قوات الجيش تنتشر في شمال بنغلاديش بعد استمرار أعمال العنف

مناشدات دولية للتهدئة.. والحصيلة تعدت 60 قتيلا

TT

نشرت بنغلادش أمس جيشها في شمال البلاد بعد سقوط 16 قتيلا في موجة جديدة من العنف، الذي أثاره صدور أحكام بحق عدد من الزعماء الإسلاميين أدينوا بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال في 1971، ما أسفر عن سقوط نحو 60 قتيلا إجمالا منذ الخميس الماضي.

وتشهد بنغلادش احتجاجات واحتجاجات مضادة منذ يناير (كانون الثاني) عندما أصدرت محكمة، شكلتها الحكومة للتحقيق في انتهاكات ارتكبت خلال حرب الاستقلال ضد باكستان، أول أحكامها بالإدانة وقضت غيابيا بالإعدام على زعيم بالجماعة الإسلامية. وقتل نحو 60 شخصا منذ ثالث حكم إدانة للمحكمة، والصادر يوم الخميس، عندما قضت بإعدام ديلوار حسين سيدي (73 عاما)، بسبب انتهاكات تتعلق بثماني تهم، من بينها القتل والاغتصاب وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام أثناء الحرب الدامية في 1971 بين بنغلادش وباكستان، التي كانت دكا تتبعها تحت مسمى باكستان الشرقية. ونفى سيدي الاتهامات، وقال محاميه إنه سيستأنف الحكم. وصدر حكم بالسجن مدى الحياة على عضو آخر في الحزب في الخامس من فبراير (شباط).

ودلوار حسين سيدي نائب رئيس الجماعة الإسلامية، الذي كان ناشطا ضمن ميليشيات مؤيدة لباكستان، هو ثالث شخصية في الجماعة الإسلامية تتم محاكمته من «المحكمة الدولية للجنايات» في بنغلادش. وسميت المحكمة كذلك من دون أي مشاركة أو إشراف للأمم المتحدة عليها، وهي متهمة بأنها صنيعة السلطة لدوافع سياسية، لا سيما أن أغلبية المحاكمين ينتمون إلى المعارضة. من جهتها، تؤكد الحكومة أن هذه المحاكمات ضرورية من أجل اندمال جراح حرب الاستقلال.

وقالت الشرطة وشهود إن آلافا من أعضاء الجماعة الإسلامية خرجوا في شوارع بلدة بوغرا، الواقعة على بعد 220 كيلومترا شمال العاصمة داكا أمس، وهاجموا خمسة مراكز للشرطة بقنابل بدائية الصنع وسيوف وعصي. وذكر صحافيون أن أعضاء الجماعة اقتحموا مركزا للشرطة وأشعلوا النيران في منازل، بينها منازل زعماء حزب رابطة عوامي الحاكم، بحسب وكالة «رويترز». وقدرت أعداد المحتجين بنحو 10 آلاف شخص.

وقال الشرطي عطي الرحمن: «اضطررنا إلى فتح النيران بعد أن فشلت الأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع في تفرقة المهاجمين»، بينما ذكر متحدث باسم الجيش في داكا أن فصيلتين نشرتا في البلدة. وأفادت تقارير للشرطة بأن ثمانية أشخاص قتلوا في بوغرا أمس وقتل ثمانية في اشتباكات في أماكن أخرى. وذلك بالتزامن مع اليوم الأول من إضراب مدته ثلاثة أيام دعت إليه الجماعة الإسلامية وحزب بنغلادش الوطني. كما قتل شرطي في اشتباكات مع المحتجين في إقليم جهينيده، بحسب ما أفاد مسؤولو الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية.

ودعت الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة إلى الهدوء، بينما طلبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية العالمية من الحكومة والجماعة الإسلامية التحرك السريع لوقف مزيد من أعمال العنف. والسبت دعت الأقليات الحكومة إلى تشديد الأمن بعد سلسلة من الهجمات على معابد هندوسية ومنازل لأنصار الجماعة قتل خلالها مواطن هندوسي. ونفت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها عن الهجوم على المعابد.

وأضرم محتجون النار في قطار داخلي في وقت متأخر السبت، بينما شددت الإجراءات الأمنية في العاصمة دكا، حيث تم نشر نحو عشرة آلاف شخص وأغلقت المتاجر والمدارس، وخلت الطرق السريعة والشوارع في العاصمة دكا وفي مدينة شيتاغونغ من السيارات.

وحدد فريق تحقيق خاص 1175 شخصا، بينهم جنرالات باكستانيون وإسلاميون حلفاء لإسلام آباد في فترة حرب الاستقلال، مشتبها في اقترافهم جرائم أثناء الحرب في عام 1971، التي خلفت مئات آلاف القتلى.