سياسية مصرية تجتمع مع كيري وتوجه انتقادات لاذعة لإدارة بلاده

جميلة إسماعيل للوزير الأميركي: لا نريد دولة «ولاية الفقيه الإيرانية» بالقاهرة

جميلة إسماعيل
TT

شنت السياسية المصرية جميلة إسماعيل، وهي قيادية بارزة في حزب الدستور الذي يرأسه الدكتور محمد البرادعي، هجوما حادا ولاذعا على الإدارة الأميركية، في لقائها بوزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري في القاهرة الليلة قبل الماضية.

وقالت إسماعيل في كلمتها خلال اللقاء الذي حضرته السفيرة الأميركية بمصر، آن باترسون، موجهة حديثها لكيري والفريق المرافق له: «تتصورون كقوى كبرى أن بإمكانكم صنع رئيس ديمقراطي من فرعون لكننا لم نعد نُقبل على حفلات تنكرية.. المصريون لم يقوموا بثورة ليغير مسؤول البروتوكول في سفارتكم أجندة تليفوناته». واتهمت إسماعيل الإدارة الأميركية بالمساهمة في بناء ما وصفته بـ«النسخة المصرية من دولة ولاية الفقيه الإيرانية».

وأضافت خلال اللقاء قائلة لكيري وفريقه إن «بلدنا ليست حقل تجارب. دعمتم نظاما شبه عسكري فيما مضي (في إشارة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك)، والآن تدعمون نظاما شبه ديني (في إشارة لنظام الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين)، وكل ذلك من أجل أن يلعب كل نظام في مصر الدور المطلوب منه». وأشارت إسماعيل في اللقاء إلى أن زيارة كيري تأتي فيما وصفته بـ«اللحظة المعقدة جدا»، قائلة أمام الوزير الأميركي إنها لحظة «نعيش فيها الألم والأمل.. الحلم والكابوس.. الثورة والاستبداد.. وسألخص لكم ما أريدكم أن ترونه معنا. مصر لا تحتاج من أميركا معونات جديدة.. مصر تحتاج بناء علاقة على أسس جديدة لا على الأسس التي بنيت عليها منذ زيارة (الرئيس الأميركي الأسبق) ريتشارد نيكسون عام 1974».

وأضافت إسماعيل في كلمتها خلال اللقاء أنه «لو كان (أبراهام) لينكولن (صاحب قرار إلغاء الرق في أميركا عام 1865) الذي تحتفل بلادكم به اكتفى بشراء ملابس جديدة لعبيد، وحافظ على نظام العبودية، لما كانت أميركا اليوم تفخر بحريتها أو بأنها دولة قوية بديمقراطيتها. نحن يا سيد كيري نريد أن تصبح بلدنا أيضا دولة كبرى، ولدينا أسس حضارية وقوة حيوية تجعلنا نحقق هذه الأحلام. لسنا في انتفاضة.. نحن في ثورة ما زالت مستمرة لبناء علاقة جديدة بين الحاكم والشعب».

وقالت إسماعيل لكيري وفريقه: «يبدو أنكم في إدارتكم تريدون أن تفصلوا لنا ديمقراطية على مقاس صغير، ولا تدركون أن أحلامنا أكبر من المقاس الذي يجعلكم تنظرون إلينا كأننا لا نستحق سوى هذه الديمقراطية». وتابعت قائلة: «كنتم تصفون مبارك ونظامه بأنه ديمقراطي وشرعي ومنتخب، وما زلتم تصفون النظام الحالي بأنه كذلك، وبأنه شرعي رغم أنه يقتل المتظاهرين السلميين، ويخطف ويعذب شباب النشطاء. هذا وحده يضع شرعية النظام على المحك، إن لم يكن قد أضاعها تماما».

واتهمت إسماعيل الإدارة الأميركية ببناء نسخة مصرية من دولة ولاية الفقيه قائلة للوزير الأميركي: «أنتم تساهمون الآن في بناء النسخة المصرية من دولة ولاية الفقيه الإيرانية، وربما لا يعنيكم أن نكون إيران أخرى لكن هذا هو مصيرنا ومستقبل أولادنا الذين لا نريدهم أن يعيشوا في بلد تحكمها فاشيه دينية أو عسكرية».

وأضافت في كلمتها خلال اللقاء: «تتصورون أنكم قوى كبرى يمكن أن تصنع من «الفسيخ شربات» كما تقول حكمتنا الشعبية ومن الفرعون والمتسلط رئيسا ديمقراطيا لأنه يحقق الدور المطلوب لكننا أيها الوزير لم نعد نقبل على حفلات تنكرية، ونراه نظام تسلط ووصاية وأنتم تدعمونه لأنه فقط ينفذ مصالحكم».

واختتمت جميلة إسماعيل المصرية حديثها قائلة لكيري وفريقه: «وأخيرا نطالبكم بأن لا تفعلوا لنا شيئا، فقط تتوقفوا عن فعل أي شيء في بلادنا وتتوقفوا عن دعم الاستبداد والفاشية واتركونا لاستكمال ثورتنا وتحقيق أحلامنا التي لن تقف عند تصوراتكم المتواضعة لنا ولمستقبلنا».