تونس: غاضبون هاجموا موكب النهضة.. وطرد راشد الغنوشي من مدينة تالة

رئيس حزب القراصنة يلجأ إلى فرنسا ومقتل ابن شقيقة الهاشمي الحامدي في ظروف غامضة

TT

هاجمت مجموعة من المحتجين أمس الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية وهشموا السيارة الخاصة التي كانت تقله ورفعوا في وجهه شعار «ارحل» في منطقة تالة الواقعة وسط غرب تونس. وفي تطور لافت أفادت تقارير إعلامية بأن نجل شقيقة رئيس «تيار العريضة الشعبية» في تونس الهاشمي الحامدي وجد مقتولا في بيته أمس بمحافظة سيدي بوزيد التونسية.

وأفاد شهود عيان أن محتجين من عائلات شهداء الحركة اليوسفية (نسبة إلى الزعيم الوطني التونسي صالح بن يوسف) رفضوا وجود رئيس حركة النهضة بمقبرة الشهداء بمدينة تالة وأقدموا على تهشيم سيارته ورفع شعارات مناوئة له ولحركة النهضة الحاكمة. وكان الغنوشي قد تحول إلى تالة، رفقة بعض قيادات حركة النهضة من بينهم رضا البناني عضو المجلس التأسيسي الممثل لجهة القصرين ونور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية، لحضور موكب دفن رفات الشهيد أحمد الرحموني الذي أعدمه نظام الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الأسبق فيما بات يعرف بـ«شهداء 24 يناير (كانون الثاني) 1963» على إثر اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم.

وفي هذا الشأن، صرح المبروك كورشيد رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن الحركة اليوسفية وإنصافها لـ«الشرق الأوسط» إن ما تعرض له الغنوشي كان وراءه غضب عائلات الشهداء من الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة بسبب عدم الإيفاء بوعوده على حد تعبيره. وأضاف أن قيادات سياسية من الحكومة وعدت بتسوية ملف شهداء سنة 1963 ولعبت تلك الورقة الانتخابية للحصول على أصوات عائلات الشهداء إبان إجراء انتخابات المجلس التأسيسي أكتوبر - (تشرين الأول) 2011 ثم تخلت عنها بعد وصولها إلى سدة الحكم.

وحول الأضرار التي تعرض لها موكب حزب حركة النهضة، قال كورشيد إن الغنوشي اضطر للخروج من المدينة تحت حراسة أمنية مكثفة وأن الأضرار لحقت سيارته الخاصة فقط.

ويواجه الائتلاف الحاكم في تونس موجة من الانتقادات بعد أكثر من سنة من حكم البلاد، وتتهمه المعارضة بالفشل في فض ملفات البطالة والتنمية في الجهات والحد من ارتفاع الأسعار وتنامي العنف.

وكانت مجموعة من السياسيين من أحزاب المعارضة قد تحولت بدورها إلى نفس موكب الدفن في مدينة تالة من بينهم عصام الشابي القيادي في الحزب الجمهوري وراضية النصراوي رئيسة منظمة مكافحة التعذيب وأحمد الخصخوصي الأمين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين إلى جانب وفد من الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر المنظمات العمالية في تونس).

من جهة ثانية أكدت وكالة تونس أفريقيا للأنباء خبر العثور على نجل شقيقة الهاشمي الحامدي مقتولا في بيته أمس بمحافظة سيدي بوزيد. وعثر على محمد الأمين الحامدي، مقتولا أمس بسكين في بيته بمنطقة ريفية تبعد 15 كيلومترا عن مدينة سيدي بوزيد وسط شرق العاصمة.

ولم يتم بعد تحديد هوية القاتل، ولا الدافع وراء الجريمة. لكن النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن تيار العريضة الشعبية قبل أن يصبح مستقلا، بدري حسني استبعد في تصريحات صحافية وجود دوافع سياسية وراء الجريمة.

وقال حسني: «الضحية لا علاقة له بالسياسة، كما أن رئيس الحزب وعائلة الضحية، لم يعلنا عن وجود أي دوافع سياسية وراء القتل». على صعيد آخر، قال محمد أمين سلامة نائب رئيس حزب القراصنة المعارض (تأسس بعد الثورة) في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن صلاح الدين كشك رئيس الحزب قد غادر تونس في اتجاه فرنسا وأنه يعد ملفا للجوء السياسي بعد تعرضه لمضايقات من رجال الأمن في تونس بعد اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد. وأضاف أن حزب القراصنة يرفض العنف ويرفض كذلك الاتهامات المجانية التي وجهتها حركة النهضة لقيادات الحزب ببث الفوضى في مدينة بنزرت (60 كلم شمال تونس العاصمة) على إثر مسيرات في شوارع بنزرت بعد الإعلان عن اغتيال الفقيد شكري بلعيد.

هذا وما زالت قضية اغتيال بلعيد تتفاعل حيث قال مصدر من عائلته أمس إن الحكومة الفرنسية تدرس إمكانية منح ابنتيه الجنسية الفرنسية. .