«الأعور».. فقد عينه في أفغانستان وأسس كتيبة «الموقعون بالدماء»

عرف باسم «السيد مارلبورو»

TT

الجزائري مختار بلمختار الذي يؤكد الجيش التشادي أنه قتله أول من أمس، أحد القادة السابقين لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» قبل أن ينشق عنه ليؤسس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم «الموقعون بالدماء». وقد تبنى بلمختار الملقب بـ«الأعور»، الهجوم على موقع عين أميناس للغاز في الجزائر في 16 يناير (كانون الثاني) الذي تلاه احتجاز رهائن. وقالت الجزائر إن 37 أجنبيا من 8 جنسيات مختلفة، بينهم ثلاثة أميركيين وجزائري قتلوا بأيدي مجموعة مسلحة تتألف من 32 رجلا، قتل 29 منهم واعتقل ثلاثة.

ولد بلمختار المكنى بـ«أبو العباس» في يونيو (حزيران) 1972 في غرداية التي تبعد 600 كلم عن العاصمة الجزائرية وشارك رغم صغر سنه في القتال في أفغانستان حيث فقد عينا، لذلك أصبح يلقب بالأعور. وقد عاد بعد ثلاث سنوات إلى الجزائر لينضم إلى الجماعة الإسلامية المسلحة التي تم تفكيكها بعد ذلك في 2005 بعدما كانت واحدة من أشرس الجماعات الإسلامية الجزائرية. وأنشأ كتيبة مقاتلة تمركزت بشكل خاص في الصحراء الكبرى.

وفي 1998 التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية، وسيطر على طرق التهريب في الصحراء جنوب الجزائر، وقام بعمليات إرهابية وسرقة وتهريب. وأقام مختار بلمختار الذي عرف باسم «السيد مارلبورو»، في إشارة إلى نشاطات التهريب التي كان يقوم بها في المنطقة، علاقات مع القبائل التي كانت تبلغه بتحركات قوات الأمن في المنطقة. وفي 2001 التقى في الصحراء عماري صايفي المعروف باسم عبد الرزاق البارا، الرجل الثاني في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بينما كانا في طريقهما لشراء أسلحة في مالي. وقد تنافسا للسيطرة على المنطقة التاسعة أو إمارة الصحراء في تنظيم الجماعة.

والبارا الذي دبر عملية خطف 32 سائحا أوروبيا في الصحراء في الجزائر في 2003 سلمته ليبيا إلى الجزائر في 2004 وينتظر محاكمته حاليا.

وانكفأ بلمختار إلى الصحراء في مالي، حيث أقام علاقات متينة عبر الزواج من نساء من قبائل طوارق في الشمال، وحول المنطقة إلى معقل له. وفي 2007 وبعد خلافات داخل الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتحولها إلى «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، سيطر عبد الحميد أبو زيد (46 عاما)، واسمه الحقيقي محمد غدير على المنطقة. وقد أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي مقتل أبو زيد الجمعة. وفي بداية تمرد الطوارق في شمال مالي في مارس (آذار) 2012 أقام بلمختار ثلاثة أسابيع في ليبيا لشراء أسلحة. وبين أبريل (نيسان) ويونيو 2012 شوهد مرتين على الأقل في غاو وتمبكتو مع إياد اغ غالي زعيم الإسلاميين الطوارق في جماعة أنصار الدين. وكان يقود كتيبة «الملثمين» في شمال مالي الذي يحتله عدد من الجماعات الإسلامية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أقاله أمير «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» عبد المالك دروكدال في جبال شمال الجزائر.