عبد الحميد أبو زيد أحد القادة الأكثر تطرفا في «قاعدة المغرب الإسلامي»

مهرب سابق تحول إلى جهادي أدخل عشرات الملايين من الدولارات للتنظيم عبر موجة خطف الغربيين

TT

من هو عبد الحميد أبو زيد القيادي البارز في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي عن مقتله بمالي في غارة جوية فرنسية. وفيما تكتفي باريس حتى الساعة بعدم تأكيد ما تناقلته وسائل إعلام جزائرية حول مقتل عبد الحميد أبو زيد أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. واختارت مختلف الصحف والقنوات الفرنسية طرح التساؤلات عن مصير أبو زيد الذي ذكر الإعلام الجزائري خبر مقتله في غارة جوية فرنسية في 23 فبراير (شباط) الماضي على منطقة إيفوغاس في شمال مالي. وكان الرئيس التشادي أكد مقتل أبو زيد خلال معارك في شمال مالي، في نبأ لم يتم تأكيده في باريس. وقال في مراسم لتكريم 26 جنديا تشاديا قتلوا في المعارك في 22 فبراير ، خسرنا جنودنا في جبل إيفوقاس بعد تدمير قاعدة للجهاديين. كانت المرة الأولى التي جرت فيها مواجهة مع الجهاديين. وأضاف: أن «جنودنا قتلوا اثنين من قادة الجهاديين أحدهما أبو زيد». ويعتبر أبو زيد الجزائري المولد وهو مهرب سابق تحول إلى جهادي أحد أهم عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويعتقد أنه أعدم الرهينة البريطاني أدوين داير في 2009 والفرنسي ميشال جيرمانو الذي كان يبلغ من العمر 78 عاما. وأدخل أبو زيد عشرات الملايين من الدولارات لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبر موجة من خطف الغربيين في منطقة الصحراء خلال السنوات الخمس الماضية.

ويحتل أبو زيد قائد كتيبة طارق بن زياد أو الفاتحين المرتبة الثالثة من الهرم القيادي لتنظيم القاعدة ويقود أبو زيد - واسمه الحقيقي أديب حمادو الذي يوصف بالرجل القاسي والعنيف والمتعصب - الجناح الأكثر تطرفا في القاعدة فجماعته كانت أول جماعة أعدمت رهينة هو البريطاني أدوين دير في يونيو (حزيران) 2009، وكانت عملية الإعدام هذه الأولى لأجنبي منذ اختطاف وقتل رهبان تبحرين في عام 1996 في الجزائر.

ويعتبر أبو زيد الجزائري المولد وهو مهرب سابق تحول إلى جهادي أحد أهم عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويعتقد أنه أعدم الرهينة البريطاني أدوين داير في 2009 والفرنسي ميشال جيرمانو الذي كان يبلغ من العمر 78 عاما. ويحتل عبد الحميد أبو زيد قائد كتيبة طارق بن زياد أو الفاتحين المرتبة الثالثة من الهرم القيادي لتنظيم القاعدة ويقود أبو زيد، واسمه الحقيقي أديب حمادو الذي يوصف بالرجل القاسي والعنيف والمتعصب، الجناح الأكثر تطرفا في القاعدة فجماعته كانت أول جماعة أعدمت رهينة هو البريطاني أدوين دير في يونيو 2009، وكانت عملية الإعدام هذه الأولى لأجنبي منذ اختطاف وقتل رهبان تبحرين في عام 1996 في الجزائر.

وقال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته: «نعتبر أن هذه المعلومات تتسم بمصداقية كبيرة». وأضاف: «إذا كان ذلك صحيحا فسيشكل ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وقال الباحث الفرنسي جان بيار فيليو مؤلف عدة كتب بينها «الحيوات التسع للقاعدة»، إن «أبو زيد وسع بشكل مثير للدهشة نطاق عمله بقدرة حركية كبيرة، عبر خطف سياح في جنوب تونس وفتح جبهة النيجر التي لم يكن لها وجود قبله». وعبر الرهينة الفرنسي بيار كامات الذي كان يعمل في المجال الإنساني وخطفه التنظيم في نهاية 2009 في مالي، عن ارتياحه بعد الإعلان عن مقتل أبو زيد. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن النبأ يشكل «مصدر ارتياح». وأضاف كامات الذي أفرج عنه في فبراير 2010 بعد ثلاثة أشهر على خطفه في صحراء مالي إن «مقتله مع جزء من العاملين معه يدل على أن قيادة المنظمة قوضت». وأبو زيد 46 عاما واسمه الحقيقي محمد غديري، ولد في واحة توقورت التي تبعد 600 كلم جنوب العاصمة الجزائرية وأصبح في سن الرابعة والعشرين عضوا في جبهة الإنقاذ الإسلامية التي انتقلت إلى العمل المسلح في نهاية 1991 عندما منعها الجيش الجزائري من تولي السلطة بعد فوزها في أول انتخابات تشريعية تعددية في البلاد. وقد ظهر أبو زيد للمرة الأولى في 2003 مساعدا لعبد الرزاق البارا المعتقل حاليا في الجزائر، في عملية خطف 32 سائحا أوروبيا في جنوب الجزائر تقف وراءها الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وذكر المصدر نفسه المطلع على شبكات الجهاديين الجزائريين أن الصور الأولى له، التقطها هؤلاء الرهائن نشرت في وسائل إعلام ألمانية بعد إطلاق سراحهم. ويبدو في هذه الصور رجلا قصير القامة ونحيلا وملتحيا. وفي فيلم لهواة صوره أحد أعضاء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في 2007 وتمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من مشاهدته في موريتانيا، ظهر أبو زيد لفترة وجيزة يبدو عليه الاستياء، مع جهاديين آخرين حول سيارة «تويوتا» يملكونها.

وفي ، 2006 عندما دب خلاف بين مختار بلمختار أحد القادة الرئيسيين للدعوة والقتال، والقائد الأعلى للمنظمة عبد المالك دروكدال المتمركز في شمال الجزائر، وقف أبو زيد مع قيادة التنظيم. وبصفته نائبا لأمير الصحراء يحيى جوادي تولى قيادة كتيبة طارق بن زياد التي كانت تضم 200 رجل معظمهم من الجزائريين والموريتانيين والماليين، مسلحين بشكل جيد ويتمتعون بقدرة حركية كبيرة ويتمركزون خصوصا في شمال مالي. وقال جان بيان فيليو هناك علاقة مباشرة مع تنظيم القاعدة المركزي وخصوصا المصري أيمن الظواهري الذي نعرف درجة عدائه لفرنسا. وفي يونيو 2009 قامت جماعة أبو زيد بخطف السائح البريطاني أدوين داير. وتفيد شهادات أن قائد الجماعة شخصيا الذي كان واثقا من أن لندن ستتمسك بموقفها الرافض للتفاوض، قام بإعدام الرهينة ذبحا. وبعيد موت داير قال مسؤول مالي شارك في المفاوضات، إن أبو زيد رجل عنيف ووحشي. إنه قاس جدا في المفاوضات وانتقدنا لعملنا لحساب البيض الذين يعتبرهم كفارا. أما الرهينة السابق بيار كامات الذي التقاه أربع مرات، فقال إنه رجل بارد لا يختلط بالخاطفين الآخرين الذين يشاورونه باستمرار لكنه لم يستخدم العنف أبدا. وأضاف أن أبو زيد كان يستعين بمترجم لاستجواب كامات.