قيادي ميداني: النظام يدس عناصر للتجسس وتصفية أفراد «الجيش الحر»

يزور هويات شخصية لإدخال عناصره إلى «المناطق المحررة»

TT

أفاد ناشطون سوريون معارضون بمعلومات تؤكد قيام النظام السوري وأجهزته الأمنية بدس مجموعات موالية له داخل المناطق الخارجة عن سلطته، والتي تصفها المعارضة السورية بأنها «مناطق محررة»، بهدف «التجسس على نشاط المعارضين وتنفيذ عمليات خطف وتصفية بحق الناشطين المعارضين». وذكروا أن «عناصر تابعة للنظام تتسلل إلى المدن التي تخضع لسيطرة المعارضة، لا سيما في إدلب وحلب، عبر بطاقات شخصية مزورة يتم تغيير أمكنة الولادة فيها لتصبح تل رفعت أو الباب ومناطق أخرى معروفة بمعارضتها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد».

وقال أحد الناشطين السوريين من ريف إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر مندسة من قبل أجهزة النظام تحمل بطاقات مزورة تعبر على حواجز «الجيش الحر» وتدخل إلى القرى المحررة في إدلب للقيام بعمليات ضد «الثوار». وأشار إلى «مجموعات عدة تمكنت بعض الكتائب المعارضة من كشفها كانت تنوي القيام بتفجيرات ضد المدنيين في الكثير من المناطق ذات الكثافة السكانية بهدف تأليب الرأي العام في المناطق الخارجة عن سلطة النظام ضد (الجيش الحر) وإضعاف حاضنته الشعبية». وأضاف: «لا يكتفي النظام بتزوير هويات عملائه، بل يعمد إلى تدريبهم على لهجات المناطق المحررة التي سيدخلون إليها».

ويظهر شريط فيديو بثه ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» أحد الضباط في الجيش النظامي يدعى ماهر عزيز، تم إلقاء القبض عليه في منطقة القصير بريف حمص من قبل كتائب «الجيش الحر» وهو يدلي باعترافات عن امتلاكه هوية مزورة، تم تبديل مكان الولادة فيها ليصبح «الصليبة»، وهو حي معروف بمعارضته للنظام السوري في مدينة اللاذقية، لتسهيل دخوله إلى المناطق المحررة.

ويؤكد الناطق الرسمي باسم المجالس العسكرية الثورية في حلب أبو البراء لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري يستخدم استراتيجية استخباراتية للعمل ضد (الثوار)، إحدى أدواتها تجنيد عناصر للتوغل في المناطق التي تقع تحت سيطرتنا». ويضيف: «تعمد أجهزة النظام إلى تزوير البطاقات الشخصية لبعض عناصر الشبيحة والأمن ليتمكنوا من التسلل إلى مناطق مختلفة لجمع المعلومات وتنفيذ عمليات ضد المعارضة بشكل سري». ويشير إلى «اكتشاف مجموعة تابعة للنظام في ريف حلب عن طريق الصدفة، حيث قامت هذه المجموعة بعمليات خطف واغتيال لعناصر في (الجيش الحر)، إضافة إلى تسليم بعض الناشطين إلى أجهزة الأمن السورية». وبحسب أبو البراء، فإن «المخابرات الجوية هي من تقف وراء تجنيد هذه المجموعات للتجسس على المعارضة والتخطيط لعمليات ضدها».

ويوضح أبو البراء أن «عملية ضبط تسلل العناصر التابعة للنظام أمر صعب جدا، فهم يدعون أنهم من المناطق المحررة ويظهرون بطاقات هوية تؤكد ذلك، ليتبين لاحقا أنها كانت مزورة». ويضيف: «هناك جهاز (المخابرات العامة الثورة السورية) مهمته تعقب هؤلاء العملاء وكشف مخططاتهم»، في إشارة إلى جهاز تم تأسيسه العام الماضي بهدف «تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات القوات النظامية وأدواتها من شبيحة وعملاء، إضافة إلى بناء درع أمنية صلبة لحماية أبناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية»، وفق بيانه التأسيسي.