الخطيب يتجول في «المناطق المحررة».. ويبحث انتخابات حلب المحلية

المعارضة تستولي على مدرسة الشرطة بريف حلب وسجن الرقة

لقطة من شريط فيديو لجانب من جولة الخطيب في ريف حلب («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة مفاجئة وصفها ناشطون بـ«الجريئة»، زار رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب صباح أمس مناطق سورية «محررة»، حيث تجول للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، في أسواق وشوارع بريف حلب. وجاءت الزيارة بينما استمرت المعارك الدامية في أكثر من مدينة سورية بين قوات المعارضة والقوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث استولى المقاتلون أمس على مدرسة الشرطة في ريف حلب، وسجن الرقة المركزي.

وقال مصدر في المعارضة السورية رافضا كشف هويته: «دخل أحمد معاذ الخطيب سوريا للمرة الأولى منذ تعيينه وزار مدينتي منبج وجرابلس (في ريف حلب) لبضع ساعات قبل أن يغادر» عائدا إلى تركيا.

وفي شريط فيديو بثته تنسيقية مدينة جرابلس على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، يمكن مشاهدة الخطيب وهو «يتجول في شوارع مدينة منبج».

ويظهر الخطيب محاطا بمجموعة رجال وهو يسير على رصيف تحده محال تجارية من جهة وطريق تمر فيه سيارات من الجهة الأخرى. ثم يستوقفه أحدهم أمام «مكتب نور الرحمن للنقل» ويقبله، مما يجذب انتباه آخرين يبدأون بالتقدم نحوه لمصافحته أو تقبيله. وبدا الخطيب هادئا ومبتسما، ولم يدل بأي كلام.

وأوضح المصدر أن الزيارة أحيطت بالكتمان «لأسباب أمنية»، وأضاف أن الخطيب «زار المنطقة ليطمئن على أحوال الناس، ويناقش أوضاعهم المعيشية».

وذكر أن رئيس الائتلاف التقى «مسؤولين محليين وناقش معهم انتخابات مجلس محافظة حلب الجارية اليوم (أمس) في غازي عنتاب في تركيا».

وأوضح المسؤول في المجلس الوطني أن «الناس في المناطق المحررة يعيشون في ظروف صعبة، وزيارة الخطيب تندرج في إطار الجهود المبذولة لتحسين أوضاعهم».

ويفترض أن ينتخب مندوبون تم اختيارهم عن 5 مناطق في محافظة حلب، في غازي عنتاب مجلس محافظة يتولى إدارة شؤون المواطنين اليومية. وهي أول انتخابات على هذا المستوى في سوريا ينظمها معارضون.

في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 200 عنصر من قوات النظام ومقاتلي المعارضة في معركة استمرت 8 أيام في بلدة خان العسل في ريف حلب انتهت بسيطرة مسلحي المعارضة «بشكل شبه كامل» أمس على مدرسة الشرطة في البلدة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «بين القتلى 120 عنصرا على الأقل من قوات النظام»، وأشار إلى أن المدرسة تمتد على مساحة كبيرة جدا تتعدى الثمانية هكتارات، وأن مسلحي المعارضة سيطروا على المباني الرئيسية، ويواصلون «تمشيط المدرسة حيث لا تزال تسمع طلقات نارية»، وأضاف: «بذلك، يكون النظام خسر أهم معاقله في ريف حلب الغربي»، مشيرا إلى وجود قطع عسكرية أخرى في المنطقة «لكنها أقل أهمية»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي مدينة الرقة، أكد ناشطون معارضون سيطرة مقاتلين من «جبهة النصرة» و«ثوار الرقة» و«أحرار الشام» و«شهداء سوريا» على سجن الرقة المركزي، وتحريرهم قرابة ألف سجين كانوا محتجزين فيه، بينهم عدد من معتقلي الرأي، وذلك غداة اشتباكات عنيفة شهدها محيط السجن في اليومين الأخيرين.

وقال المرصد السوري إن «نحو ألف سجين تم تحريرهم ونقل بعضهم إلى مدينة تل أبيض ليتم عرضهم على الهيئة الشرعية لارتكابهم جرائم جنائية».

في غضون ذلك، حاولت القوات النظامية السورية أمس إحراز تقدم بري على محور مدينة داريا الواقعة في ريف دمشق، في إطار محاولاتها المستمرة منذ أكثر من 3 أشهر لاقتحامها. وكان المجلس المحلي لمدينة داريا قد أعلن أمس أن رتلا عسكريا توجه صباحا من مطار المزة العسكري باتجاه داريا، تزامنا مع قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وهجوم بري استهدف المدنية، التي تعيش أوضاعا إنسانية مزرية ونزح قرابة 90% من أهاليها. وأوضح عضو مجلس قيادة الثورة بريف دمشق محمد الدوماني لـ«الشرق الأوسط» أن القوات النظامية «تستقدم بشكل يومي تعزيزات عسكرية إلى محيط داريا بهدف اقتحامها، فيما لا يزال (الجيش الحر) قادرا على التصدي لهذه المحاولات»، وقال إن «القوات النظامية تحاول اقتحام داريا من الجهة الشرقية، في حين يتمركز (الجيش الحر) على أطراف المدينة ويمنع النظام من التقدم».

إلى ذلك، سقطت عدة قذائف على مبنى قيادة الأركان العامة في منطقة أبو رمانة بدمشق، وأخرى على المنطقة الحرة المجاورة لإدارة الجمارك. وقال ناشطون إن مقاتلي «الجيش الحر» استهدفوا «مبنى الأركان» بعدد من قذائف الهاون، وسُمع دوي صافرات الإنذار لمدة 30 ثانية من مبنى الأركان، تلاه انتشار أمني بالمنطقة.