ولي العهد السعودي: التحديات التي تواجه المنطقة والعالم تحتم على البلدين العمل المشترك للوصول إلى رؤية واحدة

ترأس جانب بلاده في مجلس التنسيق ـ السعودي القطري في الدوحة

وليا العهد السعودي والقطري حضرا مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أبرمت بين البلدين على هامش اجتماع مجلس التنسيق المشترك (واس)
TT

أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أنه عطفا على ما تواجهه المنطقة والعالم من تحديات يتحتم على بلاده ودولة قطر «العمل المشترك في مختلف المجالات وتعميق نهج التشاور والتنسيق بهدف الوصول لرؤية مشتركة حيال التعامل مع هذه التحديات وبما يحقق مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين ويعود بالنفع على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى الأمتين العربية والإسلامية».

واستشهد الأمير سلمان في كلمته التي ألقاها أمام اجتماع مجلس التنسيق السعودي - القطري الذي عقد أمس في العاصمة القطرية الدوحة، بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود «بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان قوي متماسك يلبي تطلعات مواطني دول المجلس».

وأكد ولي العهد السعودي أنه على ثقة أن هذه الدورة لمجلس التنسيق بين البلدين «ستضفي خطوات إيجابية لهذه المسيرة والانطلاق بها إلى مجالات أرحب وأوسع»، وفيما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. صاحب السمو الأخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر الشقيقة رئيس الجانب القطري بمجلس التنسيق السعودي - القطري، صاحب المعالي الأخ الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية نائب رئيس الجانب القطري بمجلس التنسيق السعودي - القطري، أصحاب السمو والسعادة أعضاء الجانب القطري، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يسرني بداية أن أنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لصاحب السمو الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ولسموكم وتمنياته لدولة قطر الشقيقة وشعبها بمزيد من التقدم والرخاء وحرصه - أيده الله - بأن تسفر اجتماعات هذه الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي - القطري - بعون الله - عن تعزيز آفاق التعاون بين بلدينا الشقيقين. كما أود التنويه بما أبداه سموكم من مشاعر أخوية كريمة وحرص على تعميق الروابط الأخوية بيننا لما فيه خير بلدينا وشعبينا الشقيقين، ويطيب لي أن أعبر باسمي وبالنيابة عن الجانب السعودي في المجلس عن شكرنا وتقديرنا على ما لقيناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في بلدنا الثاني، وعلى حسن الإعداد والتنظيم لهذا الاجتماع.

صاحب السمو.. أيها الإخوة الأعزاء، إن ما تواجهه منطقتنا والعالم من تحديات يحتم علينا العمل المشترك في مختلف المجالات وتعميق نهج التشاور والتنسيق بهدف الوصول لرؤية مشتركة حيال التعامل مع هذه التحديات وبما يحقق مصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين ويعود بالنفع - بمشيئة الله تعالى - على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى أمتينا العربية والإسلامية، منوها في هذا السياق بدعوة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في الدورة الثانية والثلاثين للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان قوي متماسك يلبي تطلعات مواطني دول المجلس.

صاحب السمو.. أيها الإخوة الأعزاء، إننا إذ نجتمع اليوم في الدورة الرابعة لمجلس التنسيق، لنستذكر الجهود المباركة لكل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمهما الله - لتعزيز وتعميق التعاون بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، ووفق الرؤى الحكيمة لقيادتي البلدين.. وإننا على ثقة بأن هذه الدورة لمجلس التنسيق السعودي - القطري ستضفي خطوات إيجابية لهذه المسيرة والانطلاق بها إلى مجالات أرحب وأوسع بإذن الله.

وفي الختام أدعو المولى عز وجل أن يسدد خطانا ويوفقنا إلى ما فيه خير شعبينا وبلدينا الشقيقين ودول مجلس التعاون الشقيقة وأمتينا العربية والإسلامية، متطلعين أن نلتقي بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية في إطار الدورة الخامسة للمجلس العام القادم بمشيئة الله تعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز، ترأس جانب بلاده في اجتماع مجلس التنسيق السعودي - القطري في الدورة التي عقدت مساء أمس في العاصمة القطرية الدوحة، بينما رأس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر جانب بلاده في الاجتماع.

وفي كلمته أمام الاجتماع، رحب ولي عهد قطر بالأمير سلمان بن عبد العزيز، في بلده الثاني قطر، متمنيا له طيب الإقامة، كما أبدى شكر وتقدير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على ما أبداه من مشاعر أخوية كريمة، متمنيا للسعودية وشعبها استمرار التقدم والازدهار، وقد استعرض المجلس خلال اجتماعه مختلف الموضوعات التي تهم التعاون بين البلدين في العديد من المجالات. وتوجت المباحثات بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، حيث تم توقيع اتفاقية في مجال مكافحة الجريمة، واتفاقية أخرى في مجال تنظيم سلطات الحدود بين حكومتي البلدين، وقعهما الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي، والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية القطري، بينما وقع الجانبان على برنامج تنفيذي لمذكرة التفاهم للتعاون في المجال الصناعي بين وزارتي الطاقة والصناعة بقطر، والتجارة والصناعة بالمملكة وقعها الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة، ووزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور محمد بن صالح السادة، ووثيقة تصديق على اتفاقية تعاون دبلوماسي وقنصلي وملحقها التنفيذي بين البلدين وقعها الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية، ووثيقة تصديق على اتفاقية بين البلدين للتعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية وتهريبها وقعها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووثيقة تصديق على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصناعي بين وزارة الطاقة والصناعة في قطر، ووزارة التجارة والصناعة بالمملكة وقعها الدكتور توفيق الربيعة، والدكتور محمد بن صالح السادة، واتفاقية للتعاون والتبادل الإخباري بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء القطرية، وقعها عبد الله بن فهد الحسين مدير عام وكالة الأنباء السعودية، ومدير إدارة مجلس التعاون في وزارة الخارجية القطرية السفير يوسف الجابري.

وقبل انطلاق الاجتماع، أعد استقبال رسمي لولي العهد السعودي، والذي كان في استقباله في الديوان الأميري القطري، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، حيث عزف السلامان السعودي والقطري، واستعرض الأمير سلمان بن عبد العزيز حرس الشرف، كما كرم ولي عهد دولة قطر ضيفه الأمير سلمان بن عبد العزيز والوفد المرافق، وأقام له مأدبة عشاء، حضرها الشيوخ والوزراء وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وكان الأمير سلمان أدلى بعد وصوله للدوحة في وقت سابق من أمس بتصريح صحافي، أكد خلاله أن زيارته لدولة قطر «تأتي ضمن الزيارات الأخوية المتبادلة استمرارا لنهج التواصل والرغبة المشتركة في تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ومناسبة للتشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية». وأضاف: «نتطلع أن تحقق اجتماعات الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي - القطري ما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، ويعزز المسيرة الخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي». وأوضح أنه سينقل خلال الزيارة «تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، إلى أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، وإلى شعب وحكومة دولة قطر الشقيقة وتمنياته للشعب القطري الشقيق بمزيد من التقدم والازدهار».

وأعرب عن شكره وتقديره للشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد ولحكومة دولة قطر على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال، وأكد أنها «تعكس عمق العلاقة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين اللذين تربطهما وشائج القربى والتاريخ والمصير المشترك».

ويضم الجانب السعودي في الاجتماع، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص له، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية، والدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجه وزير الثقافة والإعلام، والدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة. ومن الجانب القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية نائب رئيس الجانب القطري بمجلس التنسيق، ويوسف بن حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية، والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية، والدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، والشيخ جاسم بن عبد العزيز بن جاسم آل ثاني وزير الأعمال والتجارة، والدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية، والشيخ خالد بن خليفة آل ثاني مدير مكتب ولي العهد.

وكان ولي العهد السعودي وصل إلى العاصمة القطرية في وقت سابق من أمس وتقدم مستقبليه بمطار الدوحة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد دولة قطر، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية رئيس بعثة الشرف، والشيخ عبد الله بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الديوان الأميري، والشيخ خالد بن خليفة آل ثاني، والسفير القطري لدى السعودية علي بن عبد الله آل محمود، كما كان في استقباله الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، والدكتور هندي بن حميد القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السعودية لدى قطر، والعميد ركن صالح القحطاني الملحق العسكري السعودي لدى قطر، وأعضاء السفارة السعودية في الدوحة. وبعد استراحة قصيرة في الصالة الأميرية بالمطار توجه الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى مقر إقامته بقصر المرمر في الدوحة يصحبه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز غادر الرياض بعد ظهر أمس متوجها إلى دولة قطر، وكان في وداعه في مطار قاعدة الرياض الجوية الأمير فهد بن عبد الله بن محمد رئيس هيئة الطيران المدني، والأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول، والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، والأمير بندر بن سلمان بن عبد العزيز.

وكان البلدان وقعا أمس في العاصمة القطرية الدوحة على محضر اجتماع اللجنة التحضيرية المشتركة للدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي - القطري، حيث وقعه الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية من الجانب السعودي، ومن الجانب القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور خالد بن محمد العطية، بينما أكد الدكتور مدني أن اجتماعات اللجنة كانت مثمرة وإيجابية منذ بدايتها، وقال إن «محضر اللجنة التحضيرية يغطي مجالات التعاون المختلفة بين البلدين سواء من النواحي السياسية أو الاقتصادية أو التجارية أو الاستثمارية وما شابه ذلك»، مبينا أن الاجتماعات سادتها روح الأخوة والتفاهم والمودة، وأوضح أن التعاون والتفاهم بين البلدين سيستمر ويزداد صلابة في المستقبل. بينما قال الدكتور خالد بن محمد العطية من جهته، إن «اجتماعات اللجنة التحضيرية المشتركة للدورة الرابعة لمجلس التنسيق القطري - السعودي، ناقشت جميع الأمور والموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين في مجالات التعاون كافة، سواء التشاور السياسي أو مجال الاقتصاد والاستثمار أو البنى التحتية أو التعليم، وغيرها»، وشدد على أن الاجتماعات كانت إيجابية للغاية.

وأفاد بأن التعاون وتوقيع الاتفاقيات بين قطر والسعودية هو عملية مستمرة ولم تتوقف، مبينا أن ما تقوم به اللجنة المشتركة هو الإشراف على تنفيذ ما يتفق عليه البلدان وتطوير الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وإضافة الأمور التي تحتاج إلى إضافة.

ووصف علاقات البلدين بأنها «متميزة وذات خصوصية»، وقال «إننا نقوم دائما بمتابعة تنفيذ ما نتفق عليه حتى تبقى هذه العلاقة في قمة تميزها».

حضر التوقيع على محضر الاجتماع السفير أحمد بن علي القحطاني سفير السعودية لدى قطر، والسفير القطري في الرياض علي بن عبد الله آل محمود، وعدد من المسؤولين في الجانبين.