نتنياهو يباشر جولة ثانية من المشاورات لتشكيل حكومته الجديدة

يحرض على حلفائه القادمين ويحملهم مسؤولية ضعف موقفه من إيران

TT

بعد أن منحه رئيس الدولة شيمعون بيريس مهلة إضافية لمدة أسبوعين، باشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاوراته مع الأحزاب في سبيل تشكيل حكومة جديدة. ومع أنه راح يحرض على حزبي «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينيت، و«يوجد مستقبل» برئاسة يائير لبيد، فقد بدأ المفاوضات معهما، وبات واضحا أنه سيكون مضطرا إلى التحالف معهما وإلى إبقاء الحزبين الدينيين «شاس» و«يهدوت هتوراة» خارج حكومته.

وكان بيريس منح نتنياهو، قبل شهر، 28 يوما، لكنه فشل في مهمة تشكيل الحكومة. وطلب منه الليلة قبل الماضية تمديد الفترة، وفق القانون، لمدة أسبوعين آخرين، فإذا لم يستطع نتنياهو ذلك حتى السادس عشر من مارس (آذار) الحالي، فسيكون عليه أن يعيد التكليف ويتيح أمام نائب آخر أن يشكل الحكومة. وقد يؤدي ذلك إلى تطورات درامية في إسرائيل؛ أولها إلغاء زيارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى المنطقة، والمقررة يوم 20 مارس الحالي، وثانيها إجراء مشاورات مجددة مع الأحزاب، واحتمال إلقاء مهمة تشكيل الحكومة على رئيس أصغر كتلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، شاؤول موفاز، رئيس كتلة «كديما» التي تضم نائبين اثنين فقط.

والسبب في اختيار موفاز هو أنه صاحب أكبر خبرة في العمل الوزاري؛ إذ كان وزيرا للدفاع ورئيسا لأركان الجيش، بينما رؤساء الأحزاب الأخرى الكبيرة والمتوسطة، من دون أية تجربة وزارية أو حتى برلمانية. والبديل الوحيد عن نتنياهو وموفاز في هذه الحالة، هو اللجوء مرة أخرى إلى الانتخابات، لكن هذا الاحتمال ضعيف. ونتنياهو يفضل التنازل أمام تحالف بينيت ولبيد، واستبعاد حليفيه من حزبي «شاس» و«يهدوت هتوراة» عن الحكومة.

ولم يخف نتنياهو غضبه من هذه التطورات، فراح يهاجم حزبي لبيد وبينيت على مقاطعتهما الأحزاب الدينية. وقال خلال لقائه مع بيريس، إنه فشل في تشكيل حكومة لأن «هناك شريكا محتملا واحدا على الأقل في الائتلاف رفض الجلوس مع بقية الشركاء المحتملين». وراح يحرض المستوطنين على زعيم حزبهم، نفتالي بينيت، قائلا: «في الوقت الذي يعاني فيه المستوطنون من مقاطعة أوساط دولية لهم من أعداء إسرائيل في الخارج، نجد حزبهم يقاطع الأحزاب الدينية».

يذكر أن بينيت ولبيد تعهدا كل للآخر، بأن لا يدخل أيهما الحكومة من دون الآخر. وواجه نتنياهو مطالب موحدة من الحزبين لخفض الإعفاء من التجنيد الإجباري للشباب المتدين، وخفض المميزات الاقتصادية التي تمنحها الدولة لليهود المتزمتين. وقال كبير المفاوضين في فريق نتنياهو خلال محادثات الائتلاف، الجمعة، مع «البيت اليهودي»، إن الحزب اليميني يرفض الجلوس مع الأحزاب المتشددة، لكن مسؤولين من «البيت اليهودي» نفوا ذلك، وقالوا إن الحزبين الدينيين يرفضان تحقيق مساواة في الأعباء العسكرية للشباب.

من جهته، قال نتنياهو: «في الأسابيع الأربعة الماضية حاولت تشكيل أوسع حكومة ممكنة.. أعتقد أن المجتمع الأرثوذكسي المتطرف مستعد لقبول (مطالب شركاء آخرين)، لكن السبب الرئيسي لعدم تمكني من استكمال المهمة حتى اليوم هو.. أن هناك مقاطعة من قطاع بعينه».

ويرى المراقبون أن نتنياهو يميل حاليا إلى ائتلاف مع حزب «هناك مستقبل» (19 مقعدا) وحزب «البيت اليهودي» القومي المتدين (12 مقعدا)، القريب من المستوطنين، على حساب حلفائه التقليديين المتشددين دينيا الذين قد يجدون أنفسهم في المعارضة. وفي هذه الحالة تصبح حكومته مستندة إلى أكثرية 70 من مجموع 120 مقعدا؛ إذ إن لحزبه الليكود وحزب «إسرائيل بيتنا» معا 31 مقعدا، ولحزب «هتنوعاة» برئاسة تسيبي ليفني 6 مقاعد، وحزب «كديما» مقعدين.

ولكن نتنياهو لا ينوي الرضوخ لهذا التحالف إلى الأبد. وحسب مقربين منه، فإنه ينوي الموافقة على تجميد الاستيطان، على أمل أن ينسحب بينيت من الائتلاف. ويتاح له أن يدخل مكانه حزبي «شاس» (11 مقعدا) و«يهدوت هتوراة» (7 مقاعد)، وعندها يصبح ائتلافه 76 مقعدا.