مهندس يفجر نفسه بين مرقدي الحسين والعباس في كربلاء

السلطات تحذر العراقيين من شواحن هواتف جوالة مفخخة مرمية في الشوارع

TT

فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه أمس بين حرمي ضريحي الإمامين الحسين بن علي وأخيه العباس وسط مدينة كربلاء (جنوب بغداد) أسفر عن سقوط عشرة جرحى، مما يثير مخاوف من ازدياد التوتر الطائفي في البلاد. في الوقت نفسه حذرت السلطات الأمنية المواطنين من شواحن هواتف جوالة مفخخة في الشوارع. وأوضح مصدر أن «مهندسا يعمل لصالح شركة (المنصور للمقاولات العامة) التي تقوم بأعمال تأهيل وإعمار في منطقة ما بين الحرمين فجر نفسه، ما أسفر عن سقوط ضحايا». وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد) أن «الانفجار وقع جراء تفجير انتحاري وأدى إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح». بدوره، أكد مصدر طبي في مستشفى الحسين التابع لمرقد الإمام الحسين «تلقي عشرة جرحى» دون الإشارة إلى تفاصيل أكثر.

وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة وقامت بإغلاق منطقة الحرمين التي غالبا ما تشهد توافدا للزوار، وفقا لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وتخضع المنطقة التي يقع فيها الضريحان لإجراءات أمنية مشددة. وهي مغلقة تماما أمام حركة السيارات باستثناء السيارات الخدمية التابعة للعتبات. ويعود آخر هجوم في مدينة كربلاء إلى 25 سبتمبر (أيلول) عندما قتل عشرة أشخاص وأصيب نحو 86 آخرين في انفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة وتفجير انتحاري بحزام ناسف.

ويثر هذا الهجوم مخاوف كونه يعيد للأذهان تفجير القبة الذهبية لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري بسامراء في 22 فبراير (شباط) 2006، وما أعقبه من موجة عنف طائفي امتدت ذروتها حتى 2008، وقتل خلالها الآلاف من العراقيين. ويرى الشيخ نزار التميمي إمام وخطيب ينتمي إلى التيار الصدري أن «استهداف كربلاء والمدينة القديمة على وجه التحديد موضوع حساس وخطير للغاية»، مؤكدا أن «هذا الاستهداف له صبغة طائفية ويحمل رسالة من أعداء العراق لإحداث حرب طائفية بين أبناء الدين والبلد والواحد». وحذر الشيخ من «الانجرار وراء الفتنة الطائفية».

وعلى الصعيد ذاته، قال مصدر في وزارة الداخلية إن «انفجار ثلاث عبوات ناسفة على الطريق الرئيسي في منطقة الحسينية (شمال شرق بغداد) أسفر عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح». وأكدت مصادر في مستشفيات الشيخ ضاري ومدينة الطب تلقي جثتين ومعالجة تسعة جرحى أصيبوا جراء الانفجارات. وفي هجوم آخر، أدى انفجار عبوة لاصقة على سيارة خاصة لجندي عراقي في منطقة العطيفية (شمال بغداد) إلى مقتله، حسبما أكدت مصادر أمنية وطبية. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) أعلن ضابط في الجيش العراقي مقتل جنديين في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في تلعفر الواقعة غرب الموصل.

إلى ذلك، فوجئ العراقيون وبخاصة سكان العاصمة بغداد التي يقطنها 6 ملايين نسمة بنداءات عبر الجوامع تحذرهم من آخر صيحة في عالم أجهزة الهاتف الجوال وهي قيام جهات مجهولة بتفخيخ شواحن الجوال ورميها على قارعات الطرق. ومع أن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن أبلغ «الشرق الأوسط» أن الحالات التي تم رصدها من قبل الأجهزة الاستخبارية وذلك بالتعاون بين قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية تقتصر على شواحن الجوال فقط، إلا أن تحذيرات الجوامع الموجهة للمواطنين العراقيين وبالذات الأطفال منهم بعدم حمل أي شيء يعثرون عليه مرميا في الشارع سواء كان قلما أم لعبة أم شاحن جوال لاحتمال أن تكون مفخخة. ونفى معن أن تكون قد حصلت حالات وفاة جراء انفجار بعض هذه الشواحن المفخخة بل إن أقصى ما يحصل هو حدوث حروق في الأيدي والوجه وأن عدد الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي 6 حالات في أحياء مختلفة في بغداد. واعتبر معن أن لجوء الجماعات الإرهابية إلى مثل هذا الأسلوب إنما يدل على عجزها التام عن مواجهة الأجهزة الأمنية وبالتالي فإنها تضطر إلى الذهاب إلى أهداف سهلة يضاف إلى ذلك أن هذا الاستهداف العشوائي للناس إنما يدل على أن ما يهم هذه المجاميع هو إحداث بلابل وقلاقل بين الناس ومحاولة الهاء الأجهزة بمثل هذه الأمور، مؤكدا قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع مثل هذه الحالات التي تدل على أن هذه المجاميع وصلت الآن حافة الإفلاس السياسي.