأعضاء الكونغرس من الجمهوريين الذين رفضوا تعيينه وإقناعهم بالتوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين لاستعادة ميزانية البنتاغون، أو جزء كبير منها.