السلطة تقول إن الأسير جرادات قضى في غرف «العصافير» في سجن مجدو

غرف عملاء يعرفون أنفسهم كمعتقلين ويحاولون استدراج المعلومات

TT

كشفت السلطة الفلسطينية جوانب من حادثة وفاة الأسير عرفات جرادات في السجون الإسرائيلية، قائلة إنه «استشهد داخل قسم التحقيقات التابع للشاباك الإسرائيلي (قسم 11) في سجن مجدو». وقال تقرير لوزارة شؤون الأسرى، أمس، «إن الشهيد عرفات الذي اعتقل يوم 18 فبراير (شباط) الماضي، وخضع لتحقيقات قاسية في معتقل الجلمة، وعانى من أساليب تعذيب وحشية وضغوطات نفسية بتهمة رشق الحجارة، وقد تم نقله لاستكمال التحقيق معه بسبب عدم اعترافه بالتهم الموجهة إليه، إلى قسم التحقيق في غرف العملاء التي يطلق عليه (غرف العصافير) في سجن مجدو وتمت تصفيته جسديا بعد يومين من نقله».

وتعتبر وزارة الأسرى أن قسم العملاء هو الذراع الأخطر في منهجية استجواب الأسرى والتحقيق معهم حيث يمارس الضرب والتعذيب والابتزاز والتهديد بحق الأسرى دون رقابة. وقال التقرير: «إن محاكم الاحتلال ومخابراته تعتمد نتائج التحقيقات في غرف العملاء والاعترافات المنسوبة للأسرى هناك دون التدقيق والتمحيص في آليات انتزاع هذه الاعترافات». وطالبت الوزارة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بإرسال لجنة تحقيق سريعة للكشف عن الأقسام السرية التي يمارس بها استجواب المعتقلين.

وغرف «العصافير»، معروفة للفلسطينيين، وهي غرف داخل السجون الإسرائيلية تحوي عملاء فلسطينيين يعملون مع جهاز الشاباك، ويعرفون أنفسهم على أنهم معتقلون، ويحاولون استدراج المعتقلين الآخرين إلى اعترافات حول نشاطهم. ووقع كثير من الفلسطينيين في هذا الفخ واعترفوا للعملاء باعتبارهم أسرى مناضلين. ويصعب عادة كشف هؤلاء العملاء. ولا تعترف إسرائيل رسميا بمثل هذه الغرف والأقسام. ولا يغير ذلك، إذا ما ثبت، من اتهام السلطة لإسرائيل بتعذيب جرادات. وطالبت السلطة بتحقيق دولي في الأمر، ووافقت إسرائيل وقالت إنها لا تعترض على وجود طبيب دولي في طاقم مشترك.

وكان جثمان جرادات قد خضع للتشريح بوجود طبيب فلسطيني. وقال الفلسطينيون إن ثمة آثار كسور وتعذيب على جسده، وهو ما ردت عليه وزارة الصحة الإسرائيلية أمس، بقولها «إن العلامات التي تم العثور عليها على الجثة سببتها عملية الإنعاش التي استغرقت 50 دقيقة». وأضافت في تقرير، «لم يتم العثور على سموم أو على أي إصابة بالأعضاء قد تتسبب في وفاة. والتحقيق لا يزال مستمرا».

ورد وزير شؤون الأسرى على بيان وزارة الصحة الإسرائيلي قائلا: «لقد تعرض للضرب والتعذيب في تسعة مواضع من جسده، وقد برزت واضحة خلال نتائج التشريح لجثة الشهيد التي شارك فيها الطبيب الفلسطيني صابر العالول». واستغرب قراقع رد وزارة الصحة الإسرائيلية التي أشارت إلى أن آثار التعذيب على جسد الأسير هي بسبب جهود الإنعاش التي قام بها أفراد الطواقم الطبية الإسرائيلية. وتساءل: «ما علاقة جهود إنعاش الأسير جرادات ومحاولة إنقاذ حياته بوجود ضربات واضحة وعميقة في منطقة الظهر من الجهة العلوية اليمنى، وآثار تعذيب بعمق 4 إلى 9 سنتمتر في أعلى الكتف اليسرى من الظهر وعميقة داخل العضل بمحاذاة العمود الفقري أسفل العنق، وكذلك آثار التعذيب تحت الجلد وداخل العضلات في الجهة اليمنى الجانبية الصدرية بمساحة 10*4سم وقريبة من العمود الفقري، وإصابات في عضلات اليد اليمنى الجهة الخلفية». وتابع: «الأسير عرفات تعرض لحفلة ضرب شديدة».

من جهة أخرى طالب قراقع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي سيعقد اجتماعاته في 18 مارس (آذار) الحالي باتخاذ قرار إرسال لجان تحقيق محايدة للتحقيق في وقائع وظروف استشهاد الأسير عرفات جرادات مثمنا موقف مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ريتشارد فولك الذي طالب بلجنة تحقيق دولية حول جرادات.

وكان فولك، قال إن: «انتهاكات إسرائيل بحق السجناء نمط وسلوك متبع.. ولذلك تكون الحاجة في حالة جرادات أشد من أي وقت مضى إلى تحقيق خارجي وجدير بالثقة».