وكالة الطاقة الذرية تطالب إيران بالسماح لمفتشيها بدخول موقع عسكري

أمانو أفصح عن إحباطه بسبب فشل الوكالة في الوصول إلى نتائج ملموسة مع طهران

TT

بعد عام من المفاوضات العقيمة طلب الأمين العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس من إيران اتخاذ مبادرة ملموسة عبر السماح لمفتشيها بدخول موقع بارتشين العسكري قرب طهران. وقال أمانو كما ورد في نص كلمته أمام مجلس حكام الوكالة الذرية الذي عقد اجتماعا مغلقا في فيينا أمس «أطالب إيران مجددا بالسماح بدخول موقع بارتشين بلا تأخير! سواء تم التوصل إلى اتفاق حول مقاربة منظمة أم لا».

وأكد أمانو في كلمته أن «السماح بدخول موقع بارتشين خطوة إيجابية ستساعد في إثبات نية إيران التعاون مع الوكالة بخصوص صلب مخاوف»، وأضاف «أود أن أكون قادرا على التحدث عن تقدم حقيقي خلال اجتماع المجلس التالي في يونيو (حزيران)».

جاء ذلك في خطاب استهل به أمانو اجتماع دوري لمجلس محافظي الوكالة الدولية، صباح أمس، بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا حيث تتصدر قضية الملف النووي الإيراني أجندة اجتماع المجلس المكون من 35 دولة والذي يعتبر أكثر أجهزة الوكالة فاعلية ونفوذا. وعادة ما تغلف جلساته «نكهة سياسية» على الرغم من الطبيعة التقنية الفنية للوكالة التي تتميز بكونها المسؤول الأول عن الأنشطة النووية السلمية دوليا ولها من الأعضاء 153 دولة. في سياق مواز كان أمانو قد نوه في معرض إجاباته أثناء مؤتمر صحافي عقده عقب جلسة الافتتاح أن سرعة التوقيت والمحتوى عنصران هامان في إنجاح عمليات الوكالة للتحقق عما دار داخل بارتشين، موضحا أن التصريح بدخول بارتشين لا يعني توفير زيارة أو مجرد طلعة يقوم بها المفتشون للمبنى وإنما السماح لهم بالتحقق مع من يشاءون من المسؤولين والتنقيب وفحص العينات وإجراء كل ما يرونه لازما.

إلى ذلك كان أمانو قد أفصح في بيانه عما يعتريه من إحباط بسبب فشل الوكالة في الوصول إلى نتائج ملموسة مع إيران على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها الوكالة وعلى الرغم من 9 جولات من محادثات بين إيران والوكالة عقدت بفيينا وبطهران بمشاركة قيادات ذات مستوى عالٍ دون أن تحرز أي تقدم يذكر يبدد مخاوف الوكالة بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني لا سيما أن الوكالة منذ عام 2008 تلقت معلومات استخباراتية من مصادر وصفتها بالكثيرة وصور ستالايت بما فيها تلك التي حصلت عليها بمجهودات مفتشيها ومنها ما يشير لانفجارات عزتها تلك المصادر لأنشطة ذات صبغة حربية عسكرية ومحاولات لتركيب رؤوس نووية لصواريخ «شهاب 3» التي تمتلكها إيران هذا بالإضافة لمعلومات وصور لاحقة تشير لعمليات نظافة وجرف تربة وتحويل أبنية مما فسر بأنه مساع إيرانية لإخفاء كل ما يمكن أن يدين إيران في حال سمحت للوكالة بدخول المبنى وتفتيشه. في سياق مختلف وعلى الرغم من ما كرره مدير عام الوكالة من عدم الحصول على أي تقدم بشأن قضية الملف النووي الإيراني وشكواه من الجمود الذي يلاحق المفاوضات بين إيران والوكالة فإن المجموعة الغربية أحجمت هذه المرة من التقدم بأي مشروع قرار يدين إيران مما فسره دبلوماسي غربي لـ« الشرق الأوسط» بأنه «بادرة حسن نية» ومد اليد برسالة تشجيعية لإيران لعلها تتحمس لإحراز تقدم في محادثاتها السياسية التي تجري موازية مع المجموعة الدولية 5 + 1 المكونة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا وتقودها مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، وكانت هذه المجموعة وإيران قد التقتا أخيرا بعاصمة دولة كازاخستان وعلى الرغم من أنهما لم تتوصلا لاتفاق محدد فإنهما اتفقتا على مواصلة اللقاء كما تحدد أن يلتقي الفنيين من الطرفين بتاريخ 18 الجاري.

من جانبه فسر دبلوماسي عربي عدم حماس الدول «الكبرى» لاستصدار قرار يخرج به اجتماع مجلس محافظي الوكالة يدين إيران بسبب «الشتات» والنفق الضيق الذي يعبره المجتمع الدولي حاليا بسبب الأوضاع في سوريا، وفي هذا الخصوص كان يوكيا أمانو قد حاول بجهد واضح عدم إعطاء أي رد مباشر على أسئلة صحافية بشأن تقارير تقول إن جيش سوريا الحر أصبح هو المسيطر على منطقة دير الزور وإن الثوار على استعداد للتعاون مع الوكالة ومدها بمعلومات تورط الحكومة السورية وتدينها بأنشطة نووية غير معلنة.