طهران تسعى لتهدئة احتجاجات مزارعي أصفهان وتعقد محادثات معهم

المزارعون اشتكوا من تحويل المياه إلى مناطق أخرى.. وخامنئي يأمر بتشكيل خلية أزمة

TT

في وقت تتصاعد فيه التوترات في محافظة أصفهان الإيرانية على خلفية اشتباكات بين قوات الأمن ومزارعين محتجين على تحويل جزء من مياه النهر الذي يمر بالمدينة إلى مناطق أخرى مجاورة - سعت الحكومة الإيرانية أمس إلى تهدئة الأوضاع وامتصاص نقمة المتضررين جراء الجفاء الذي عم المنطقة، عبر عقد محادثات مع عدد من المزارعين لبحث مطالبهم ومناقشة الأزمة وأبعادها وإيجاد الحلول لها.

ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية عن حاكم إقليم أصفهان، علي رضا ذاكر أصفهاني، قوله أمس إن 55 مزارعا اجتمعوا مع مسؤولين محليين للتعبير عن شكاواهم. وأوضح ذاكر أصفهاني: «أثناء الاجتماع، عبر المزارعون عن آرائهم، وتبادلت الأجهزة التنفيذية الآراء أيضا مع المزارعين، ويبحث الجانبان عن حل للمشاكل»، وأضاف: «قضايا الأيام القليلة الماضية سببت مشاكل لكل من المزارعين والأجهزة التنفيذية، ونعتقد أننا لا يمكننا الاستجابة للمطالب في مناخ مضطرب»، دون أن يوضح ما تم التوصل إليه خلال الاجتماع.

وانطلقت احتجاجات المزارعين في مناطق متعددة في محافظة أصفهان، (وسط إيران)، منذ أكثر من أسبوع، لكن الموقف تطور إلى اشتباكات مع قوات الأمن والحرس الثوري الإيراني الأربعاء الماضي.

ويحتج المزارعون في أصفهان، التي تعاني قلة الأمطار حيث يشكل نهر زايانده رود المصدر المائي الرئيسي لها، منذ سنوات على ما يقولون إنه تحويل ظالم للمياه من نهر زايانده رود إلى مناطق أخرى بينها محافظة يزد المجاورة، مما ترك أراضيهم تعاني الجفاف وعرض للخطر سبل عيشهم.

ويقول مزارعو خوارسكان وورزنه وزيار وكوند وكاوخوني في أصفهان، إن تشييد السدود على النهر وحرف مسار مياهه لاستخدامها في منشآت ومشاريع، حرم مزارعي المنطقة من مياه الزراعة.

ويطالب المزارعون بوقف جميع المشاريع التي قطعت المياه عليهم وأدت إلى الجفاف وتدمير الزراعة.

وكان موقع «كلمة» المعارض أفاد في وقت سابق بأن خط الأنابيب الذي ينقل المياه إلى إقليم يزد تحطم في فبراير (شباط)، مضيفا أن مظاهرة قام بها مزارعون بالقرب من خط الأنابيب الأربعاء أدت إلى اشتباكات مع قوات الأمن وتم إشعال النار في ثلاث من حافلات الشرطة.

والمظاهرات ضد السلطات نادرة في إيران، لكن قامت احتجاجات منعزلة من جانب جماعات عمالية ومستهلكين للاحتجاج على تأخير صرف الأجور وارتفاع أسعار السلع الغذائية في العام الماضي.

وبدوره، قال آي الله سيد يوسف طابطبائي نجاد الذي أم صلاة الجمعة في أصفهان، إن تحطيم خط الأنابيب المتجه إلى يزد يخالف الشريعة، لكنه عبر عن تعاطفه مع المزارعين في محنتهم.

وتخشى السلطات الإيرانية من تحول الاحتجاجات إلى ثورة شعبية تمتد من أصفهان إلى مدن أخرى، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة وكساد الأسواق وتفشي البطالة، على خلفية العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإيرانية بسبب برنامجها النووي، الذي تقول إيران إن أهدافه سلمية، لكن الغرب يرى أنه يرمي إلى تصنيع أسلحة نووية.

وحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فإن السلطات شكلت لجان أزمة في القضاء والمحافظة بأمر من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كما تم تشكيل لجان مماثلة في وزارة الداخلية في طهران لمتابعة القضية أيضا، في وقت تنتشر فيه عناصر الأمن بشكل مكثف في نقاط مختلفة من المدينة.

وكانت قوات مكافحة الشغب داهمت الأربعاء صفوف المزارعين المحتجين في «خوراسكان» بأصفهان بالغاز المسيل للدموع وفتحوا النار عليهم لتفريقهم، مما أدى إلى اندلاع مواجهات استمرت عدة ساعات.

وذكر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن المواجهات أسفرت عن مقتل 5 بينهم امرأة وإصابة المئات، كما تم اعتقال أكثر من 160 شخصا.