الأردن يستغرب وإسرائيل ترفض تأكيد أو نفي لقاء نتنياهو والملك عبد الله الثاني

أوساط مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي: لا بد من تجميد البناء الاستيطاني

TT

رفض الناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية تأكيد أو نفي النبأ الذي بثته وكالة الأنباء الفرنسية، أول من أمس، وذكرت فيه أن لقاء قمة سريا ثانيا، عقد، الأسبوع الماضي، في العاصمة الأردنية عمان، بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية تأكيدا على اللقاء.

وكانت الوكالة الفرنسية قد ذكرت أن نتنياهو زار الأردن مرتين خلال الشهرين الماضيين، والتقى بالملك عبد الله الثاني، وأن محور اللقاءين كان فحص سبل استئناف العملية السلمية والمفاوضات، إلى جانب المخاطر المشتركة التي تهدد البلدين، وأبرزها التداعيات السلبية لسقوط النظام الحالي في سوريا والتدخل الإيراني.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن هذين اللقاءين تما بسرية بالغة، لدرجة أن السفارة الإسرائيلية في عمان والسفارة الأردنية في تل أبيب لم تعلما بهما. ورجّحت أن يكون نتنياهو قد أعلم الملك الأردني بالقلق الإسرائيلي من تسريب الأسلحة الكيميائية، وصعود قوات إسلامية متطرفة في محيط سوريا، ووضعه في صورة التحركات الإسرائيلية الممكنة، في إطار التنسيق الأمني بين البلدين بموجب اتفاقية السلام.

وربطت صحيفة «معاريف» بين هذه الاجتماعات واللقاءات وزيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى المنطقة. وقالت إنها تأتي في إطار التمهيد للتحرك الأميركي، حيث إن «كليهما (نتنياهو والملك عبد الله الثاني) يدرك أن إدارة أوباما قررت الغوص في موضوع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني»، وهما يريان في قرار الرئيس أوباما بتعيين منسق جديد لشؤون الشرق الأوسط، فيليب جوردون، وهو خبير بالشؤون الخارجية، برهانا على ذلك.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، إن نتنياهو ينوي اتخاذ سلسلة قرارات جريئة في حكومته المقبلة، بينها تجميد البناء الاستيطاني في المستوطنات النائية، لكي يخفف من عزلته الدولية.

وأضافت أنه يريد أن يزيل أي اتهام ضده في العالم بأنه يعرقل المسار السياسي. وفي حالة عدم قدوم الفلسطينيين إلى المفاوضات، فإنه سوف يكسب نقاطا ويتحول الضغط الدولي إلى السلطة الفلسطينية. وأما إذا بدأت مفاوضات، فإن ذلك سيجعل حزب البيت اليهودي، الذي يمثل المستوطنين، ينسحب من الحكومة، وانسحابه سيعيد إلى هذه الحكومة الحزبين الدينيين؛ «شاس» لليهود الشرقيين، و«يهدوت هتوراة» لليهود الغربيين.

وقد أكدت أوساط مقربة من نتنياهو في أحاديث نهاية الأسبوع لجميع وسائل الإعلام، أن نتنياهو يدرك أنه لم يعد ممكنا الاستمرار في البناء الاستيطاني كما كان الحال في زمن الحكومة السابقة، وأنه لا بد من تجميد البناء على الأقل في المستوطنات الصغيرة والنائية في الضفة الغربية.

من جانبه، استغرب مصدر أردني ما يقوم به الإعلام الإسرائيلي من تسريبات، من حين لآخر «يضعها بصورة أخبار مهمة ثم يطلب من الأردن أن يثبتها أو ينفيها»، على حد تعبيره.

وقال المصدر ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، بهذا الخصوص: «إن وسائل الإعلام الإسرائيلية تخرج علينا بتسريبات وتدعي أنباء حول لقاءات جرت بين مسؤولين أردنيين وإسرائيليين، ومطلوب منا أن نقدم تعليقا عليها سواء بالإثبات أو النفي».

وأشار المصدر إلى أن الأردن وإسرائيل بينهما اتفاقية سلام، وليس هناك ما يمنع أن يجتمع المسؤولون من كلا الطرفين، والإعلان عن أي لقاء أو اجتماع دون إخفاء أو إحاطته بسرية تامة بقصد الإثارة.